كاتب أمريكي: اتهامات ترامب لأوباما بتأسيس داعش "واهية"
السبت، 13 أغسطس 2016 01:43 ص
فندّ الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر، تصريحا كرره المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في حديث إذاعي يوم الأربعاء، مفاده أن الرئيس أوباما هو مؤسس تنظيم داعش الإرهابي.
واستعان ميلر في دفاعه عن أوباما بتصريح أدلى به ترامب عام 2007 حول الشرق الأوسط، لشبكة سي إن إن، مفاده أن الولايات المتحدة ينبغي أن تغادر العراق وتعلن النصر.. وفي العام التالي، سُئل عن "حل ناجز" لمشكلة العراق، فأجاب المستر ترامب "أولا، يجدر بي أن أغادر العراق حالا".
ومضى ميلر في دفاعه –الذي نشرته صحيفة الـوول ستريت جورنال- قائلا "لنفترض أن المستر ترامب كان في موقع المسئولية وأن الولايات المتحدة انتهجت سياسة انسحابه، إذن لكانت النتيجة أن الوضع في الشرق الأوسط ربما كان أكثر اضطرابا مما تواجهه الولايات المتحدة اليوم."
واستعان الكاتب كذلك بالتاريخ قائلا إن "أبا مصعب الزرقاوي هو مَن أسس القاعدة في العراق عام 2004 كنذير بـتنظيم داعش، على حد تعبير بيتر برغن، المتخصص في شئون القاعدة، قبل عشر سنوات من ظهور داعش، حين قال إن الزرقاوي حدد مسارين اثنين للتنظيم هما: الذبح وقتل الغربيين والشيعة، وإشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة والعراق."
وأضاف ميلر أن "حرب العراق سوّغت للزرقاوي أن يعلن حربا ضد الولايات المتحدة، كما أشعلت (الحرب) نيران الفتنة الطائفية كما رسم لها الزرقاوي.... على أن الجيش الأمريكي بالتعاون مع قوات سنية استطاعوا معا النيل من تنظيم الزرقاوي بحلول عام 2008 كما لقي الرجل مصرعه إثر غارة جوية أمريكية."
وتابع ميلر أن "ظهور داعش في الأعوام التالية يعود في أصوله إلى الشلل والتفتت اللذين ضربا سوريا والعراق... وفي عام 2011 وضع الربيع العربي سوريا على طريق الحرب الأهلية وألهب (الربيع العربي) عنفا طائفيا بين السنة والعلويين؛ هذا وذاك أوجدا فرصا أمام بقايا القاعدة في العراق، وتحديدا أمام فصيل يقوده أبوبكر البغدادي، للسفر إلى سوريا والانضمام إلى القتال ضد نظام الأسد.... هذه الجماعة التي باتت تقاتل في سوريا والعراق أصبحت فيما بعد هي نفسها تنظيم داعش الذي نعرفه اليوم."
واستطرد الكاتب قائلا إن "سياسات بشار الأسد الدامية ضد السُنة ألهمت الآلاف بالالتحاق بصفوف داعش أو ميليشيات أخرى مناوئة للأسد... في ذات التوقيت بالعراق، أسهمت السياسات الإقصائية والتمييزية التي انتهجتها الحكومة الشيعية بقيادة نوري المالكي – أسهمت في تغريب السُنة وسهّلت عملية ظهور داعش هنالك أيضا بالعراق حيث ساعد قادة سابقون في جيش صدام حسين- ساعدوا في تأهيل قوات داعش عسكريا."
واستدرك ميلر قائلا "ربما يمكن الزعم بأن الرئيس أوباما كان بطيئا في إدراك ظهور داعش ... لكن الحيلولة دون هذا الظهور في سوريا كان يتطلب التزاما عسكريا وسياسيا واقتصاديا من أمريكا، جنبا إلى جنب مع بناء دولة – وهو قرار لم يكن حتى منتقدي أوباما على استعداد لاتخاذه بعد تجربتي العراق وأفغانستان."
وعاد صاحب المقال إلى ترامب قائلا إن "المرشح الجمهوري معارضٌ بشدة لهذه السياسة، ولكن ماذا لو فعلت الولايات المتحدة ما نصح به المستر ترامب عام 2007 – بأن أعلنت النصر ثم انسحبت – إذن لانفتح الباب أمام الجهاديين وغيرهم من متطرفي داعش ليظهروا في وقت سابق على الذي ظهروا فيه وبشكل أكثر قوة... إن كلمات المستر ترامب توضح أنه إنما نصح بالسياسة ذاتها التي انتهجها أوباما ولكن في عام 2011: وهي الانسحاب."
واختتم ميلر قائلا "ليس ثمة منطق يقول أن المستر ترامب كان ليحقق نتيجة مغايرة أو أفضل ... إن قولا كهذا هو "واهم" بنفس قدر تصريح ترامب بأن الرئيس أوباما هو الذي أسس تنظيم داعش."