أزمة «الدولار» تعصف بصناعة الغزل والنسيج.. أصحاب المصانع يهددون بالإغلاق.. و«خبراء»: الاستثمار في مصر «سداح مداح».. وزيادة الأسعار تُشجع على التهريب.. و«برلماني»: الإغلاق يشريد 450 ألف عامل

الإثنين، 08 أغسطس 2016 04:43 م
أزمة «الدولار» تعصف بصناعة الغزل والنسيج.. أصحاب المصانع يهددون بالإغلاق.. و«خبراء»: الاستثمار في مصر «سداح مداح».. وزيادة الأسعار تُشجع على التهريب.. و«برلماني»: الإغلاق يشريد 450 ألف عامل
فاطمة فؤاد

مرت صناعة الغزل والنسيج خلال الأشهر الماضية بعدة أزمات، نتيجة تدني الوضع الاقتصادي لمصر، مما نتج عنه إغلاق مصانع عديدة، وتفاقم الأمر منذ يومين، حيث هددت عدد من مصانع الغزل والنسيج بالإغلاق التام في 10 أغسطس المقبل، وذلك بسبب الأزمة الإقتصادية التي أدت إلي إرتفاع سعر الخامات وقله البيع.

هيكلة مصانع الغزل والنسيج بالكامل
في البداية، قال الخبير الاقتصادي وائل النحاس، أن الحكومة قامت بإسناد الإشراف علي قطاع غزل النسيج إلى شركة أجنبية لتكون هي المنوطة والمسئولة عن تنظيم الشركات التابعة لقطاع ككل، بالإضافة لتقييم وإعادة هيكلة مصانع الغزل والنسيج بالكامل، بداية من صناعة البذر وحتى تصدير المنتج، لافتًا أنه من المفترض أن تقديم الشركة تقرير عن القطاع ككل بعد عيد الفطر، ولكن حتى الآن لم يتم تقديم هذا التقرير، مشيرًا أنه لا يوجد أثر إيجابي لهذه الشركة حتى الآن.

تقاعس الشركة الرائدة
وأضاف «النحاس» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن دور هذه الشركة لم يقتصر علي ما سبق، بل تعمل أيضا علي دراسة العوائد وتكلفة المنتج، حتى لا يحدث عملية تأثير سلبي للمصانع والعمال والقطاع نفسه، مؤكدًا أن ما يحدث الآن يدل على عدم تواجد دور لهذه الشركات.

تشتت في القرار
وأشار الخبير الاقتصادي، أن هنالك تضارب في أفعال كلًا من الوزراء والحكومة وأصحاب الشركات، مستعجبًا «وكأن كل مؤسسة منهم غير مكملة للأخرى».

«الاستثمار في مصر سداح مداح»
وعن الإستثمارات في الدولة وإرتفاع أسعار العملة الأجنبية «الدولار» بالأسواق المصرية، قال الخبير الاقتصادي: «أصبح النهارده الاستثمار في مصر سداح مداح»، مؤكدًا أن زيادة أسعار السلع قبل وصولها للمستهلك بيشجع على التهريب.

وقف اللغستيراد يرفع الأسعار
وتابع أن صدور قرار وقوف الاستيراد رسميًا، سيؤدي لمضاعفة أسعار السلع، وتكون بجودة سيئة، فمن الأيسر على أصحاب المصانع استراد البضائع المتهربة من الخارج «يبقى الدولة بتشجع التهريب».
وطالب «النحاس» الدولة بتقديم مبررات لارتفاع الأسعار، وإعفاء المصانع من القيمة المضافة كبديل لوقف الاستيراد من الخارج، مما يعمل علي فك الحواجز الاستثمارية للمستثمرين.

تدمير النفس
واختتم الخبير الإقتصادي حديثة قائلًا: «لو في قوة معادية عايزة تخطط لك علشان توقعك مش هتعمل أكتر من كده» في إشارة لتعنت الحكومة ضد الإستثمار والمستثمرين.

حل أساس المشكلة
من جانبة قال الخبير الاقتصادي الأستاذ مدحت نافع، أن الحل الأساسي لمشكلة مصانع الغزل والنسيج، هو البحث في المشكلة من البداية، وعدم ترك الأمر يتفاقم، حتى وصل إلى وقوع التهديد ثم نفكر في معالجة الأمر، وحل المشكلات بطرق مبتكرة.

إدراك للأبعاد الاقتصادية
وأضاف «نافع» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن الأمر يتطلب رؤية إدارية واسعة تنطلق من إدراك للأبعاد الاقتصادية للإنتاج، وليس فقط للابعاد المباشرة، كما يجب رؤية ان مصانع الغزل والنسيج في مصر تحتاج لرؤية اختصاصية هامة حتى ترقى إلى ما كانت عليه من قبل وتصل إلى المنافسات العالمية، مشيرا أن حل هذه المشكلة من الممكن أن يعالج أزمة الدولار جزئيًا.


تشريد أكثر من 450 ألف عامل
من جانبه، حذر الدكتور محمد خليفة، عضو مجلس النواب عن المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، من إغلاق عدد من مصانع الغزل والنسيج بالمدينة، بسبب الزيادة المتكررة وغير المدروسة لأسعار الغزول فى السوق المحلية، ما يؤدى إلى ارتفاع تكلفة المنتج النهائى.

وأوضح «خليفة» أنه علم من أصحاب بعض المصانع الخاصة والعاملين فيها أن المصانع أصبحت غير قادرة على بيع المنتج بالسوق المحلية، وبعضهم خروج من المنافسة فى بيع المنتج بالسوق الخارجية بسبب ارتفاع سعر البيع وعدم الوفاء بالالتزامات تجاه العملاء الخارجيين.

وتابع «خليفة» أنه قد أعد مذكرة تشمل جميع المشكلات التى تواجهها صناعة الغزل والنسيج، وأرسلها إلى وزير قطاع الأعمال، ورئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، وبناءً على تلك المذكرة من المقرر عقد اجتماع بمقر شركة مصر للغزل والنسيج، مرجعًا تكبد مصانع الغزل والنسيج خسائر كبيرة إلى ارتفاع أسعار الغاز والمواد الخام، ما أدى إلى عدم القدرة على صرف رواتب الموظفين، مشيرًا إلى أن تهديد أصحاب المصانع بالإغلاق يهدد بتشريد أكثر من 450 ألف عامل يعملون فى القطاع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة