رؤى فى المقاومة (3-3)
السبت، 06 أغسطس 2016 04:03 م
كانت كلمة الأستاذ حمدين صباحى شاملة نقلنا الجزء الأكبر منها فى المقال السابق ، ونستكمل تلك الكلمة هنا لأهميتها . قال الاستاذ حمدين صباحى فى ختام كلمته:
"ستكتمل الثورة المصرية وإكتمالها سيكون إنتصارا للأمة ولخط المقاومة، وأقول لكم بلسان شعبي وبكلمة شعبية في هذا المؤتمر الذي نشرف بحضوره مع أبطال حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني العظيم دعما لهم وللمقاومة الفلسطينية ، نقول لكم، تعشموا في مصر وأعلموا أنها معكم بشعبها وقلبها، وتذكروا كلمات معجونة بحب الشعب للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم (يا عرب في كل مصر .. يا عرب يا أهل مصر .. احفظوا لمصر المكان .. وأحنا ع العهد اللي كان .. مصر أقوى من زمان .. و انتو أدرى بشعب مصر .. يا عرب يا أهل مصر)
المجد للمقاومة .. الكرامة للمقاومة .. النصر للمقاومة والسلام عليكم ورحمة الله" إنتهت كلمة الرجل.
أما الشيخ ماهر حمود، فقد قال فى كلمته " المقاومة لن تنتظر أحداً لن تنتظر الأمة حتى تستيقظ، لن تنتظر المذهبيين حتى بستيقظوا، لن تنتظر المترددين حتى تتخذ قرارها، هكذا خبرناها منذ اربعة وثلاثين عاما دون تردد، ورأينا كيف اثير الغبار حولها وتجاوزت كل ذلك. يكفينا مثل واحد، قبيل الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 . العالم كله اثار موضوع القرى المارونية في الحدود اللبنانية، وقالوا ستحصل مجازر وأجابت المقاومة وحزب الله عمليا ان كفا واحدا لم يضرب، وأثير أن انتماءها المذهبي أو الديني سيكون عائقا للحياة السياسية اللبنانية، فاذا حزب الله أو المقاومة يعقدوا اكبر حلف في تاريخ لبنان مع اكبر قوة مسيحية سياسية، وقيل انها مذهبية تتجاوز السنة، فاذا السنة في العالم يتجاوبون ويرفعون السيد حسن نصر الله في الازهر واندونيسيا".
وكلام الشيخ ماهر حمود يأخذنا الى التهم التى تلقى جزافا على رجالات المقاومة من اعداء المقاومة وهم للأسف الشديد منهزمون يقبلون كل شيئ من الصهاينة والغرب الداعم لإسرائيل. وبعد المؤتمر بأيام قليلة جاء بيان أمين عام المؤتمر القومى الاسلامى الأستاذ خالد السفيانى بتاريخ 24 /7/2016، وعند القراءة تستوقفنا العديد من المواقف والتوجهات من المقاومة وقضية فلسطين بشكل خاص. يقول البيان:
" بعد حادث سفينة مرمرة، وبعد اعادة العلاقات الكاملة بين تركيا والكيان الصهيوني، وبعد الزيارة المشؤومة لوزير خارجية مصر إلى الكيان الغاصب، وبعد المشاركة في مؤتمر هرتزيليا والتصويت من طرف البعض لفائدة انتخاب الكيان الصهيوني رئيساً للجنة السادسة في هيئة الأمم المتحدة، تأتي الخطوات الفضيحة التي يقوم بها بعض عرابي التطبيع السعوديين، والتي تدخل في إطارها الزيارة الأخيرة، التي قام بها اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي بصحبة رجال أعمال وأكاديميين سعوديين إلى تل أبيب واللقاءات التي أجروها مع الصهاينة والتصريحات التي أطلقوها ، علماً بأنها ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها سعوديون من هذا العيار إلى الكيان الإرهابي. وبعد هذه الزيارة مباشرة تم الإعلان عن انطلاق الإستعدادات لقيام نواب من الكنيست الصهيوني بزيارة السعودية.
إننا في المؤتمر القومي - الإسلامي نرفض وندين بقوة أية خطوة تطبيعية مع الصهاينة، أية كانت الجهة التي تقدم عليها وتحت أية ذريعة ، ونؤكد أن أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة ، يعتبر خيانة لفلسطين والأقصى ودعماً لجرائم الكيان العنصري الإرهابي الغاصب.
وفي هذا الصدد، ينبه المؤتمر إلى خطورة الخطوات التطبيعية الحالية على القضية الفلسطينية برمتها ، نظراً لأن هذه الخطوات تؤشر إلى شيئ ما يقع التحضير له لتصفية القضية الفلسطينية ، يتجاوز في حجمه اتفاقيات العار ( كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة ) ، ويجهز على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، ويقدم للإرهاب الصهيوني جرعة حياة كبرى بعد أن بدأت ملامح هزيمته التاريخية تتجلى، سواء على الأرض أو من خلال تقارير المخابرات الأمريكية، التي بدأت تتسرب حول توقعات الزوال القريب لشئ اسمه " دولة إسرائيل".
إن المؤتمر القومي - الإسلامي يحذر من أية خطوة أو مبادرة تهدف الى الإجهاز على القضية الفلسطينية أو المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الصامد ، ويطالب المسؤولين السعوديين بأن يضعوا حداً لهذه المهزلة المقززة والخطيرة، والتي لا يمكن أن يكون أبناء السعودية متفقين عليها أو قابلين بها.
ويناشد المؤتمر أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم التصدي بكل حزم لهذا المخطط الرهيب ، حماية لفلسطين، أرضاً وشعباً ومقدسات، ومواجهة للمشروع الصهيوني العنصري الإرهابي المجرم".
إنتهى بيان الأستاذ : خالد السفيانى المنسق العام للمؤتمر القومى – الاسلامى.
وسترى أيها القارئ أن إتجاه المقاومة له مؤيدين كثر، وله معارضين قلة قليلة تكاد تكون منفصلة عن شعوبها وبيئاتها، فى كل أنحاء الوطن العربى، لأن الشعور الوطنى والقومى العام فى العالم العربى ضد الصهيوينة واسرائيل، وضد الاحتلال والضغط على بلادنا العربية والاسلامية عموما. وضد جرائم اسرائيل والصهيونية التى لم تتوقف منذ ما يقرب من ثمانين سنة.
ويتعجب الأحرار فى الوطن العربى والأمة الاسلامية كلها – مهما كانت توجهاتهم الفكرية- من مواقف المتخاذلين ! وماذا يتوقعون من الصهيونية أو التطبيع الذى يدعون إليه بعد أكثر من سبعين عاما أو ما يقرب من ثمانين عاما من الصراع والجرائم الصهيونية فى بلادنا، وهى من أبشع الجرائم فى تاريخ البشرية، ومنها مذابح دير ياسين، ونصر الدين، واللد، والدوايمة، وشرفات، وبيت لحم، وقلقيلية، وقبية، وكفر قاسم، وخان يونس، وجرائم الصهيونية العديدة فى غزة منذ 1956 وحتى اليوم. وهل ننسى جريمة بحر البقر فى مصر وقتل الأسرى فى سيناء والجولان ومصانع أبو زعبل، وجرائم التهجير والتدمير المستمر لمئات القرى، بل واحراق المسجد الأقصى وتدنيسه، ومحاولة نسفه أكثر من مرة، وحركة الاغتيالات وقائمتها الطويلة التى طالت القيادات الفلسطينية حتى فى تونس وما خفى كان أعظم.
وهناك جرائم صبرا وشاتيلا فى لبنان، واحتلال الجنوب الذى لم يتحرر إلا بفضل الله أولاً واخيراً، ثم بفضل المقاومة العظيمة وخصوصا من حزب الله، التى يهاجمها بعضنا اليوم مستغلا موقعه الاعلامى الشاذ.
هل يطلب منا هؤلاء أن ننسى مذابح الحرم الابراهيمى ومذبحة قانا وحفر النفق أسفل المسجد الاقصى، الذى حفروه لهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم . هل ننسى مذبحة جنين واغتيال كحيل وعياش والشقاقى وأحمد ياسين والرنتيسى فى فلسطين وأبو جهاد فى تونس واغتيال غيرهم من القيادات الفلسطينية فى بيروت وروما وباريس؟، هل ننسى ضرب المفاعل النووى العراقى ، واغتيال علماء الذرة العرب ومنهم يحيى المشد؟. ويظل السؤال قائما : كيف ننسى كل ذلك، وكيف يكون الموقف من هؤلاء؟ وهل هناك سبيل إلا المقاومة؟ أجيبونا أيها السادة الكرام . وبالله التوفيق