أسبوع رئاسي ساخن.. السيسي يستعرض النظام الضريبي في مصر.. يشدد على الالتزام بالمساحات المخصصة لزراعة الأرز.. يتابع الموقف النهائي لعقود الضبعة.. ويوجه بإزالة التعديات على نهر النيل
الجمعة، 05 أغسطس 2016 09:47 ص
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، فقد عقد عدة اجتماعات وزارية تهدف لوضع سياسة ضريبية مستقرة، وترشيد استهلاك المياه، وجذب الاستثمارات، ورفع كفاءة الخدمة الكهربائية، ومتابعة مشروعات تنمية سيناء، وضبط الأسعار، كما شهد منتدى المحاكاة الشبابي، واستقبل شيخ الأزهر، وبحث هاتفيا مع السيدة تريزا ماي تدعيم العلاقات مع بريطانيا.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعمرو الجارحي وزير المالية، وعمرو المنير نائب وزير المالية للسياسات الضريبية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، لاستعراض النظام الضريبي الحالي في مصر والإطار العام لإجراءات الإصلاح الضريبي وأهمية وضع سياسة ضريبية مستقرة تحقق الأهداف المالية والاقتصادية والاجتماعية، وأهمها جذب الاستثمارات، وتوسيع القاعدة الضريبية، وتطوير الإدارة الضريبية، واستكمال تنفيذ المشروعات الجاري العمل بها، وذلك في ضوء رؤية شاملة للإصلاح الضريبي.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة مراعاة البعد الاجتماعي خاصة بالنسبة للمواطنين محدودي الدخل عند تنفيذ إجراءات الإصلاح المقترحة، ووجه باستحداث برنامج الكتروني لفحص الملفات الضريبية بشكل دوري وتقليل المدى الزمني اللازم لذلك، كما أكد الرئيس أهمية زيادة مشاركة القطاع الخاص والمستثمرين في مختلف المشروعات التنموية.
وفي اجتماع آخر مع رئيس مجلس الوزراء ووزيري الزراعة والري، استعرض الرئيس السيسي الموقف المائي في مصر، حيث أشار وزير الموارد المائية والري إلى الإجراءات الخاصة بترشيد استهلاك المياه، سواء بالنسبة لاستهلاك المنازل أو لأغراض الزراعة والري، وذلك من خلال تحديث أساليب الري التقليدية التي تهدر كثيرا من المياه مثل الري بالغمر، واستبدالها بوسائل الري الحديثة مثل الري بالرش والتنقيط.
ووجه الرئيس بأهمية تكثيف أعمال إزالة التعديات على نهر النيل والمجاري المائية ومواصلة أعمال تطهير المجاري المائية مثل الترع والمصارف، بما يضمن انسياب المياه ووصولها إلى المزارعين في مواسم الري المحددة، فضلا عن تحسين جودة ونوعية المياه ونقائها حفاظا على صحة المواطنين وضمانا لجودة المحاصيل الزراعية، كما وجه الرئيس بأهمية تنفيذ أعمال حماية الشواطيء الشمالية من النحر والتغيرات المناخية، وذلك حفاظا على ثروات مصر المائية.
ومن جانب آخر، شدد الرئيس على ضرورة الالتزام بمساحات الأراضي المخصصة لزراعة الأرز وحظر تصديره؛ حفاظا على أسعاره للمواطن المصري ولاسيما محدودي الدخل، فضلا عن التوجيه بتحديد مساحات زراعة الأرز للعام القادم طبقا للقواعد المعمول بها، وأهمية فرض وتحصيل الغرامات على المخالفين لتلك القواعد، ووجه الرئيس كذلك بأهمية توفير المخزون الاستراتيجي المناسب من المحاصيل الاستراتيجية من خلال زراعة مساحات الأراضي المخصصة لها.
ولاستعراض جهود الحكومة الجارية لتوفير السلع الغذائية للمواطنين وجهود ضبط الأسعار، عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء الذي عرض مجمل الوضع الاقتصادي، والخطوات الجارية لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، والذي يعكس برنامج عمل الحكومة الذي أقره مجلس النواب، وكذا الإصلاحات المالية التي تضمنتها موازنة 20162017 التي تم إقرارها من قبل البرلمان، مؤكدا أن البرنامج يأخذ بعين الاعتبار مصلحة المواطنين محدودي الدخل.
ووجه الرئيس باتخاذ مجموعة من الإجراءات الموازية لتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية وحماية محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية، من خلال اتخاذ إجراءات تخفف من آثار جهود الإصلاح، مشددا على أهمية الاستمرار في توفير الأدوية والسلع الغذائية الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة، ومؤكدا ضرورة قيام أجهزة حماية المستهلك ببذل مزيد من الجهود ومضاعفة الرقابة على أسعار الأغذية والأدوية، وضمان توافر السلع وجودتها.
ولدعم الاستثمار، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضرته داليا خورشيد وزيرة الاستثمار، التي عرضت تطورات تنفيذ برنامج طرح جزء من رأسمال بعض الشركات المملوكة للدولة للاكتتاب للمستثمرين والمواطنين بالبورصة، وأكد الرئيس أهمية العمل على سرعة تفعيل برنامج الطروحات بالنظر إلى ما سيساهم به في تنمية وتطوير حركة تدفق رؤوس الأموال والتداول بالبورصة المصرية، كما أكد الرئيس أهمية مواصلة الجهود لتذليل العقبات أمام المستثمرين المحليين والدوليين وتحسين مناخ الاستثمار في مصر، فضلا عن توفير كافة سبل الدعم للقطاع الخاص باعتباره دعامة رئيسية للاقتصاد المصري، مؤكدا أهمية الاستمرار في تسوية منازعات الاستثمار، بالإضافة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالنظر إلى ما تساهم به في النهوض بالاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للشباب.
ولمتابعة مشروعات الكهرباء الجديدة، عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، الذي عرض الموقف النهائي للعقود الخاصة بمحطة الضبعة النووية، والموقف التنفيذي للمشروعات التنموية التي تنفذها الوزارة في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء طبقا للجدول الزمني المحدد مع الشركاء الدوليين والمحليين، والخطة العاجلة التي تنفذها الوزارة لتدعيم شبكة نقل وتوزيع الكهرباء.
وأكد الرئيس أهمية مواصلة تلك الجهود ورفع كفاءة الخدمة المقدمة للمواطنين وترسيخ ثقافة ترشيد الكهرباء، مشددا على ضرورة الاستمرار في مراعاة محدودي الدخل عند تطبيق خطة إعادة هيكلة الأسعار، كما أكد أهمية الاستمرار بكل حزم في مواجهة الحصول على التيار الكهربائي بشكل غير شرعي بما يضمن تحصيل مستحقات الدولة.
ولمتابعة تنفيذ مشروعات تنمية سيناء، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضرته الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، التي عرضت التقدم الذي تم إحرازه على صعيد تنفيذ برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء، الذي يساهم في تمويل بعض مشروعاته الصندوق السعودي للتنمية، مشيرة إلى أن العمل يجرى حاليا بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية لتنفيذ المشروعات الخاصة بإنشاء التجمعات البدوية والتجمعات الزراعية وتمهيد الطرق وإنشاء المدارس والمراكز الصحية.
وأكد الرئيس في هذا الصدد أهمية مواصلة العمل بوتيرة سريعة من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة لأهالي سيناء، مشددا على أهمية المنظور المتكامل لتنمية سيناء بحيث تتوافر لأهالي سيناء كافة سبل الحياة الكريمة سواء على صعيد المسكن اللائق أو توفير فرص العمل، والحصول على الرعاية الصحية المناسبة والتعليم الجيد.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، الذي قدم تقريرا حول مجمل الأنشطة التي تقوم بها هيئة قناة السويس من حيث تشغيل المجرى الملاحي للقناة وجذب أكبر عدد ممكن من السفن، وذلك عقب مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة.
وأشاد الرئيس بالجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس سواء بالنسبة لتطوير وتحديث أدائها أو على صعيد توسيع أنشطتها، مثنيا على مساهمة الهيئة في مجال الخدمة المجتمعية بمدن القناة، مؤكدا أهمية مواصلة عملية تطوير هيئة قناة السويس باعتبار القناة دعامة هامة للاقتصاد الوطني ومرفقا حيويا لحركة التجارة الدولية والملاحة البحرية.
وشهد الرئيس السيسي المنتدى الأول لنماذج المحاكاة التي يقوم بها شباب الدورة الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة تحت عنوان "محاكاة الدولة المصرية"، كما شهد عددا من نماذج المحاكاة التي قدمها الشباب من طلاب البرنامج، وكان أولها عن موقف الحكومة المصرية ورؤاها في مختلف المجالات التي تتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، ومنظومة الدعم والبطاقات الذكية، فضلا عن رؤيتها للحلول لعدد من التحديات التي تواجهها الدولة المصرية.
وتحدث الرئيس إلى الشباب وهنأهم بما حققه البرنامج من نجاح، منوها إلى ثقته الكاملة في قدرتهم على القيام بالدور الذي ينتظره الوطن منه، وشدد على أهمية التواصل بين الدولة والمجتمع، وبناء جسور الثقة والتفاهم والوعي الحقيقي بين المسئولين والمواطنين، موضحا أنه من الأهمية بمكان أن تلقى حلول المشكلات التي تواجهها الدولة قبولا لدى المواطنين من خلال تبسيط طريقة عرض المشكلات على الرأي العام، أخذا في الاعتبار أن خبرات مصر السابقة وتجارب العديد من الدول أكدت إمكانية حلها.
ونوه الرئيس إلى أن تقديم الدعم لغير مستحقيه على مدار عقود مضت ساهم في تفاقم مشكلة الدين الداخلي وأهدر موارد الدولة بل وأضحى إحدى إشكاليات الاقتصاد المصري، ووجه بانتهاء الحكومة من استكمال قواعد البيانات الخاصة بالمواطنين ليتسنى وصول الدعم إلى مستحقيه، مشددا على عدم فرض أعباء جديدة على محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية.
وتطرق الرئيس خلال حديثه إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، موضحا أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر منذ خمس سنوات، والتي تتضمن تراجع التدفقات السياحية أدت إلى تناقص المعروض من الدولار الأمريكي، فضلا عن تعامل البعض مع الدولار على أنه سلعة تقتنى، وهو الأمر الذي يتعين تغييره كفكرة في أذهان البعض للقضاء على التعامل مع الدولار كسلعة وليس عملة.
وأوضح الرئيس أن القوات المسلحة تساهم بقدراتها وآلياتها للعمل على كبح جماح الأسعار كذراع إضافي ووسيط للدولة، منوها إلى أن جهاز الخدمة الوطنية يساهم بدور فعال في توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة من أجل المساهمة في جهود ترسيخ الدولة.
وأكد الرئيس السيسي دعم الدولة الكامل لمؤسسة الأزهر الشريف ودورها العريق المحوري في التعريف بصحيح الدين، وذلك خلال استقباله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتناول اللقاء الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف لتصحيح صورة الإسلام وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة، فضلا عن التعريف بصحيح الدين، والاستمرار في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام، في مواجهة دعوات الغلو والتطرف.
وأكد السيسي ضرورة أن تراعي الإصلاحات الاقتصادية الأبعاد الاجتماعية والتوسع في شبكات الحماية والأمان الاجتماعي، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده مع غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، كما أكد ضرورة مواصلة الجهود لتعزيز مختلف جوانب الحماية الاجتماعية التي توفرها الدولة، ولاسيما لمحدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية، بما يمكنهم من مواجهة التحديات الاقتصادية والتخفيف من آثارها.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا برئيسة وزراء المملكة المتحدة تريزا ماي، حيث وجه الرئيس التهنئة لها بمناسبة توليها منصبها الجديد، معربا عن تمنياته بالتوفيق والنجاح في مهمتها، كما أكد تطلع مصر لتحقيق انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وفضلا عن التعاون مع الحكومة البريطانية الجديدة على كافة المستويات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين.
ومن جانبها، أكدت تريزا ماي تطلعها للعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، معربة عن حرص بلادها على تقديم المساعدة اللازمة لدعم جهود النهوض بالاقتصاد المصري، بما في ذلك زيادة الاستثمارات البريطانية في مصر، لاسيما في ضوء أن المملكة المتحدة تعد أكبر دولة مستثمرة في مصر.
كما أكدت رئيسة وزراء المملكة المتحدة أهمية مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدة حرص الحكومة البريطانية على تعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال.
ونعى الرئيس السيسي ببالغ الحزن وعميق الأسى العالم الجليل الدكتور أحمد زويل، الذي وافته المنية، وتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسرة الراحل العظيم وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه.