محلل: المعارضة السورية في وضع حرج بعد المحاولة الانقلابية في تركيا

الخميس، 04 أغسطس 2016 06:32 م
محلل: المعارضة السورية في وضع حرج بعد المحاولة الانقلابية في تركيا
‏ياروسلاف تروفيموف

أكد الكاتب والمحلل السياسي الأوكراني المختص بشئون الشرق الأوسط ‏ياروسلاف تروفيموف، أن تداعيات محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا، منتصف الشهر ‏الماضي، تركت المعارضة السورية في وضع حرج، مرجحا أن توقيت المعارك المحتدمة في حلب حاليا ‏ليس من قبيل الصدفة.‏

وأشار الكاتب الأوكراني -في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الخميس- إلى أن الرئيس ‏التركي رجب طيب أردوغان، كان داعما أساسيا للثورة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، و‏أن أنقرة مثلت منذ عام 2011 قاعدة خلفية وداعمة لمختلف جماعات المعارضة السورية المسلحة، ومن ‏بينها الجماعات ذات الخلفية الإسلامية.‏

وقال إن ذلك الدعم أصبح الآن مهددا، جراء سجن العديد من قيادات الجيش والاستخبارات ‏التركية المشاركة في برامج دعم المعارضة السورية المسلحة في أعقاب المحاولة الانقلابية الأخيرة، ومن ‏بينهم قائد الجيش الثاني التركي المسئول عن الحدود مع سوريا والعراق.‏

ونقل تروفيموف عن مدير مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن جونول تول، قوله ‏إن "الجنرالات الذين كانوا يقودون السياسة التركية- السورية وسياسة تركيا فيما يتعلق بالأكراد السوريين ‏في السجن الآن، ونحن نرى الآن تفتت المؤسسة الأمنية التركية، هذا يجعل تركيا هشة وضعيفة جدا ‏وسيجعلها أقل لجوءا للمواجهة".‏

وأوضح تروفيموف أن ذلك التغيير في ميزان القوى الإقليمية يبدو أنه كان له تأثير فوري في تشجيع ‏وتدعيم موقف الأسد، الذي قام خلال أيام من محاولة الانقلاب في تركيا إلى إكمال تطويق النصف ‏الشرقي من مدينة حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، مدعوما من جانب إيران وجماعة حزب ‏الله اللبنانية والميليشيات الكردية السورية.‏

وأشار إلى زيادة صعوبة الموقف بالنسبة للمعارضة في حلب مع سيطرة القوات الموالية للنظام ‏على طريق الكاستيلو الذي يعد شريان الحياة بالنسبة للجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من حلب، إذ ‏يصلها ببقية المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة تلك الجماعات.‏

وتابع بالقول "رغم المكاسب التي أسفر عنها الهجوم المضاد غير الاعتيادي لتحالف من فصائل المعارضة في حلب، ‏إلا أنه لم ينجح في فك الحصار عن المدينة حتى الآن"، وأكد أنه رغم حوزة تلك ‏الجماعات لموارد وصلتها من أو عبر تركيا، إلا أنه لم يعد من المؤكد أن تستمر تلك المساعدات في ‏المستقبل، وبالتالي فليس من المضمون أن تتمكن المعارضة من شن هجوم مضاد ناجح في المستقبل على ‏غرار الهجوم الجاري.‏

ونقل تروفيموف عن محمد هنيدي، كبير المحللين بمعهد دلما البحثي في أبو ظبي، قوله إن "ما يحدث الآن في ‏تركيا يقوّض أي هجمات مستقبلية قد تشنها المعارضة". وأشار تروفيموف إلى أن المسألة بالنسبة لتركيا ‏الآن لم تعد تتوقف فقط على حركة التطهير داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وإنما التوجه الظاهر ‏لدى أردوغان نحو التجول الجذري في سياٍسة أنقرة الخارجية، الأمر الذي تكون له تداعيات مباشرة على ‏الصراع السوري.‏

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق