الإسكندرية في وجدان زويل
الخميس، 04 أغسطس 2016 11:46 ص![الإسكندرية في وجدان زويل الإسكندرية في وجدان زويل](https://img.soutalomma.com/Large/315238.jpg)
تلقي العالم نبأ وفاة العالم المصري الحائز علي جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1996 أحمد زويل بمشاعر الحزن لفقدان عالم أضاف للعلم الكثير،وكان قبيل وفاته علي مشارف التتويج بجائزة نوبل لمرة ثانية.
ولد زويل في مدينة دمنهور في 26 فبراير 1946 وفي سن الرابعة انتقل مع أسرته للعيش في مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ،وهناك أنهي مرحلة تعليمه الأساسي بها لينتقل بعدها للإقامة في مدينة الإسكندرية التي شهدت مرحلة دراسته للثانوية العامة والتحاقة بكلية العلوم وعمله معيدًا بها قبل أن يهاجر إلي أمريكا لتكملة مشواره العلمي.
لم تكن الإسكندرية بالنسبة لزويل مجرد مكان إقامة أو تحصيل علم بل عاشت المدينة بذكريات الدراسة والتفوق العلمي في ذهنه ووجدانه فهي كانت بالنسبة له رمز للعلم الذي أحبه وأفني فيه عمره كله،فكان دائمًا ما يستحضر في حواراته العلمية والتلفزيونية الإسكندرية القديمة بمكتبتها كمنارة علمية علمت العالم كله،حتي أنه أثناء تكريمه من جامعة كالتك الأمريكية في مارس من العام الجاري،والتي يعمل بها وشهدت انجازاته العلمية، كونها أحد قلاع العلم الحديث في العالم،لم تغب الإسكندرية عنه في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة والتي ذكر فيها فترة اقامته في الإسكندرية ودراسته وعمله بها وتأثره بمناخها الثقافي والعلمي رابطًا ذلك بالتاريخ العلمي القديم للمدينة، وقال أن الإسكندرية كانت للعالم مثل كالتك الآن،أي منارة للعلم والعلوم.
وفي مقال له نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة هافنجتون بوست العربية في مارس 2016 استدعي زويل كتب زويل " حين ذهبت إلي جامعة الإسكندرية في ستينات القرن الماضي تجلي أثر هذا التراث في تعلمي الذي كان ممتازًا حقًا ".
ولم يكن تقدير زويل للإسكندرية نابعًا فقط من فترة اقامته بها فمشروعه العلمي الذي يريده في مصر تقوم فكرته علي الاقتباس من فكرة مكتبة الاسكندرية القديمة والدور الريادي العلمي للمدينة قبل ألفي عام كمركز لانتشار العلم في العالم كله،وهو ما كان يريد زويل تحقيقه في مدينة العلوم والتكنولوجيا الجديدة التي تقوم فكرتها علي محاكاة بشكل عصري لمكتبة الإسكندرية القديمة فالمقال السابق الإشارة اليه يحمل عنوانه تأكيدًا علي هذه الحقيقة حيث عنونه ب " دائرة القدر: من مكتبة الإسكندرية إلي مدينة العلوم والتكنولوجيا الجديدة".
ولعب أساتذة زويل في جامعة الإسكندرية أثناء عمله بها معيدًا دورًا مهمًا في توجهه لتكملة مشواره العلمي بأمريكا في وقت كان التوجه الرسمي للدولة هو التعاون العلمي وايفاد البعثات العلمية الي دول الكتلة الشرقية فقط كالمجر والاتحاد السوفيتي.. ويروي زويل أنه كان الأول علي دفعته في عام 1967 وكان قد صدر قانون من مجلس الشعب مضمونه أنه علي الأول علي دفعته أن يخدم بلده لمدة عامين قبل أن يسافر خارجيًا ولو لبعثة علمية ولم يكن يعلم بهذا القانون في الوقت الذي راسل فيه خمس جامعات امريكية ليكمل بها تحصليه العلمي وهو ما استدعي منه نشاطًا كبيرًا وقتها لتنفيذ حلمه بالسفر للدراسة في أمريكا حتي تمكن من هذا بعد عناء ومشقة للتغلب علي الروتين والتعقيد الإداري ويذكر زويل أنه كان عليه الحصول علي توقيع رئيس جامعة الإسكندرية قبل توقيع وزير التعليم وقال أن رئيس جامعة الإسكندرية وقتها قال له "همضيلك بس مش حترجع الجامعة تاني" ولكن يشاء القدر أن يحمل مدرج في كلية العلوم اسم زويل منذ عام 2010.
كذلك شهدت جامعة الإسكندرية قصة الحب والزواج الأول لأحمد زويل حيث أعجب بإحدي طالباته أثناء عمله معيدًا بالجامعة وكان يصفها بالطالبة الجادة والوقورة وتزوجها بالفعل ورافقته في رحلته الي أمريكا وانجب منها ابنتين ثم لظروف عمله التي تغيرت طلق زوجته الاولي ليتفرغ لحياته العلمية قبل أن يتزوج بعدها بسنوات من زوجته الثانية.
وتكريمًا للعالم المصري الذي كان دائم الاعتزاز بمصريته ودور الإسكندرية التاريخي وفي حياته العلمية فقد طورت محافظة الإسكندرية واحدًا من أهم ميادينها وهو ميدان وابور المياه الذي أطلق عليه ميدان زويل في عام 2014،وهو الميدان الذي يتوسطه تمثال الإسكندر الأكبر مؤسس الإسكندرية،والذي أراد لها أن تكون مركزًا للحضارة العالمية القديمة.
_____
فيديو: زويل يتحدث عن تأثير الاسكندرية عليه وعلي علمه
افتتاح ميدان زويل