الموت يسرق حياة أول عالم مصري عربي يفوز بنوبل في الكيمياء
الأربعاء، 03 أغسطس 2016 04:04 ص
أسدل الموت الستار على حياة عالم مصري جليل أكد مرارا أنه يريد خدمة مصر في مجال العلم وأن يموت وهو عالم، إنه الدكتور أحمد حسن زويل الذي توفي الثلاثاء في الولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عاما، تاركا خلفه ثروة علمية تساهم في تحقيق أحلام البشر ورفاهيتهم باختراعه الفمتوثانية التي أدخلت العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع أن تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي عن طريق تقنية الليزر السريع.
رحل عن دنيانا عالم الكيمياء المصري والأمريكى الجنسية، أستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتقنية، والحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء "الفيمتو" حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، صاحب مشروع زويل القومي للعلوم والتكنولوجيا، ومبادرة أحمد زويل لإنشاء جامعة على مستوى عالمي في محافظة 6 أكتوبر.
ولد الدكتور زويل في مطينة دمنهور، وفى سن ٤ سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق بكفر الشيخ حيث تلقى تعليمه الأساسى والتحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في عام ١٩٦٧وعمل معيدا بالكلية وحصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.
سافر زويل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثا في جامعة كاليفورنيا من ( عام ١٩٧٤ إلى عام ١٩٧٦ )، ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ( كالتك) أكبر الجامعات العلمية بالولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ١٩٧٦، وفي عام ١٩٨٢ حصل على الجنسية الأمريكية وتدرج في المناصب العلمية الدراسية إلى أن أصبح أستاذ ورئيس قسم الكيمياء، خلفا لينوس باولينج الذي حصل على جائزة نوبل مرتين٠
ابتكر الدكتور أحمد زويل نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، ونشر له أكثر من 350 بحثا علميا في المجلات العلمية العالمية المتخصصة ، وأدرج اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، حيث احتل المرتبة التاسعة من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة (تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل).
وفي عام 1999 حصل أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة (الفمتو ثانية) ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها، وجاء في حيثيات منح الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم جائزة نوبل للدكتور زويل أن تكريمه جاء نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بكيمياء الفمتو ثانية واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة الفمتو ثانية، مؤكدة أن هذا الاكتشاف أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به، وأن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.
وحصل الدكتور أحمد زويل على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر وعلم الفيمتو التي حاز بسببها على 31 جائزة دولية، وفى عام ٢٠٠٩ أعلن البيت الأبيض عن اختيار الدكتور زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالما مرموقا في عدد من المجالات.
والعالم المصري الراحل متزوج من الطبيبة ديما زويل (الفحام)، وكان قد تم تعيينه مؤخرا كمبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط.