الدين والدولار: شبكة الذئاب المنفردة في مصر!

الأحد، 31 يوليو 2016 05:11 م
الدين والدولار: شبكة الذئاب المنفردة في مصر!
محمد حسن الألفي


بصراحة ، ومن غير زعل ، ولا احتساب مواقف ، رغم أنه من الواضح أن أحدا ،من الكبير إلى الصغير ، في هذه الحكومة ، وفي هذا النظام لايزعل ولا يكترث بزعل ولا تحذير ولاصراخ ولا نهنهة مواطن أو كاتب ، أقول بمنتهى الوضوح أن الناس بمختلف طبقاتهم ، باتوا في قلق ، دونه القلق من الارهاب !
وقلت طبقاتهم تجاوزا ، لأنه ليس يوجد في مصر اليوم سوى طبقتين فقط ، واحدة مفجوعة مسروعة مترعة الثروات ، وأخري جمعت بين بقايا الطبقة المتوسطة والطبقة الدنيا ، دخلوا في بعض ، وجمعهم الفقر الزاحف !
لماذا القلق الذى دونه عودة مرسي ودونه عودة الارهاب ؟
الارهاب جبان وعشوائي ومعروف من هو ، يضرب ويجري ، ومنطقته محصورة ، في الشريط الذي يضيق عليه يوما بعد الآخر فى أقصى الشمال الشرقي من سيناء، بفضل التضحيات العظيمة والدماء الطاهرة لابنائنا في الجيش وفي الشرطة . المصيبة الآن تتركز في ازمتين تتصاعدان بفعل فاعل . الدين والدولار .

والحق أن الحديث يبدو مملا ، بل يبعث علي السأم ، حين نخوض ، مرة بعد الأخرى فى وحل موضوع الفتنة الطائفية فى مصر . كلما هدأت دوائر الوحل ونزعت إلى ركود ، اندلعت نيران تحرق الكنائس ، وتحرق الأمان ، ويستغلها الخارج ليشوه مصر، ويتصيد بها الخطايا للوطن نفر من أقباط المهجر ، انفصلوا عن وطنهم بل عن موقف الكنيسة المصرية الوطني الذي لا يمكن انكاره.
من وقت لآخر يتصادم متطرفون من الطرفين ، من المسلمين ومن المسيحيين ، ومن وقت لآخر يعترض مسلمون أغبياء على أن مسيحيا يعبد ربه في بيت جعله مصلى . ومن وقت لآخر ، يقع مسلم في حب مسيحية وتقع مسلمة في حب مسيحي ، ودقات قلوب العشاق لا تعترف بخانة الديانة ولا الجنسية ، بل تعترف فحسب بالتماثل الروحي والانجذاب الابدي ، ومن وقت لآخر ، يقع حادث خطف ، واتهامات هنا واتهامات هناك ، وتهرول قوات الأمن والحكماء والعقلاء وبيت العيلة ، ويتم التصالح العرفي ، وتحت الراكية نار، تشب وتعلو حلقات من الدخان والحرائق عند أول نفخة من مجنون مسلم أو مسبحى .
مجتمع هش ضحل مركز على التفاهات ، ومبتعد عن جوهر الاشياء . لوأن هؤلاء الغيورين علي دينهم مسلمون حقا أو مسيحيون حقا لتسامحوا ، وتركوا ما يشتجرون فيه الي الله يوم القيامة . يحكم ويقضى وحكمه العدل .الله الذى تعبده يا أيها المسلم الغبي ويا أيها المسيحي الغبي لا يستأجر قتلة ، ولايحرك قتلة ولا يدعوك الي اقتضاء الحقوق نيابة عنه بالباطل . هو لا يتفرج ، بل يمهل ولا يهمل
لكن لماذا تتفرج الدولة ؟!
ولماذا تهمل ؟!
لن اقول الحكومة ، فالدولة هى المعنية ، لأن استفحال الفتنة يقوي شوكة الارهاب والتدخل ، ومن هنا ننبه إلى خطورة ما يفعله نفر من الاقباط في المهجر من تحريض علي مصر ، ونطالب الكنيسة الوطنية المصرية بموقف واضح حازم من هؤلاء الذين سيقفون أمام البيت الأبيض الأمريكي يحرضون ويهتفون بأن الأقباط موضع اضطهاد .
من الواجب على الدولة وضع تشريعات صارمة ضد من يكفر الناس ، وضد من يعتدي علي حرمات دور العبادة ، وان تعجل باصدار قانون دور العبادة الموحد لقطع الطريق على المنفجرين على انفسهم دينيا ، مهاويس الشر والشياطين من الطرفين .
جلسات الصلح فاشلة . العقاب العاجل الرادع علاج فورى الأثر . ومن عجب ان الدنيا كانت ، وربما لاتزال ، مقلوبة في المنيا وفي سوهاج ، بينما الدولة تلجأ لسياسة المراهم والبنادول والمكركروم ورشة الكولونيا لزوم تطهير جراح النفوس !
كلا .. ما عاد يصلح هذا الهطل العلاجى .
ومن عجب أيضا أن الدولار تزامن في جنونه مع جنون متطرفين مسلمين ومسيحيين ، لكنه جنون بعقل وبحساب وبمنهج ، وبخطة ، ويعرف محطته الأخيرة . السطو علي يونيو .لقد نجت مصر من حكم الاخوان بثورة الثلاثين من يونيو ٢٠١٢، لكن أخشى القول بانها لن تنجو بسهولة من خطة تركيعها بالدولار . ربما يتجاوز السعر عند نشر هذا الكلام الثلاثة عشر جنيها ، ولا أحد يهتز له جفن ، وطارق عامر يخربها عجزا أوصمتا أو أداء حركيا ، والدولة تركته يمثل بمركز العملة، دون رادع أو تغيير . ربما يقول البعض أن المشكلة تكمن في وضعية الاقتصاد كله وأن أحدا لا ينتج ، والكل يهلك ويستهلك، وأن العملة هي انعكاس لقوة الاقتصاد . كل هذا صحيح ، غير منكور ،لكن القائد الفاشل يدمر الأمل ، ويفقد الرؤية ، ويعمى غيره ، ويقود الجميع الي قاع البحر . وإن يدهش المرء فللصمت العجيب المريب الذي تلتزم به حكومة يرأسها رجل نحترم احترامه لنفسه لكنه بلا علم ولا أثر في الادارة ولا في الاقتصاد ، ويبدو منفصلا تماما عن اللغم الذي سينفجر وشيكا في المواطن وفي الوطن . من هو صاحب المصلحة الخفى في تثوير الشعب بالتجويع ؟
تفكك الاتحاد السوفيتي وتوزع أمما ودولا تحت وطاة الجوع والفقر ، طوقه بهما الغرب من خلال سباق تسلح مجنون ، وتكنولوجيا بلا نهاية ، اندفع اليهما السوفيت للمباهاة واللحاق بالرأسمالية والتفوق عليها ، لكن الأخيرة كانت نصبت الفخ لاستنزاف موارد السوفيت ، وافقارهم ، ومن ثم تهيأت التربة الاجتماعية والسياسية للتقسيم .
أزعم أن ما فشل فيه الاخوان بالحرب والضرب يفعلونه اليوم بتفجير الدين والدولار عبر شبكة سرية من الذئاب المنفردة .
هل يوجد أحد في هذهالدولة يري ؟!
طب هو الريس ساكت ليه ؟
ليس سؤالي وحدي .. بل سؤال الملايين .
رد يا سيادة الرئيس ،وطمئن الناس .. ما آخرة الدولار : جنة ولا نار !؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة