الفريق الاستشاري الإسلامي يدعم الخطوة الأخيرة للقضاء نهائياً على شلل الأطفال
الخميس، 28 يوليو 2016 04:02 ص
اعتمد الفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال الأربعاء، خطة عمل جديدة للمساعدة في تعزيز الخطوة النهائية للإجهاز على شلل الأطفال في آخر بلدين عضوين بمنظمة التعاون الإسلامي لا يزال فيروس المرض موجوداً فيهما وهما باكستان وأفغانستان.
وجاء هذا الاعلان في ختام الاجتماع السنوي الثالث للفريق الاستشاري الإسلامي الذي عقد بالمقر الرئيس للبنك الإسلامي للتنمية في جدة، الذي تم الإعراب فيه أيضا عن نية الفريق توسيع دوره ليشمل التوعية بأهمية اللقاحات ضد مختلف الأمراض ودعم المبادرات التي تعود بالنفع على صحة الأم والطفل.
وكان القضاء على مرض شلل الأطفال قد تباطأ خلال السنوات القليلة الماضية في بعض البلدان الإسلامية بسبب بعض المفاهيم الخاطئة وعدم الوصول الآمن إلى الأطفال من أجل التطعيم.
وفي بيان صدر عقب الاجتماع أكد الفريق ثقته في مأمونية وفاعلية كل التطعيمات الروتينية للأطفال كوسيلة لإنقاذ أرواحهم وتوفير الحماية لهم؛ ويقر اتساق تلك التطعيمات مع أحكام الدين الإسلامي.
وأكد البيان أيضا الالتزام الديني للآباء ومسؤوليتهم عن تطعيم أطفالهم للحفاظ على صحتهم.
وخلال الاجتماع تحدث الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، مذكرا المشاركين بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمسلمين "تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء إلا الهرم".
وأكد بن حميد أن السعي للعلاج الطبي ومكافحة المرض لا يتعارض مع إيمان المرء بإرادة الله، لأن ذلك يعادل دفع الإنسان للجوع والعطش عن طريق الأكل والشرب.
وكان عمل الفريق الاستشاري قد انطلق في عام 2013 بعد مشاورات بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والأزهر الشريف، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة التعاون الإسلامي الذين يشكلون العضوية الأساسية للفريق.
وقد شارك قادة هذه المنظمات، وغيرهم من العلماء الدينيين والخبراء الفنيين والأكاديميين من العالم الإسلامي في الاجتماع الثالث الذي استضافه البنك الإسلامي للتنمية.
ومن بين الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع خطر ترك الجمهور فريسة لسوء الفهم، مع التأكيد على أهمية دور علماء الدين الإسلامي في تصحيح فهم الناس حول المسائل الصحية.
وقال وكيل الأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان، إن المفاهيم الخاطئة تنشأ عادة بسبب الفتاوى التي يتم إصدارها من غير المتخصصين، والتي ينتج عنها ترك الأطفال عرضة للإعاقة أو الوفاة.
وأكد أن هذا كله أوجب على الأزهر أن يتحمل مسئولية بيانه للناس وتوضيح الحقائق للجميع، والتأكيد من خلال برامجه الدعوية والتوعوية المتعددة على أن التطعيم كعلاج وقائي للأمراض هو من مقاصد الشريعة الإسلامية التي منها حفظ النفس والنسل.
وأشار الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، إلى أن البنك قدم منحة فنية لدعم جهود الحكومة الصومالية والشركاء للسيطرة على فاشية شلل الأطفال التي اجتاحت القرن الأفريقي في عام 2013، كما قدم البنك تمويلا إضافيا بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي إضافية لدعم جهود الحكومة الباكستانية والشركاء لاستئصال الشلل بنهاية عام 2018.
وحث رئيس مجموعة البنك المؤسسات الشريكة في الفريق، خصوصا الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، إلى التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية لنقل خبراتهم الناجحة في مكافحة شلل الأطفال للاستفادة منها في حالات الطوارئ والأوبئة الأخرى ولا سيما في إفريقيا.