مركز بحثي أمريكي: تركيا تتبنى انقلابا مدنيا بزعم حماية الديموقراطية
الجمعة، 22 يوليو 2016 10:00 ص
قال معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن الحكومة التركية تتبنى حاليا انقلابا مدنيا بزعم حماية الديموقراطية، وذلك في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت مؤخراً.
وأشارت جونول تول مديرة الدراسات التركية بالمعهد الامريكي في مقال بعنوان " تطهير ما بعد الانقلاب يزيد من عدم الاستقرار في تركيا" إلى إقالة عشرات الآلاف من العاملين في وزارتي التعليم والداخلية وإغلاق وسائل الاعلام التي تعتبر قريبة من أنصار المعارض فتح الله جولن والمعارضين للحكومة، وإلى اعتقال ووقف ما يقرب من ٣٥ ألفا من أفراد الجيش والشرطة وأعضاء السلك القضائي.
وقالت تول إنه بعد أيام قليلة من وقوع الانقلاب تجلى واقع قاتم إذ أن إحباط محاولة الانقلاب لا يعني أن الديموقراطية ستسود في تركيا، فالجهود التي تبذلها الحكومة التركية " لحماية الديموقراطية" تضع أسسا لنظام اكثر استبداديا في تركيا.
وتوقعت الباحثة أن هذا سيزيد من التوترات والاستقطاب داخل المجتمع التركي وتشدد قطاعات المجتمع التي اصبحت ضحية لعمليات التطهير التي تقوم بها الحكومة التركية.
وقالت إن قرار الرئيس رجب طيب اردوغان " بتطهير كافة مؤسسات الدولة من خصومها" سيحمل في طياته مخاطر بتعرض تركيا لمزيد من الهجمات من اعدائها داخليا وخارجيا، واصفة قرار الحكومة التركية بفرض قانون الطوارئ بأنه يعود بالبلاد إلى سنوات الظلام وممارسات الانقلابات العسكرية السابقة، وأنه لن يدفع تركيا نحو الديموقراطية كما تدعي الحكومة.
وأضافت أن عمليات التطهير في مؤسسات الدولة التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة تثير شكوكا حول مدى فاعلية هذه المؤسسات في المستقبل، وأوضحت أن اعتقال أو وقف ما يقرب من ٣٥ ألفا من أفراد الجيش والشرطة في دولة تقع على الحدود مع سوريا وتواجه تهديدات إرهابية سواء من الداخل أو في المنطقة يعتبر مخاطرة، مشيرة إلى أن كثير من قادة الجيش الذين تم اعتقالهم بزعم تورطهم في محاولة الانقلاب هم الذين يقودون العمليات ضد حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش والذين أشادت بهم الحكومة نفسها للنجاحات التي حققوها ضد هذه التنظيمات.
ورأت الباحثة ان اخفاق تركيا في تحقيق الديموقراطية سيزيد من توتر العلاقات مع الاتحاد الاوروبي، مشيرة إلى أنه في حال إعادة عقوبة الإعدام، ستصل العلاقات التركية-الأوروبية الى أدنى مستوياتها.
وقالت تول ان تركيا ربما تستغل قاعدة أنجيرليك الجوية كورقة ضغط ضد واشنطن، غير ان افتقار تركيا الى الأدلة على تورط جولن في محاولة الانقلاب لن يجعل الولايات المتحدة تسلم جولن على الأرجح، وربما تختار واشنطن طريقا وسطا اذ تقوم بترحيل جولن الى دولة ثالثة، غير ان مثل هذه الخطوة لن تخفف من المشاعر المناهضة للولايات المتحدة التي وصلت الى اقصاها في تركيا.
ومن وجهة النظر الأمريكية، أن اعتقال قادة قاعدة أنجيرليك الأتراك وتعطيل الطلعات الجوية ضد داعش التي تنطلق من القاعدة الجوية، يثير شكوكا حول تأمين الأسلحة النووية الامريكية الموجودة بالقاعدة وهو ما قد يجعل الولايات المتحدة تعيد تقييم عملياتها من قاعدة أنجيرليك ونشر أسلحة نووية هناك، وربما تم احباط المحاولة الانقلابية لكن أمن واستقرار تركيا كأحد أعضاء حلف شمال الاطلنطي اصبح مهددا بصورة اكبر في ضوء ضعف مؤسساتها وجهازها الأمني ووجود حاكم يفعل اي شيء لدعم سلطاته وسحق معارضيه.