انتهاء شهر العسل بين الكنيسة والحكومة.. «تواضروس» يلغي عظته الأسبوعية ويحولها إلى صلاة لاضطهاد أقباط المنيا.. «جمال أسعد»: تحمل رسالة لشعبه للدفاع عن نفسه.. و«ممدوح رمزي»: تعبر عن احتجاج قوي

الخميس، 21 يوليو 2016 05:17 م
انتهاء شهر العسل بين الكنيسة والحكومة.. «تواضروس» يلغي عظته الأسبوعية ويحولها إلى صلاة لاضطهاد أقباط المنيا.. «جمال أسعد»: تحمل رسالة لشعبه للدفاع عن نفسه.. و«ممدوح رمزي»: تعبر عن احتجاج قوي
تواضروس
جرجس إبراهيم

بعد قرابة الشهرين من اندلاع الأزمات الطائفية في محافظة المنيا، بدأت تظهر في الأفاق ملامح حدوث صدام وشيك بين الكنيسة، والحكومة، وبدأت بإعلان الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، رفضه التام لعقد جلسات صلح عرفية، والتصالح قبل عقاب الجاني، كما قام الأنبا مكاريوس بالصلاة على أنقاض الكنيسة التي تم حرقها بقرية الإسماعيلية البحرية بالمنيا، في مشهد تكرر قبل 4 عقود عندما أمر المتنيح البابا شنودة الثالث، رجال الدين المسيحي، بالصلاة على أنقاض الكنيسة التي حرقت في الخانكة 1972 إبان أول حادثة طائفية عرفها الشعب المصري، والتي كانت بمثابة رسالة احتجاج إلى الدولة على الوضع الذي وصل إليه حال الأقباط.

وجاءت قرار البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، بإلغاء عظته الأسبوعية وتحويلها إلى صلوات خاصة من أجل الاضطهاد الذي يعاني منه أقباط المنيا، بالإضافة إلى المقال الأخير له في مجلة الكرازة، لسان حال الكنيسة المصرية، والتي انتقد فيها وبشكل علني وصريح قانون بناء الكنائس المقرر مناقشته في البرلمان الشهر الجاري، وهي المرة الأولى منذ ثورة 30 يونيو، التي تعلن الكنيسة غضبها بشكل علني علي الحكومة وتصل حدة الانتقادات إلى هذه الدرجة، رغم وجود الكثير من المواقف الأكثر شدة، والتي مرت على الأقباط منذ ثورة 30 يونيو حتى الأن، وهو ما يعد جرس إنذار عن انتهاء شهر العسل بين الكنيسة والحكومة.

وقال القمص سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، إن تحويل البابا تواضروس، عظته الأسبوعية، إلى صلاة، جاء من صميم دوره كرجل صلاة، لافتا إلى أن الصلاة في الكنيسة المعلقة التي تم إقامة الصلوات بها لها مدلول كبير لدى الأقباط لا سيما وأنها الكنيسة التي صلى بها البابا أبرام بن زراعة، وحدثت معجزة نقل الجبل المقطم، مشددًا على أن الكنيسة دورها روحي ديني رعوي بعيد كل البعد عن العمل السياسي.

وقال المفكر القبطي، جمال أسعد، إن ما قام به البابا تواضروس الثاني، بتحويل العظة إلى صلاة من أجل الأحداث الطائفية، هو تقليد غير مقبول لأسلوب البابا شنودة الثالث، لانه لم يستطيع أن يصل إلى رؤية البابا شنودة السياسية.

ولفت إلى أن هذه الصلاة هي رسالة من البابا تواضروس، إلى شعبه للدفاع عن نفسه، بأنه متقاعس في الدفاع عن الأقباط وأنه دائما مدافع عن النظام الحاكم.

وشدد "أسعد" على أن ما فعله البابا تواضروس، هو تكريس للفتنة الطائفية الحقيقة، وأنه تحول إلى زعيم للأقباط، والسؤال الأول عنهم فبذلك يخلق مشكله أكبر؟، فتدخل الكنيسة في السياسة هو تكريس للفتنة الطائفية الحقيقة، فالطبيعي أن تكون للكنيسة دورها الطبيعي والدولة دورها الطبيعي كدولة.

وطالب، البابا تواضروس، بالصلاة بعيدًا عن وسائل الإعلام إذا أراد الصلاة.

وفي سياق متصل قال ممدوح رمزي، عضو مجلس الشورى السابق، إن صلاة البابا تواضروس تعبير عن احتجاج قوي، لان ما يحدث للأقباط أمر مخجل ومخزي وغير مسبوق، مشددًا على أنه للحكومة المصرية والنظام يتبع سياسة الأمر الواقع مع أقباط مصر وهذا لن يستمر طويلا ومردوده سيكون سيء للغاية.

وحذر "رمزي" من التصعيد السياسي لهذه الأزمات المتكررة من قبل أقباط المهجر، مشددًا على أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى صدام وشيك.

ولفت إلى أن بعض من التيارات الدينية المتشددة وعلى رأسها جماعة الإخوان هم أصحاب الفتنة للوقيعة بين النظام والكنيسة، وإن كان موقف الإخوان أقل أهمية لضعفهم الشديد أم الذي يدير هذه الأحداث هم السلفيين المدعومين من قوي غربية.

وأوضح "رمزي" أن الكنيسة لم تشعر بوجود الكنيسة، والحكومة لم تعلق على مثل هذه الأحداث كأن الأمر لا يعنيها، لأنها مؤمنة بثقافة وأحادية، وشعورها أن الأقباط دائما يتقبلوا سياسة الأمر الواقع، مما دفعها إلى عدم الاهتمام بمثل هذه الأمور وتعتبرها أنها حوادث فردية حتى تغطي ضعفها وعدم قدرتها تجاه مثل هذه الأحداث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق