بالصور.. قرى المنيا فوق «فوهة بركان».. الفتنة الطائفية تحرق عروس الصعيد.. غياب دور الدولة يجعلها مسرحا لعمليات القتل والتخريب.. «وكيل الأوقاف»: أحداث فردية.. والقمص أفرايم: لن نتنازل عن تطبيق القانون
الثلاثاء، 19 يوليو 2016 05:34 ص
تحولت منية الفولي "عروس الصعيد" إلي بقاع من المشاحنات والمصادمات بين مسلمين وأقباط، وعدد من القرى على مدار الأشهر القليلة الماضية لتجسد مشاهد القتل والتدمير وهتك الأعراض، طريق للسير في حلقة مفرغة من سيناريو الفتنة الطائفية وغاب مؤلفه تاركًا النهاية مفتوحة للمزيد.
تعرضت محافظة المنيا إلي إهمال كبير من قبل أجهزة الدولة والمسئولين وتصدرت القائمة الأكثر إندلاعا لأحداث القتل والحرق والتدمير الناجم عن فتن طائفية اختلفت أسبابها ما بين الخلاف على تحويل منزل إلي كنيسة، وقضايا الشرف، ودور المرأة بها، وعصبيات قبلية تسببت في حالة إحتقان بين صفوف الشعب المنياوي.
وجاءت فتنة المرور من أحد شوارع قرية طهنا الجبل، التابعة لمركز المنيا، أحداث الفتن الطائفية بالمحافظة والتي اندلعت مساء أمس الأحد وأسفرت عن مقتل شاب في مقتبل العمر حاول تهدئة الأوضاع فلقي مصيره بطعنة بجسده.
فتحولت مشاجرة بين بعض الأطفال للخلاف على المرور بوسط شارع بقرية طهنا الجبل، إلى اشتباكات بين مسلمي وأقباط القرية، أسفرت عن مقتل شاب وإصابة والد كاهن كنيسة مارمينا العجايبي، ونجل عمه العائد من فرنسا، وسيدة تصادف تواجدها بالشارع.
وبقرية أبو يعقوب التابعة لمركز المنيا، شهدت أحداث طائفية بين مسلمي وأقباط العزبة، وذلك لإنتشار شائعات عن عزم أحد أقباط القرية بتحويل منزله إلي كنيسة لإقامة الشعائر الدينية بها، الأمر الذي أسفر عن وقوع مصادمات بين الجانبين ما تسبب في حرق وتدمير 3 منازل قبطية.
وسارت قرية كوم اللوفي، التابعة لمركز سمالوط بشمال المحافظة، على نهج خيوط الفتنة الطائفية بها بين مسلمي وأقباط القرية، في ختام شهر يوليو المنقضي عقب تجمع عشرات المسلمين من أهالي القرية أمام منزل أحد أقباط القرية، إثر ترديد شائعات عن عزمه تحويل منزله إلى كنيسة.
وبقرية الكرم التابعة لمركز أبو قرقاص جاء دور المرأة في تحول قضية شرف إلى فتنة طائفية تطورت أحداثها إلي تعرية سيدة مسنة وتدمير عدد كبير من منازل المسلمين والاقباط، وكانت هي النقطة الأولى التي وقعت في 20 من مايو الماضي، ومن ثم تواترت أحداث الفتنة الطائفية بعدد من قري المحافظة.
وقال القمص أفرايم، عضو بيت العائلة المصرية بالمنيا، إن محافظات الصعيد تعرضت لإهمال كبير في الاونة الأخيرة ومحافظة المنيا تصدرت هذا الإهمال من قبل جميع أجهزة الدولة خاصة في تلك الظروف الإقتصادية التي تعيش فيها البلاد فمحافظة المنيا تحتاج الي نظرة من جديد وتوفير مشروعات لشبابها ومحاولة علاج العصبيات القبلية المتواجدة بقرى المحافظة خاصة مع تزايد نسبة انتشار الفتن الطائفية بالمحافظة في وقت وجيز.
وأضاف: "أننا لن نتازل عن تطبيق القانون في كافة الفتن الطائفية التي وقعت بالمحافظة"، مشيرًا إلى أن التعويضات المادية التي تصرف للمجني عليهم ما هي إلا تعويضات مقابل التنازل عن القضايا.
وأوضح "أفرايم" أن الأحوال الإقتصادية والبعد عن تعاليم الدين هما السبب الحقيقي في تزايد عدد الفتن الطائفية الواقعة بالمنيا.
وقال الشيخ محمد محمود أبو حطب، وكيل وزارة الاوقاف، إنه لا بد من التعقل والتفكير قبل الفعل، مشيرا إلى أن ما حدث هو نتاج فكر متشدد لا ينبغي للإنسان أن يقوم به، والأديان السماوية، تدعو إلى الفضيلة، مشيرا إلى أن هذه الأحداث، هي أحداث فردية، والدين منها براء.
وأوضح أن جميع المشاجرات والاشتباكات التي تقع تندرج تحت مسمي الفتن الطائفية، ليست تؤول إلي فتنة طائفية.
وأكد أنه لا بد من وضع ضوابط لبناء دور العبادة من كنائس ومساجد، حتى لا يتعد أحد حدود الأخر، لافتًا إلى أن المستفيدين من تلك الفتن هم أعداء المغرضين والجماعات الإرهابية، فهم يحرصون على استغلال تلك الأحداث الفردية لتحويلها إلي فتنة طائفية والتي يكون علاجها هو التعقل والتفكر قبل إفتعال تلك الوقائع.
على صعيد متصل تقوم سلطات الأمن بمديرية أمن المنيا بالدفع بقوات أمنية للتمركز بمحيط القرى التي شهدت أعمال عنف جراء إندلاع مصادمات ومشاحنات طائفية بها ونجحت في إلقاء القبض على عدد من المتوطين في الأحداث.
علي الجانب الاخر كان للرئيس عبد الفتاح السيسي دورا وحيدا في محاولة إخماد نيران فتنة الكرم التي وقعت بشهر مايو المنقضي عن طريق الإعتذار للسيدة المسنة التي أشيع انه تم تعريتها ولم يثبت ذلك في تحقيقات النيابة التي أجريت حتى إخلاء سبيل جميع المتهمين من الطرف المسلم بكفالات مالية وتوقف دور الرئاسة على ذلك.
وتلخص محافظ المنيا، في تعويضات مالية تصرف للمجني عليهم لتعويضهم جراء حرق منازل ونهب أموالهم وهو الدور الوحيد للمحافظ في الفتن الطائفية التي شهدت المحافظة منذ توليه مهام الإقليم، وما زالت حالة الإهمال التي تعرضت لها محافظة المنيا تجني ثمارها، وتنتظر المزيد من سيناريوهات الفتن الطائفية.