كاتب بريطاني: انقلاب تركيا يظهر عمق الصدع بين الجيش والنخبة الحاكمة

الإثنين، 18 يوليو 2016 04:55 ص
كاتب بريطاني: انقلاب تركيا يظهر عمق الصدع بين الجيش والنخبة الحاكمة

رأى محرر الدفاع في صحيفة (صنداي تليجراف) كون كوجلين أن "جذور انقلاب تركيا العسكري الفاشل تتمدد في تربة العلاقة المضطربة التي سادت بين الجيش والنخبة الحاكمة منذ أسس كمال أتاتورك البلد جمهورية علمانية قبل نحو مائة عام".

وأضاف كوجلين - في مقاله بـ(صنداي تليجراف) - أن "أتاتورك بتأسيسه تركيا جمهورية علمانية، إنما نشد تحديث البلد عبر حكومة غربية التوجه ليبراليته.. غير أن التوترات بين الحداثيين ذوي التوجهات الغربية الذين يستهدفون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي من جانب، وبين المؤسسة المسلمة ذات التوجه المحافظ من الجانب الآخر- هذه التوترات تعني أن تركيا لم تتصالح أبدا بشكل كامل على الأساس الذي وضعه أتاتورك".

وأكد كوجلين أن "الضباط والجنود الأتراك الذين شاركوا في محاولة يوم الجمعة الدراماتيكية للإطاحة بحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان – لا شك أن هؤلاء الضباط إنما اتبعوا تقليدا عسكريا شهدته تركيا عدة مرات منذ تأسيسها عام 1923.. وبينما الدوافع الحقيقية المحركة لمخططي الانقلاب لا تزال غير واضحة، إلا إن التوترات بين الجيش وحكومة أردوغان من حزب العدالة والتنمية الإسلامي – هذه التوترات شهدت تناميا في السنوات الأخيرة في ظل اندفاع الرئيس بلا توقف في سياسات إسلامية التوجه وسط اتهام الكثيرين له بالسعي لاستعادة تركيا للمجد العثماني".

وأكد كوجلين أن مجاهرة أردوغان بمناصرته للتوجه الإسلامي، منذ ظهوره في المشهد السياسي التركي كعمدة لمدينة اسطنبول عام 1994، ثم تعهده بتشكيل حكومة "إسلامية الأساس" في تركيا؛ هذا وذاك تركا أردوغان في خلاف مع الجيش العازم على إعلاء التوجه العلماني لأتاتورك والدفاع عنه، ومع تنامي نفوذ حزب العدالة والتنمية وسيطرته على مقاليد السياسة التركية، كثف أردوغان جهوده لتضييق الخناق على تدخل الجيش في السياسة التركية، فسجن عددا من كبار الجنرالات والأدميرالات، علاوة على عشرات الضباط.

وكما أكد صاحب المقال أنه "لا شك في أن سبب فشل الانقلاب الأخير هو أن كبار الضباط الأتراك يقبعون خلف القضبان، وبالتالي فإن الجيش يفتقر إلى ذوي الخبرة والتجربة القادرين على إنجاز انقلاب ناجح".

ونبه كوجلين إلى أن "تدخل أردوغان في الأزمة السورية، إضافة إلى الدور الذي لعبه في السماح لمئات الآلاف من المهاجرين بالنزوح لأوروبا الجنوبية – هذا التدخل وذاك الدور أثمرا عن تنامي التوتر في العلاقات بين أنقرة والقادة الأوروبيين.. كما أن دعمه غير المتحمس لـ(داعش) قد تمخض عن تنفيذ التنظيم الإرهابي سلسلة من الهجمات المدمرة في تركيا."

ونوه الكاتب عن أن "تزامُن تنامي إمعان تركيا في العزلة الدبلوماسية مع تنامي تهديدات (داعش)، أسفر عن آثار مدمرة على قطاع السياحة الذي يمثل أحد أهم مصادر الاقتصاد التركي الرئيسية".

واختتم كوجلين مؤكدا على أن "ثمة أنصارا داخل وخارج الجيش يؤمنون بأنه ما لم يحدث تغيير جذري في طريقة الحكم، فإن تركيا ستصل قريبا إلى نقطة يتبدد فيها إرث أتاتورك من الجمهورية العلمانية".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق