«برهامى» يفتى بجواز الإحسان لـ«الأقباط» وقت الأزمات
الخميس، 29 أكتوبر 2015 08:38 م
أفتى ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فى فتوى له منشورة بموقع "أنا سلفى" بجواز الإحسان إلى "الأقباط" فى أوقات الأزمات.
وجاء السؤال من أحد رواد الموقع قائلًا: انفجرت بالأمس أنبوبة فى بيت أسرة مسيحية مِن جيران مسجدنا السلفى بعد صلاة العشاء وكنا فى درس فنزلنا مِن المسجد لمحاولة إطفاء الحريق الذى دمَّر الشقة وأوقع الجدران، وأصيبت الأسرة التى تجمعت فى بلكونة الشقة بإصابات فادحة؛ فسارعنا لنجدتهم وأخذنا طفايات الحريق مِن المسجد وساعدنا فى إطفاء الحريق -بفضل الله- ثم جاءت الإسعاف وحملتهم، وكان أن طلب بعض الناس منا جمع تبرعات لهذه الأسرة المسيحية فى خطبة الجمعة فى حين أن هناك مَن اعترض على ذلك بأن الكنائس أولى بأن تقوم بهذا الدور مع المسيحيين وليس مساجد المسلمين، وكذلك اعترض البعض على استعمال طفايات الحريق التى بالمسجد فى إطفاء حريق هذه الأسرة المسيحية على أساس أن مَن وضعها فى المسجد وضعها بنية أنها للمسلمين وليس غيرهم، مع العلم أن طفايات الحريق هذه كان قد جاء بها بعض الناس مِن قبْل وتركها فى المسجد ثم مع الحادثة قمنا باستخدامها، والآن بعد ما انصرف الناس المتجمعين لم نجد إلا واحدة فقط فأعدناها للمسجد. فما الحكم فيما سبق؟ وجزاكم الله خيرًا.
فيما أجاب ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال الله -تعالى- عن يوسف -عليه السلام- إنه قال له صاحباه فى السجن: (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:36)، فقد أحسن إلى قوم كفار مشركين، وهو غريب عنهم مسجون ظلمًا، وقد أحسن النبى- صلى الله عليه وسلم- إلى ثمامة بن أثال -رضى الله عنه- فمنَّ عليه مجانًا، والإحسان إلى الخلق مِن أسباب تأليفهم على الإسلام.
وما ذكرتُ ينطبق على التبرعات، وعلى طفايات الحريق بالمسجد؛ فأنتم لم تخطئوا حين استعملتموها فى إطفاء الحريق فى بيت جيران المسجد مِن النصارى الذين لهم حق الجوار، ولهم حق العهد الذى بيْن المسلمين وبينهم، مع كونهم بشرًا وقد قال النبى (ص): (فِى كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) (متفق عليه).
وأعيدوا شراء طفايات حريق للمسجد لاستخدامها فى الحالات المماثلة. وقد أخطأ مَن نهاكم عن فعل الخير!