أطفال بين ضحايا اعتداء دموي جديد يضرب فرنسا
السبت، 16 يوليو 2016 01:25 ص
لم تستفق فرنسا من هول الصدمة الجمعة فبعد ثمانية اشهر على اعتداءات باريس قتل في مدينة نيس (جنوب) مساء الخميس 84 شخصا من بينهم عشرة اطفال بايدي تونسي لم تتضح بعد روابطه مع التيار الاسلامي المتطرف.
وصرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الجمعة ان منفذ الاعتداء "ارهابي مرتبط على الارجح بالتطرف الاسلامي بطريقة او باخرى (...) نعم انه عمل ارهابي وسنرى من تواطأ فيه".
الا ان وزير الداخلية برنار كازنوف وردا على سؤال لقناة "تي اف 1" الفرنسية الخاصة "هل يمكنكم هذا المساء ان تقولوا لنا انه على صلة بالاسلام المتشدد؟"، قال الوزير "كلا".
وسيحاول التحقيق كشف دوافع محمد لحويج بوهلال رب الاسرة البالغ 31 عاما والذي قال جيرانه في نيس (جنوب شرق فرنسا) انه لم تكن لديه ميول دينية وانه كان قليل الكلام وعنيفا مع زوجته السابقة.
واعلن النائب العام في باريس فرنسوا مولانس ان الاعتداء ينسجم "تماما مع الدعوات الدائمة للقتل التي يطلقها الجهاديون"، واضاف ان المنفذ "مجهول تماما لدى اجهزة الاستخبارات" الفرنسية لكنه معروف في المقابل لدى القضاء في قضايا "تهديد وعنف وسرقة بين 2010 و2016".
وقال احد سكان مبنى عاش منفذ الاعتداء في الطبقة 12 منه مع زوجته قبل ان يترك شقته قبل 18 شهرا، ان لحويج هلال لم يكن رجلا متزنا.
اضاف "لا اعتقد اطلاقا ان هناك مشكلة تطرف، بل الامر يتعلق بالطب النفسي"، موضحا ان هلال "كان يصاب بنوبات. وعندما انفصل عن زوجته كان يقضي حاجته في كل مكان، وطعن دمية ابنته بالسكين ومزق الفراش". وروى ان "زوجته طلبت الطلاق اثر مشاجرة عنيفة".
واوضحت السلطات ان لحويج بوهلال المولود في احدى ضواحي سوسة ويعيش في نيس، هو السائق الذي دهس بشاحنته عائلات وسياحا متجمعين عند كورنيش "برومناد ديزانغليه" الشهير المحاذي للبحر المتوسط على الكوت دازور.
وفي نهاية الامر قتل سائق الشاحنة برصاص قوات الامن بعدما باشر باطلاق عيارات نارية في اتجاههم، بحسب ما افادت مصادر متطابقة.
واوقفت السلطات زوجته السابقة للتحقيق معها.
- اكثر من مئتي جريح -
واوضح مولانس ان عشرة اطفال ومراهقين قتلوا الا ان الحصيلة يمكن ان ترتفع اكثر مع "202 جريحا، من بينهم 52 في حالة حرجة بين الحياة والموت".
وقضى ما لا يقل عن 17 اجنبيا في الاعتداء من بينهم ثلاثة المان واميركيان وثلاثة تونسيين وثلاثة جزائريين.
في تونس وبرلين وواشنطن وباماكو وحتى القاهرة وروما ساد تاثر واضح وسط اجماع على التنديد بالمجزرة.
وندد الرئيس الاميركي باراك اوباما ب"ما يبدو انه اعتداء ارهابي مروع" يستهدف "الحرية والسلام".
وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "لم ننته بعد مع الارهاب"، اذ يشكل الاعتداء الهجوم الثالث في فرنسا في غضون 18 شهرا مع حصيلة اجمالية ب231 قتيلا ومئات الجرحى.
وتعرضت بلجيكا لاعتداءات دامية في 22 اذار/مارس 2016 اوقعت 32 قتيلا.
وقدر عدد الحشد الذي اتى للتفرج على الالعاب النارية التقليدية بمناسبة العيد الوطني في الرابع عشر من تمو/يوليو بثلاثين الف شخص عندما اندفعت الشاحنة باتجاهه قريب الساعة 21,00 ت غ.
وقال الصحافي في وكالة فرانس برس روبرت هولوي الذي كان يحضر الاحتفالات "كانت فوضى عارمة" و"بعض الناس يصرخون". وقال "رأيت اشخاصا مصابين وحطاما يتطاير في كل مكان".
- سحقا تحت العجلات -
روى بشير لوكالة فرانس برس في احد مستشفيات نيس "قضى الناس سحقا تحت العجلات. مات ولدان في الثامنة والعاشرة بالقرب منا" تحت اعين والديهما.
واعلن هولاند حدادا رسميا لثلاثة ايام اعتبارا من السبت. ويفترض ان يتراس السبت جلسة جديدة لمجلس الدفاع قبل اجتماع للحكومة.
نفى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مساء الجمعة اي تقصير للاجهزة الامنية خلال اعتداء نيس، علما بان الشاحنة التي قادها منفذ الاعتداء تمكنت من التوغل في جادة سياحية بامتياز يوم العيد الوطني.
وصرح فالس لقناة "فرانس 2" ان التدابير الامنية لمواكبة اطلاق الاسهم النارية في مناسبة 14 تموز/يوليو كانت "هي نفسها" خلال الاحتفال في نيس وخلال كاس اوروبا لكرة القدم الذي استضافت المدينة الواقعة على "الكوت دازور" بعض مبارياته.
الا ان رئيس الوزراء السابق الان جوبيه المرشح للانتخابات الرئاسية في العام 2017 قال "لو اتخذت كل الاجراءات لما وقعت الماساة".
وفي وقت شهدت فرنسا الاعتداء الثالث في 18 شهرا وتتكثف الاعتداءات الارهابية في العالم، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى تعزيز الجهود "من اجل مكافحة الارهاب".
واذ التزم مجلس الامن الدولي دقيقة صمت حدادا على ضحايا اعتداء نيس، توجه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري الى السفارة الفرنسية في موسكو من اجل وضع الزهور تكريما للضحايا.
وفيما كان عرض الالعاب النارية التقليدي احتفالا بالعيد الوطني الخميس يشارف على نهايته نحو الساعة 21,00 ت غ، انقضت شاحنة بيضاء تزن 19 طنا باقصى سرعة على حشد من 30 الف شخص بينهم كثير من الاجانب، فدهست كل من كان في طريقها على مسافة نحو كيلومترين.
واعلن هولاند تمديد حال الطوارئ التي كان يفترض ان ترفع بعد 15 يوما، لثلاثة اشهر اضافية. وتجيز حال الطوارئ التي اعلنت في اعقاب اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر القيام بعمليات دهم بدون اذن من قاض وفرض الاقامة الجبرية على مشتبه بهم.
كذلك اعلن استدعاء الاحتياط من المواطنين "لتعزيز صفوف الشرطة والدرك"، مشيرا الى امكان استخدام هؤلاء الاحتياطيين في "مراقبة الحدود".
واثار الاعتداء وهو الاضخم في اوروبا منذ اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس واعتداءات 22 اذار/مارس 2016 في بروكسل، موجة استنكار في العالم.
وفي فرنسا ندد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية "باشد الحزم" بالاعتداء.
وهدد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تتقلص مناطق سيطرته في العراق وسوريا، بشكل متكرر بضرب فرنسا انتقاما لمشاركتها في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن ضده في هذين البلدين.