«فقه الجهاد» كتاب لـ«برهامي» يحرض على الإرهاب.. اشترط عدم وجود دولة لإعلان الجهاد.. السلام مع الكفار بدعة.. وأفتى بجواز قتال أهل الكتاب حال عدم إسلامهم.. ويؤكد: من يعارض الحاكم «بغاه»
الثلاثاء، 12 يوليو 2016 11:53 ص
كتاب جديد خاص بالدعوة السلفية يتحدث عن الجهاد من وجهة نظر السلفيين، ويعرف هذا الكتاب باسم "فقه الجهاد في سبيل الله" من تأليف الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، الذي أفصح في كتابه هذا عن الكثير والكثير من أرائه الشاذة.
وتتناول «صوت الأمة» أبرز ما جاء في الكتاب
بدأ ياسر برهامي كتابه بالتأكيد على أنه الجهاد هي قضية كبرى تحتل أهمية قصوى في حياة المسلمين إلا أن فيها لبث كبير سيوضحه هو في صفحات كتابه من خلال وجهة نظره مصحوب بأقوال علماء السلفية.
وفي أول فصول الكتاب أوضح برهامي فضائل الجهاد والمجاهدين من القرآن والسنة وكتب علماء السلفية، وأكد في الفصل الثاني أن حب الجهاد فرض عين على كل مسلم معتبرا من يكرهه منافق.
أما الفصل الثالث فكان أول الفصول التي تعمق فيها نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية في الجهاد، حيث قام بتعريف الجهاد وأكد أنه غير مقتصر على قتال الكفار فحسب بل مقاومة ما أطلق عليه الشر والمنكر والسعي لإبطالهما، مشترطا عدة شروط لبدء الجهاد المسلح، أهمهم إيجاد الطائفة المؤمنة التي تدعو إلى القتال.
وفي نفس الفصل، نفى ياسر برهامي أن يكون الإسلام قد دعا إلى الحرب الدفاعية فقط، أي الدفاع عن الأراضي الخاصة به في مواجهة الغزاة، مشددا على أن الأصل في معاملة الغزاة الكفار هو القتال لا السلم، معتبرا عكس كلامه هذا بدعة وضلالة ابتدعها المنهزمون روحيا وعقليا أمام ضغط الواقع المعاصر، مطالبا بالاستدلال بتفسير سيد قطب لسورتي الأنفال والتوبة في كتاب الظلال للتأكد من صدق وجهة نظره.
أما أول المفاجآت الصادمة التي فجرها برهامي في كتابه فكان قوله بوجوب قتال أهل الكتاب في إشارة منه إلى الأقباط حتى يدفعوا الجزية معتبرا من ينكر هذا الأمر مبتدع وضال وأحد أفراد الطائعة الممتنعة التي تمتنع عن تطبيق شرائع الإسلام، وقال نصا في الصفحة 37 من الكتاب: "ولقد ظهرت بدع جديدة من وجود إنكار قتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية بل وتسمية الجزية ضريبة الخدمة العسكرية تسقط إذا شاركونا القتال، وسعى هؤلاء الذين يسمون أنفسهم أصحاب الاتجاه الإسلامي المستنير إلى تعميم هذا المفهوم المنحرف لقضية الجهاد فضلا عن إنكار جهاد الطلب وهذا خرق للإجماع بل لو أن طائفة استقر أمرها على ذلك لصارت طائفة ممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة ويجب قتالها".
أما المفاجآة الثانية التي فجرها هو تأكيده وفقا لأقوال علماء السلف أن الجهاد المسلح من الممكن أن يتم دون العودة إلى خليفة المسلمين أي أن من الممكن أن يقوم الشخص بإعلان الجهاد دون الرجوع لأحد وهو ما تستغله التنظيمات الإرهابية في تبرير أفعالها، وأكد "برهامي" هذا الأمر في صفحة 51 من كتابه حين قال: "وجود الخليفة ليس شرطا في وجود الجهاد لأنه خطاب موجه للمسلمين أصلا والواجب على المسلمين أن يرجعوا إلى علمائهم في تقديم رجل منهم يقودهم في الجهاد بنوعية الدفع والطلب".
و"ما زاد الطين بلة" ما أكده مؤسس المدرسة السلفية في الإسكندرية حينما أفتى أيضا بعدم اشتراط وجود دولة لإعلان الجهاد ولا حتى وجود أرض ينطلق منها زاعمو الجهاد وهو نفس فكر شرعيي التنظيمات الإرهابية الذين لا يملكون أي أرض ينطلقوا منها إلى حربهم على الدول بل يعتمدون على المخابئ في الأساس.
تطرق برهامي في كتابه في فصل جديد عن أصناف من يقاتلهم المسلمين وأحكام قتالهم، وكان أول تلك الأصناف هم الكفار الذي قسمهم إلى عدة أنواع، النوع الأول اليهود والنصارى "المسيحيين"، وأكد على وجوب قتالهم حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية.
النوع الثاني هم الكفار من غير أهل الكتاب والمجوس، وأكد على وجوب قتالهم وعدم قبول الجزية منهم، مشددا على أن ما يمنع قتالهم هو دخولهم الإسلام، في حين أن النوع الثالث من الكفار الواجب قتالهم هم المرتدين "الملحدين" وهم من ارتدوا عن الإسلام، وقال برهامي فيهم: "لا خلاف على وجوب قتلهم، والخلاف في استتابتهم في البداية أي محاولة إعادتهم للدين، والراجح عند الجمهور هو وجوبها وعند البعض استحبابها".
وأوضح في كتابه أن من يقتل المرتد هو الإمام أي الحاكم في حال أن هذا المرتد لم يكن مقاتلا للمسلمين أما إذا كان مقاتلا فيقتله أي شخص وليس شرط بأوامر من الحاكم.
الصنف الثاني الذي حدده برهامي في كتابه من الذين واجب قتالهم بعد شرح الصنف الأول "الكفار"، فهم المنتسبين إلى الإسلام، وقسمهم إلى أنواع أيضا؛ النوع الأول ما أطلق عليهم "البغاة" ويشبهون في وصفهم وحالهم حال جماعة الإخوان الإرهابية، فتعريفهم هو قوم امتنعوا وخرجوا عن طاعة الحاكم وابتعدوا عن طاعته بدون سبب ويدعون إلى خلعه لأسباب خاص بهم وأعدادهم ليست بالكبيرة بالمقارنة بالشعب، ويتم التعامل معهم على أنهم قطاع طرق ساعون في الأرض بالفساد، ومن البغاة أيضا الخوارج الذين يكفرون بالذنب ويكفرون عثمان وعليا وطلحة والزبير وكثير من الصحابة.
حكم هذه الطائفة التي وفقا لتعريف برهامي تعتبر جماعة الإخوان وأنصارها منها، استتابتهم أولا من خلال إرسال شخص أمين لهم ينصحهم ويعرف سبب غضبهم على الحاكم ويحاول أن يقرب وجهات النظر بينهم وبين الحاكم، فإن لم يتوبوا ويتوقفوا عن معارضة الحاكم والهجوم عليه والدعوة إلى خلعه، يقتلوا ولكن ليس لكفرهم بل لإفسادهم في الأرض.
وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية على وجوب الإفراج عن أسير أي سجين تلك الطائفة في حال توبته توبة نصوحة عن أفكاره في إشارة واضحة منه لدعوته للمراجعات الفكرية التي يخوضها بعض أعضاء الإخوان في السجون.
ومن أصناف المسلمين أيضا الذين يجب قتالهم، من يحرم الزكاة ويجيز الصلاة معتبرا إياه من الكفار كونه منع ما أحله الله، هذا بالإضافة إلى الخوارج، وأخيرا الشيعة الذي أحل برهامي مستدلا بكتب مشايخ السلفية قتل شيوخهم الداعين لهذا المذهب حتى يكونوا عبرة للناس.