في ذكرى وفاة «شيخ المجددين» الإمام محمد عبده.. تتلمذ علي يد «الأفغاني» وأستاذ سعد زغلول.. عين مفتي للديار المصرية.. عمل على إصلاح المناهج التفكيرية.. ناضل ضد الإحتلال الإنجليزى.. و«السرطان» ينهي حياته

الإثنين، 11 يوليو 2016 12:55 م
في ذكرى وفاة «شيخ المجددين» الإمام محمد عبده.. تتلمذ علي يد «الأفغاني» وأستاذ سعد زغلول.. عين مفتي للديار المصرية.. عمل على إصلاح المناهج التفكيرية.. ناضل ضد الإحتلال الإنجليزى.. و«السرطان» ينهي حياته
دعاء عبدالنبي

تحل علينا اليوم الذكرى الـ111 لوفاة شيخ المجددين فى الفكر الاسلامى، الامام محمد عبده، عالم الدين الذى قاد اهم حركات التجديد الفكرى، والفقيه الإسلامي، الرمز الذي تحول إلي ايكونة للتجديد والفكر والنهوض والإصلاح في الربع الإخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

النشأة
هو الإمام محمد عبدة بن حسن خير الله ولد عام 1849 فى قرية محلة نصر القائمة بمركز شبراخيت فى محافظة البحيرة لأب تركمانى وأم مصرية تنتمي إلي قبيلة بني عدي العربية، وبعد إتمامه لحفظ القرأن الكريم أرسله والده الى طنطا لدراسة تجويد القرأن فى الجامعه الأحمدى عام 1962، تلاها بعامين كان قد أتم تجويد القرأن وبدأ بدراسة الدروس الأزهرية إلا أنه سرعان ما تركها لعدم إستيعابه الدروس العقيمة حين ذاك.

زواجه
قرر الإمام محمد عبده ترك الدراسة نهائيًا ثم عاد إلى القرية وتزوج بها عام 1965 حيث سعى للعمل بالزراعة ونسيان سبيل التعليم إلا أن والده رفض وأعاده فى نفس العام وكان قد إلتقى بالشيخ درويش خضر خال والده الذى أشعل فيه الحماس مرة أخرى وحثه على العودة للدراسة بعدما ساعده على كيفية تلقى العلم بسهولة وغرس به بعض من حكم التصوف وسرعان ما عاد مرة أخرى إلا أن هذه المره كانت لديه رغبة جامحة فى إكتساب العلم، وإستجاب لنصائح الشيخ درويش بتلقى العديد من العلوم المختلفة وألا تقتصر دراسته على ما يقدم فى الازهر من علوم دينية قليلة فى ظل الحكم العثمانى.

التحول الفكري
أراد الأمام محمد عبده، أن ينشىء حركة تكون بمثابة السيف الذى يقضى على الجمود الفكرى وإحياء أمم تواكب تتطورات العصر«لم يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق وتربية النفوس وأنه بضعف هذه الطبقة فقدنا الدين»، كانت تلك إحدى مقولاته حيث إتخذ الفكر التصوفى منهجًا فى التفكير.

تأيدة للمرأة
كان من أقوى مؤيدى العمل للمرأة حيث رأى أن نص المجتمع فى عصره فى ممات لا ينظر لها أحد سوى أنها أداة للمتعة ممنوعة من التعليم أو العمل، وكنتيجة لرفضه الإحتلال الإنجليزى نفى إلى بيروت.

إسهاماته وآرائه
قام الإمام بالمساهمة فى إصلاح لغة أهل مصر، بالإضافة الى إصلاح الأزهر، والذى بدا واضحا منذ دعوة عباس باشا الثانى أن يتقرب إلى مأربه لكونه من أنفذ علماء الدين رأيا وأقواهم علما وكان نصحه له أن الإصلاح لن يأتى إلا بعد أن يتم إصلاح التربية والتعليم وتغير الأليات الفكرية للأهالى، عام 1899 تولى الإمام محمد عبده منصب مفتى الديار المصرية وكانت رسالة التوحيد هى إحدى أهم مؤلفاته التى عالج من خلالها الأصول الفكرية الاسلامية.

منفى الإصلاح
إلتقى الإمام بالشيخ جمال الدين الافغانى والذى كان له نصيبًا فى إكتساب العديد من العلوم والمعارف منه ثم حصل الإمام على الشهادة العالمية عام 1877 وعمل مدرس تاريخ فى دار العلوم كما عمل أيضا مدرس لغة عربية بمدرسة الألسن، وعلى صعيد متصل بادرا معًا على إصلاح الفساد والجمود الفكرى الذى شاع فى الازهر حين ذاك.


نضاله ضد الإحتلال
كان الإمام محمد عبده والشيخ جمال الدين الأفغانى من أشد المعارضين للإحتلال الإنجليزى والخديو إسماعيل الذى قام بعزل الأول الى باريس ونفى الثانى إلى لبنان، ولكن سرعان ما دعاه الأفغانى، وعملا معًاعلى تعمير الإصلاح وقاما بإصدار مجلة العروة الوثقى عام 1884 لتكون بذلك جوهرة إسلامية تحارب الإستعمار.

وفاته
بعد صراع مع مرض السرطان توفى الإمام محمد عبده عن عمر يناهز56 عاما فى الإسكندرية عام 1905، ليدفن بالقاهرة ويكون رثاءه من الشاعر أحمد شوقى وحافظ إبراهيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق