إعلان الحرب على أكياس التسوق البلاستيكية

الأربعاء، 22 يونيو 2016 10:20 م
إعلان الحرب على أكياس التسوق البلاستيكية
ندي سيد

عندما كانت أكياس التسوق مجانية في لندن، كان الاستدلال على المتاجر والأسواق الكبيرة أمرًا سهلًا ومن خلال متابعة المتسوقين من حاملي هذه الأكياس البلاستيكية المطبوعة بالعلامات المميزة للأسواق والدالة على أماكن وجودها، ولكن الأمر تغير كثيرًا عندما صدر القرار الأخير في إنجلترا باستيفاء خمسة بنسات ثمنًا للكيس الواحد، وصار الناس يعيدون استخدام هذه الأكياس لأكثر من مرة تجنبًا لدفع هذا المبلغ خاصة مع التسوق الأسبوعي.

الأكياس تلوث البيئة
وقد دافعت الحكومة عن هذا القرار الذي لا يمكن اعتباره ضريبة؛ لأن الأموال المستوفاة من المتسوقين لا تعود في النهاية إلى خزينة الدولة وإنما إلى إدارة الأسواق نفسها، التي تكون مُخيرة في أوجه صرفها سواء على الجمعيات الخيرية أو مشاريع تحسين البيئة، ويعود إقرار هذا القانون بشكل أساسي إلى الرغبة في تشجيع الناس على إعادة استخدام الأكياس أكثر من مرة، أو استخدام الأكياس الورقية الصديقة للبيئة، أو الأكياس طويلة العمر المصنوعة من مواد أكثر سمكًا وأقل ضررًا، وكل هذا من أجل التقليل من استهلاك هذه المواد الخطرة على الصحة، والقاتلة للبيئة بسبب صعوبة تحللها في التربة، وخطرها الكبير على الكائنات الحية والحيوانات البرية، إضافة إلى ما تنتجه من نفايات وفوضى في الشوارع والحدائق والأماكن العامة.

متى تدفع البنسات الخمس؟
ليست كل الأسواق والمتاجر تستوفي هذا المبلغ لقاء الكيس الواحد؛ لأن القانون يشمل من يستخدمون 250 موظفًا وعاملًا في الأقل لتسيير أمور أعمالهم، والقانون لا يُطبق على محلات السوبر ماركت فقط وإنما على كل المتاجر الكبيرة والمعروفة في الشوارع التجارية مثل «أوكسفورد ستريت» وغيره، والأمر يتعلق بحجم الشركة التي تدير المحل وليس بحجم المحل نفسه، ولكن ثمة استثناءات في هذا القانون منها استخدام الأكياس الورقية، كما يمكن الحصول على كيسٍ بلاستيكي مجاني من المحلات التي تبيع الطعام غير المغلف، واللحوم والأسماك والبذور والمصابيح الكهربائية والزهور والأسماك الحية وطبعًا الأدوية والوصفات الطبية، كما تُستثنى من هذا القرار المتاجر الموجودة في المطارات، وفي محطات القطارات العالمية والبواخر.

خذ كيسك معك
ولكي يتفادى المتسوقون دفع أثمان الأكياس صار أمرًا طبيعيًا أن يحمل أحدهم بضعة أكياسٍ في جيبه، أو في حقيبة اللاب توب، أو حقيبة اليد النسائية، فيما رفع بعضهم شعارات في تويتر وفيس بوك تشجع الناس على إعادة استخدام الأكياس وعدم دفع أي مبلغٍ إضافي عند التسوق، وكان من بين هذه الشعارات «خذ كيسك معك وفوت على الأسواق فرصة الربح». فيما لجأ البعض القليل إلى أخذ عربة التسوق الكبيرة الخاصة بالأسواق إلى البيت وهي محملة بالمشتريات، ووضع بعضهم صور هذه العربات وهي في المطبخ وحتى غرف النوم؛ إمعانا في تحدي القانون مع عبارات تهكمية تقول: «لماذا أدفع خمسة بنسات لقاء كيسٍ واحدٍ في حين يمكنني أن آخذ العربة بأكملها بجنيهٍ واحدٍ» في إشارة إلى الجنيه الإسترليني الذي يضعه الزبون تأمينًا عند استخدام العربة.

وقد أكدت دراسة أجريت في عام 2014 على استهلاك الإنكليز لأكثر من 7.6 بليون كيس تسوق بلاستيكي في عامٍ واحدٍ، كانت أغلبها قد وزعت على الزبائن من خلال محلات السوبر ماركت، وبمعدل 140 كيسًا لكل شخص سنويًا، وأنتجتْ ما مجموعه 61 طنًا من النفايات، وقد أكدت هذه الدراسة على وجود حوالي 40 كيسًا في كل بيت في إنكلترا، إلا أن هذا الرقم قد تصاعد بشكل كبير خلال خمس السنوات الأخيرة ليصل إلى رقمٍ مهول كان كافيًا لدق جرس الإنذار والتعجيل في إقرار هذا القانون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق