استفتاء الإتحاد الأوروبي يثير تساؤلات حول مستقبل «المحافظين البريطاني»

الأربعاء، 22 يونيو 2016 08:52 م
استفتاء الإتحاد الأوروبي يثير تساؤلات حول مستقبل «المحافظين البريطاني»

تتعرض وحدة حزب المحافظين البريطاني، يوم غد الخميس، ‏لاختبار صعب مع فتح مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال الناخبين في الاستفتاء على عضوية ‏البلاد في الاتحاد الأوروبي، حيث من المحتمل أن تمتد هذه المشاكل إلى ما بعد انتهاء استفتاء ‏الغد.‏

ورغم أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وعد بإقامة الاستفتاء على عضوية بريطانيا في ‏التكتل الأوروبي العام الماضي لإرضاء الجناح اليميني في حزبه والمحافظة على موقعه في ‏داوننج ستريت، إلا أنه لم يتوقع أبدا أن يتسبب الاستفتاء في انقسامات شديدة داخل الحزب ‏الحاكم، وأن يخرج وزراء من حكومته ينتقدونه علنا عبر صفحات الجرائد أو في وسائل ‏الإعلام.‏

وانقسمت قيادات الحزب الحاكم إلى فريقين: الأول يعرب عن تأييده للبقاء في الاتحاد ‏الأوروبي، ويعارض الثاني ذلك على وقع تبادل الاتهامات بحدة ازدادت وتيرتها مع الاقتراب ‏من استفتاء 23 يونيو.‏

وتسببت الخلافات الحادة داخل حزب المحافظين إلى طرح تساؤلات جدية حول المستقبل ‏السياسي لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أيا كانت نتيجة الاستفتاء.‏
ورغم أن ديفيد كاميرون يدعو إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكنه ترك لأعضاء الحكومة ‏والحزب حرية الاختيار.

وكانت النتيجة انشقاق خمسة وزراء، وانضمام 128 من 330 نائبا ‏محافظا إلى الفريق المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وطالب عدد من نواب حزب المحافظين بالإطاحة برئيس الوزراء من منصبه، وعلى رأسهم ‏السير بيل كاش، الذي يرأس لجنة التدقيق الأوروبية، والذي قال إنه "إنه استشاط غضبا بسبب ‏ما وصفه بالدعاية المضللة لرئيس الوزراء، مطالبا بلهجة أكثر تصالحية، لافتا إلي أنه يبحث ‏تقديم رسالة تدعو للتصويت على حجب الثقة".‏

كما هاجمت النائبة عن حزب المحافظين نادين دوريس، كاميرون على شاشات التلفزيون، ‏واتهمته بأنه يكذب بشأن الاتحاد الأوروبي، وكشفت عن أنها قدمت خطابا قد يثير تصويتا ‏بحجب الثقة عن رئيس الوزراء إلى "لجنة 1922 البرلمانية" لحزب المحافظين، مشيرة إلى ‏أنها تفضل اختيار عمدة لندن السابق بوريس جونسون كزعيم للحزب ورئيسا للوزراء بدلا ‏منه.

وكان النائب آندرو بريدجن قد صرح أيضا بأن رئيس الوزراء البريطاني "انتهى"، ‏رافضا استبعاد تقديم خطاب بالتصويت على حجب الثقة.‏

ورغم ذلك أصرت قيادات حملة الخروج من حزب المحافظين خاصة وزير العدل مايكل ‏جوف، وعمدة لندن السابق بوريس جونسون، على أهمية بقاء كاميرون في منصبه لقيادة ‏مفاوضات الخروج في حالة تصويت الناخبين على ذلك.‏

ورغم أن عمدة لندن السابق، بوريس جونسون، يتصدر قائمة المرشحين بقوة لخلافة ‏كاميرون، إلا أنه نفى ذلك في أكثر من مناسبة مؤكدا أن كاميرون يجب أن يبقى في ‏منصبه حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية في عام 2020.‏

ورفض كاميرون المخاوف المثارة حول مستقبله، قائلًا: في أكثر من مناسبة وآخرها اليوم ‏الأربعاء إنه سيقبل تعليمات الشعب البريطاني بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء القادم ‏على ‏عضوية الاتحاد الأوروبي.‏

وتعهد كاميرون سابقا بالبقاء رئيسا للوزراء حتى لو صوتت البلاد على مغادرة ‏الاتحاد ‏الأوروبي، إلا أن موقفه سيصبح ضعيفا وهشا داخل الحزب، مما يسهل الإطاحة به ‏في أي ‏وقت بعدها.‏

وطالبت قيادات بحزب المحافظين بالاستعداد لانتخابات مبكرة داخل الحزب في حالة الخروج ‏من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه من غير المنطقي أن يبقى ديفيد كاميرون على رأس ‏الحزب اذا خسر استفتاء بهذا الحجم وهذه الأهمية.‏

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق