بعد فتنة صلاة الفجر.. «الأزهر يحسم الجدل».. صحيح شرعيًا وفلكيًا.. إدعاءات «السلفي» مخالفة لما تقتضيه الأحاديث النبوية.. ويستشهد بالخلفاء الراشدين.. والمعهد الفلكى يشارك «الإفتاء» فى مشروع التحقق
الأربعاء، 22 يونيو 2016 01:47 م
بعد فتنة صلاة الفجر.. «الأزهر يحسم الجدل».. صحيح شرعيًا وفلكيًا.. إدعاءات «السلفي» مخالفة لما تقتضيه الأحاديث النبوية.. ويستشهد بالخلفاء الراشدين والسلف الصالح.. والمعهد الفلكى يشارك الإفتاء فى مشروع للتحقق
«نحن نؤكد أن توقيت أذان الفجر المعمول به في مصر وسائر بلدان العالم الإسلامي، هو التوقيت الصحيح شرعيًّا وفلكيًّا»، بهذه الكلمات حسم الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، الجدل والشائعات التى انتشرت للتشكيك فى توقيت اذان الفجر وأنه متقدم على وقته الحقيقى، واتبعه تشكيك فى صحة صيام المسلمين أو بطلانه.
شهادات من السنة النبوية
واضاف «علام»، أن الادعاء بذلك مبنى على تقويم وضعه عالم غير مسلم، ومخالف لِمَا تقتضيه الأحاديث النبوية، مستشهدًا بالسنن النبوية التي تنص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي سُنة الفجر، ثم يغفو إغفاءة يسيرة، ثم يقوم إلى صلاة الفجر ويطيل القراءة فيها، ومع ذلك فإن النساء كن يخرجن بعد الصلاة لا يُعرَفْنَ من الغلس؛ وهو ظلمة آخر الليل، ولا يكاد الرجل يعرف صاحبه؛ أى بسبب الظلمة، وهذا كله لا يتفق بحالٍ مع هذه الدرجة المدَّعاة، وإنما يتصوَّر مع ما عليه العمل في مصر وسائر البلاد الإسلامية من أن وقت الفجر بين «18-19.5».
استشهادات من الخلفاء الراشدين والسلف الصالح
وتابع مفتى الجمهورية، أن الخلفاء الراشدين والسلف الصالح كانوا يقرءون بالسور الطوال والآيات الكثيرة، ولا تطلع عليهم الشمس، فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ربما قرأ في الفجر سورة البقرة، وكان عمر الفاروق رضي الله عنه يكثر من قراءة سورتي يوسف والحج، وربما قرأ بسورة آل عمران، وكان عليٌّ كرم الله وجهه ربما قرأ بسورة الأنبياء، وقرأ سعيد بن جبير بسورة الإسراء.
وأشار إلى أنه نص على ذلك أيضا أبو الحسن بن الشاطر الدمشقي [ت777هـ] رئيس المؤذنين بالجامع الأموي بدمشق، وسبط المارديني [ت806هـ] مؤقت الجامع الأزهر، وأبو الحسن بن باص الأسلمي صاحب الأوقات بغرناطة، وأبو إسحاق النقاش الشهير بابن الزرقالة [ت493هـ]، وشُرّاح رسالته؛ كأبي الطيب القرطبي، وابن البناء، وغيرهم كثير وكثير، وهؤلاء كانوا هم الموقتين لصلوات المسلمين عبر القرون في شتى أصقاع الأرض، وعنهم أخذ الغرب كثيرًا من مبادئ علم الفلك.
رأى علماء الفلك
وأشار «علام» إلى أن "مركز الفلك الدولي" قد أصدر بيانًا بتاريخ 18 رمضان 1436هـ، الموافق 5 يوليو 2015م، مؤكدًا اتفاق المتخصصين على أنه لا صحة للقول بأن موعد الفجر المبين في التقاويم متقدم عن الوقت الحقيقي لطلوع الفجر الصادق.
وشدد على أن هذا الأمر مخالف تمامًا لِمَا نص عليه علماء الفلك وجرى عليه عمل أهل الهيئة المسلمين قديمًا وحديثًا؛ فإن المتقرر عندهم أن وقت الفجر دائر بين درجة (18 و19.5)، وممن نص على ذلك منهم: العلامة أبو الحسن الصوفي [ت376هـ]، والبيروني [ت440هـ]، ونصير الدين الطوسي [ت672هـ]، وقاضي زاده موسى بن محمود الرومي، والبتاني [ت317هـ]، والمجاصي.
وأستطرد: جعل الدرجة 19 ميقاتًا لأذان الفجر هو كلام مجانب للصواب؛ فإن اعتماد هذه الدرجة علامة على طلوع الفجر الصادق وهو ما اقره رئيس المؤذنين بالجامع الأموي بدمشق العلامة الفلكي علاء الدين أبو الحسن بن الشاطر، في كتابه "النفع العام في العمل بالربع التام"، ومؤقت الجامع الأزهر بالديار المصرية العلامة الفلكي سبط المارديني؛ في كتابه "الدر المنثور في العمل بربع الدستور".
موقف الأئمة والعلماء
وألقى شوقى علام، الضوء على أنه إذا أضيف إلى ذلك إقرارُ هذه الدرجة من علماء مصر طيلة هذه العقود- حيث كان علم الهيئة من العلوم المقررة في الأزهر الشريف، ولم ينكر ذلك أحد من أهل العلم والفتوى في مصر على مدى قرن من الزمان، مع توقف صلاتهم وصيامهم على صحة ذلك، وهم أئمة الأمة وسادة أهل العلم فيها- كان ذلك إجماعًا واضحًا من علماء مصر وفلكييها وأهل الهيئة فيها على صحة هذا التوقيت لأذان الفجر.
وجاء ذلك ردًا على تشكيك القائد السلفى عبد الرحمن لطفى فى موعد صلاة الفجر من خلال بيان أصدره، زاعمًا أن المصريين يصلون الفجر قبل موعده بحوالى 20 دقيقة، مؤكدا أن من من شروط صحة الصلاة العلم اليقينى بدخول وقت الصلاة.
مما دفع الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للعلوم الفلكية، للكشف عن مشاركة المعهد مع دار الإفتاء فى مشروع ضخم للتحقق من مواقيت صلاة الفجر والعشاء على مستوى جميع محافظات الجمهورية، لوقف اللغط الذى دار منذ فترة حول أن مسلمى مصر يصلون الفجر فى غير الموعد الصحيح.
وأوضح «عودة»، أن المشروع سينتهى بعد عام من الآن، أى فى 2017، مؤكدًا أن كل الاحتمالات موجودة من حيث إمكانية وجود فرق فى التوقيت من عدمه، لافتًا إلى أنه سيتم الرصد من بيئات مختلفة بمصر، وبناءً عليه ستعرض النتائج.
وأشار إلى أن المعهد يستخدم فى المشروع جهازا بتكلفة مليون وربع المليون جنيه، مشددا على أهمية هذا المشروع لإعادة القياسات مرة أخرى فى الفترة الحالية.