سنغافورة تعتزم زيادة استثماراتها في تنزانيا باعتبارها بوابة لشرق أفريقيا

الأربعاء، 15 يونيو 2016 07:32 ص
سنغافورة تعتزم زيادة استثماراتها في تنزانيا باعتبارها بوابة لشرق أفريقيا

شرعت سنغافورة في النظر بعين الاهتمام إلى أفريقيا بوصفها مقصدا استثماريا مهما، في ضوء خطة حكومية تستهدف تيسير الوصول إلى بلدان القارة وإطلاق مجموعة من المشروعات المهمة فيها، و كانت آخر المبادرات التي اتخذتها حكومة سنغافورة ، تعيينها لرجل الأعمال، تان بواي هيانج، سفيراً غير مقيم لسنغافوة في تنزانيا، الذي عبر من جانبه عن اهتمام بلاده بها قائلاً إن "تنزانيا، بتعدادها البالغ 52 مليون نسمة، يمكن أن تصبح بوابة شرق أفريقيا".

وأكد الدبلوماسي السنغافوري اهتمام بلاده المتنامي اقتصاديا وتجاريا بالتعاون مع حكومة دار السلام، قائلاً "تنزانيا واحدة من أسرع الدول الأفريقية نمواً، وتتمتع بحكومة مستقرة جدا، لذا فإن هناك العديد من الفرص المتاحة أمام رجال الأعمال والشركات السنغافورية".

وقام وزير الدولة للتنمية والتجارة والصناعة الوطنية، كوه بوه كوون، على رأس وفد كبير ضم رجال أعمال ومسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية، ووزارة التجارة والصناعة والمشروعات الدولية، بزيارة تنزانيا، في أبريل الماضي، لإجراء مباحثات موسعة مع نظرائهم في تنزانيا لبحث تقوية التبادل التجاري والروابط الاستثمارية بين الدولتين.

و هناك عدد من الشركات السنغافورية الكبرى التي تعمل في تنزانيا، أبرزها شركة "تيماسيك هولدينجز" التابعة لشركة "بافيليون إنيرجي"، وشركة "أولام الدولية". وهناك شركات أخرى من بينها شركة "إنترآسيا" للطاقة وشركتا الفنادق والضيافة "بونفيست هولدينجز" و"هوتيل بروبيرتيز".

وفي إطار مساعيها لكي تصبح شركة رائدة عالمياً في قطاع تسييل الغاز الطبيعي ولتعزيز دور سنغافورة ومكانتها كمنصة رئيسية للغاز الطبيعي في العالم، ضخت شركة "بافيليون"، استثمارها الوحيد والأكبر لها في أفريقيا بقيمة 8ر1 مليار دولار بحصة بلغت 20 في المائة في ثلاثة آبار غاز في تنزانيا.

وعلى صعيد جهود التحديث في تنزانيا، مدت مؤسسة "مشروع سنغافورة التعاون" ####IE،#### الذراع التجاري لسنغافورة بالتعاون مع مجموعة "سوبرانا إنترناشيونال" للاستشارات مساعدتها الفنية لإعداد الخطة الرئيسية لتحديث مدينتي أروشا وموانزا. كما سعت تنزانيا إلى طلب العون من المحكمة العليا السنغافورية التي تقدم مساعدتها الفنية للبلاد في الوقت الراهن في مجالات إجراءات التقاضي الإلكترونية والأرشفة.

ولفت السفير غير المقيم لدى تنزانيا في تصريحات أدلى بها أخيراً إلى أن هناك فرصاً ضخمة في قطاع الضيافة والفنادق والسياحة في تنزانيا باعتبارها موطنا لسبعة مواقع تراثية عالمية وفق تصنيف اليونيسكو من بينها جبل كاليمينجارو، أعلى جبال القارة الأفريقية، وبركان نجرونجورو صاحب أدنى فوهة في أفريقيا، وبحيرة فيكتوريا، الأعمق في القارة، و"متنزه سيرينجيتي" الوطني، أهم مقصد لرحلات السفاري في القارة.

علاوة على ذلك أشار إلى أن تنزانيا ، بما تتمتع به من سواحل ممتدة، وأراض تصل مساحتها إلى نحو 950 ألف كيلومتر مربع، وموقعها الاستراتيجي المطل على حوض المحيط الهندي، تمثل بالنسبة للقارة الآسيوية معبراً ومساراً تجاريا واستثماريا يسيراً ومميزاً إلى الدول الأفريقية.

لم يسقط الدبلوماسي السنغافوري العاصمة التنزانية من قائمة الأولويات والاهتمامات قائلاً "المدينة الرئيسية دار السلام تمثل ميناءً واعداً ومنصة لوجيسيتية، ويمكن لها أن تصبح مدخلاً مهماً وحيوياً لمنطقة شرق أفريقيا. وبوسع سنغافورة أن تدرس تطوير مناطق صناعية في تنزانيا مثلما فعلنا في سوزهو وشيناي".

ويشير مدير الشرق الأوسط وأفريقيا في مؤسسة "مشروع سنغافورة التعاون" جاياكيرشنان جوبالاكريشنان، إلى أن حكومة بلاده طلبت من الدول الأفريقية تخفيف الإجراءات المتعلقة بالتأشيرات لتسهيل السفر إليها، كما تعمل في الوقت نفسه على إبرام اتفاقات لتجنب الازدواج الضريبي لتحفيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ولتسهيل حركة الأفراد بينهما، توصلت تنزانيا وسنغافورة إلى اتفاق يقضي بإلغاء الإجراءات الخاصة بالتأشيرات بينهما، كما وقعت الدولتان على اتفاقية سماوات مفتوحة.

ويعترف جاياكيرشنان بضآلة حجم التبادل التجاري بين بلاده والدولة الأفريقية والتي لا تصل إلى نسبة 4ر1 في المائة من التجارة الإجمالية لسنغافورة، لكنه استدرك قائلا إن السنوات الثلاثة الأخيرة حققت فيها التجارة بين الدولتين نموا نسبته 12 في المائة سنوياً.

في الوقت الراهن، تشكل المنتجات البترولية المكررة والإلكترونيات وأجهزة الاتصالات الحصة الأكبر من الصادرات القادمة من سنغافورة بينما تمثل السلع الرفيعة والمنتجات الغذائية والمواد الخام أهم صادرات تنزانيا إلى الجزيرة.

ويؤكد مدير الشرق الأوسط وأفريقيا في مؤسسة "مشروع سنغافورة التعاون" أنه "بالمضي قدما فإن هناك الكثير من الفرص المتاحة أمام الشركات السنغافورية للاستثمار في الخدمات مثل الفنادق والهندسة ومعالجة المياه"، لافتا إلى أن القارة الأفريقية تعد واحدة من أسرع المناطق تحديثا على مستوى العالم.

وفي ضوء تلك الحركة المتسارعة، حسب قول المسؤول السنغافوري، تبرز الاحتياجات المتزايدة والهائلة مثل المياه والطاقة والإسكان والنقل، مشيراً إلى أن المشكلات الحقيقية التي يتعين التغلب عليها تتمثل في إيجاد الشركاء الجيدين وإيجاد نموذج الأعمال القابل للتنفيذ والعمل، لافتا إلى أن هناك سبيل أمثل وأفضل للتعامل مع الكيانات الحكومية الأفريقية، وذلك من خلال تحرك ثنائي على كلا المستويين الحكومي والفدرالي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة