أمين لجنة الدعوة بالأزهر: «الإسلام دين الرحمة والإنسانية»
الإثنين، 13 يونيو 2016 02:10 م
أقامت وزارة الأوقاف أمسية دينية بمسجد الحسين تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة، ضمن التعاون المثمر بين الوزارة، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، واستكمالا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني.
وحاضر في الندوة الشيخ محمد زكي رزق الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، وقدم لها الإعلامي خالد سعد، بحضور الشيخ عبدالخالق العطيفي مدير الدعوة بأوقاف القاهرة، والدكتور هشام عبدالعزيز، ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد، تحت عنوان "فضل الصدقة في رمضان".
وثمن الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر هذا العمل الجليل المبارك سائلًا المولى -عز وجل- لكل من فكر فيه، أو دعا إليه، أو أنفق عليه، أن يجعله في ميزان حسناته، وشكر وزارة الأوقاف، وقال: يأتي هذا في الوقت الذي احتشد أهل السوء وأهل الضلال لتفريغ محتوى شهر رمضان من مضمونه ببرامج ضالة مضلة، فيأتي مثل هذا البرنامج في المواجهة الفكرية والعود الأحمد للكتاب والسنة المطهرة.
وأكد أن الله -عز وجل- ضاعف الأجر والثواب للعمل الصالح في رمضان، فقد ورد في صحيح ابن خزيمة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ" والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
وأشار إلى أن شهر رمضان مبارك، يبارك الله فيه كل الأعمال الصالحة وعلى رأسها الصدقة، ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك قدوة وأسوة عملية، وكان أجود الناس، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجوَدَ الناسِ بالخَيرِ، وكَان أجودَ مَا يَكُون فِي رَمَضانَ حِينَ يَلقاهُ جِبريلُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكانَ جِبريلُ يَلقَاهُ ِفي كُلِ لَيلةٍ مِن رَمضانَ يَعرضُ عَليهِ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القُرآنَ، فَإذا لَقِيهُ جِبريلُ كَانَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجودَ بالخَيرِ مِن الرِّيحِ المُرسَلةِ.
وفي سياق متصل، أوضح أن الصدقة تدل على سماحة الإسلام وإنسانيته بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لَا يُؤْمِنُ أَحَد حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، مشيرًا إلى أن كلمة أخيه لا تعني فقط أخيه لأبيه وأمه، بل أخيه في الإسلام، لعموم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، فالإسلام هو دين الرحمة والإنسانية، فالصدقة على العاصي توفر له عملا شريفًا يقتات منه وينفق على أهله.
وفي ختام الأمسية أشار إلى أن للصدقة أثرًا على المتصدق وفي ذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَأنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَأن صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَتَقِي الْفَقْرَ. وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا وَقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، وَأنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً، أَدْنَاهَا الْهَمُّ».
وأشار إلى أن الصدقة تكفر الذنوب، وتطفئ غضب الرب، وتفتح لنا أبواب الرزق، وهي علاج للأمراض، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاَءِ الدُّعَاءَ ». فللصدقة آثار كثيرة على المتصدق في الدنيا ويجزل الله تعالى العطاء والمثوبة في الآخرة.