هتلر أو حرمه في البيت الأبيض !
السبت، 11 يونيو 2016 09:32 م
حيث أن الشياطين مصفدة الإ قليلا ، لأننا فى شهر الرضا والورع والتقوى والأكل والمسلسلات ، وحيث أن هذه الأجواء الاسترخائية الروحانية ، قد شملت عموم المصريين ، البشر والشوارع ، وحيث أن مساعير التجار يواصلون الحرب بلا هوادة ضد البيت المصرى ، يشنون حرب استنزاف ممنهجة مخططة ، وحيث أن شعبنا الطيب العظيم الصبور صبر الإبل لا تحوق فيه هذه العضات المسعورة ، وعلى أساس كل ما تقدم ، يمكن القول بكامل الطمآنينة أننا دخلنا محارة الأنتخة ، والغيبوبة ، والتبله( بتشديد اللام وضمها) . لا أقصد قط فقدان الرؤية والبصيرة ، كلا فنحن نرى ونبصر ونعقل لكننا نأكل كأننا فى آخر الزاد ، وحتى آخر نفس ، ونعقل أن المسلسلات من مكملات الشهر الكريم وحواشيه . خصوصا الرقص والشرب والدخان الازرق وفرقعات العاهرات...
فى ضوء هذا كله ، يحق لنا الخروج من المحيط المحيط بنا الى المحيط الأطلنطى المحيط علينا ،تطل عليه أمريكا من ساحلها الشرقى ، وتطل عليه اوروبا من ساحلها الغربى .
الرياح الواردة عبر الأطلنطى ، وبالذات من الساحل الشرقى الأمريكى تنذر بشر مستطير، فقد حسم الناخب الأمريكى فى السباق التمهيدي داخل الحزبين الجمهورى والديمقراطى ، خياراته بالنسبة لمرشحى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، وتمكن البلدوزر الجامح دونالد طرامب ، أراها بالطاء لا التاء أكثر تعبيرا عن شخصية طلوقة عنصرية مندفعة ، تمكن من جمع عدد أصوات المندوبين المطلوب للحصول على حتمية ترشيحه لخوض السباق إلى البيت الأبيض ، على تذكرة الحزب الجمهورى ، رغم حدوث انشقاق داخل الحزب ذاته بسبب تصرفات وتصريحات ترامب العنصرية الموالية بضراوة للأغنياء..
هو إذن الرئيس المحتمل للولايات المتحدة لو فاز على هيلارى كلينتون .. وهيلارى تمكنت الثلاثاء الماضى من الفوز بالعدد اللازم تقريبا لتأهيلها لخوض سباق العودة الي البيت الابيض ، رئيسة هذه المرة للولايات المتحدة ، وليست زوجة رئيس ، ايام كلينتون . وستكون أول رئيسة لأمريكا فى كل تاريخها..
إذن لدينا شخصيتن لابد أن نعرف أيهما سوف يكون الأقل شرا علينا من الآخر ؟!
اولا الشخصيتان معا ، حتى بالنسبة للناخب الأمريكى هما أسوأ ما أفرزته الظروف الاقتصادية والسياسية داخل وخارج الولايات المتحدة . دونالد ترامب عدو للمسلمين ، يكره العرب ، لايثق في المسلمين الأمريكيين ، داخل المؤسسات الامريكية ولا يثق في الاسبان ولا المنحدرين من أصول لاتينية ، وفى الأسبوع الجارى أثار أزمة قضائية كبرى حين صرح بأنه لايثق فى القاضى الذى سيحكم فى قضية ، تخص ترامب ، وهو طرف مدعى عليه فيها ، وخطورة هذا التصريح ان الحزب الجمهورى يرى فى الكتلة الاسبانية واللاتينية أصواتا هائلة تعزز الإطاحة بالديمقراطيين ، بعد ثمان سنوات عجاف ، داخليا وخارجيا ، فقدت فيهما أمريكا موقع قيادة العالم بسبب تردد أوباما وتراجعه غالبا امام خطوات قاسية حازمة قام بها الزعيم الروسي بوتين في الشرق الاوسط .. ليعزز عودة روسيا كقوة عظمى ومن المعروف أن بوتين لايحمل احتراما كبيرا لاوباما !
الغريب بالفعل ان دونالد ترامب لما أراد ان يعبر عن عدم ثقته بالقاضى الذي ينظر في قضية تخص ملياردير العقارات الأمريكى، لم يتردد فى القول بأنه لايثق أيضا فى أي قاض امريكى مسلم !
وبسبب هذه الرؤية العنصرية سيمنع المسلمين من دخول الجنة الأمريكية ، وسيقيم سورا عازلا يمنع المكسيكيين من العبور الي الاراضى الأمريكية ، ووعد بأن تتحمل المكسيك لا أمريكا تكلفة بناء السور !
في العموم لا يري الاوروبيون خيرا يرتجى من قدوم ترامب الي البيت الأبيض ، وعداؤه واضح مع دافيد كاميرون ، ومع عمدة لندن المسلم .. ويعجبه في الوقت ذاته ، اداء بوتين القوى .
رجل مثل هذا النازي الجديد هو نذير سوء ، وفصل جديد من فصول المغامرات التى سوف تستأنف على يد فصيل داعشي امريكى ،شارد عن تذكرة الحزب الجمهورى ، لكنه بالقطع سيجتذب مجانين كثيرين ، يقفزون الى جواره ، يصفقون ويلتحقون بارتال دبابات هتلر القادم !
هل يمكن لمصر ان تتفاهم مع شخصية متفجرة كهذه ، وهل يوجد قاسم مشترك أعظم أو أدنى بين دولتين احداهما زعيمة في اقليمها ، خارجة لتوها من اضطرابات ، وتعانى توابع مؤامرة كبرى على وجودها وكيانها ، والثانية قوة عظمى تتنرنح بعدما كانت زعيمة للعالم ، ترى الشمس تغرب عنها رويدا رويدا ، وتكافح للامساك بعصا الردع والتأديب للعصاة والطائعين على السواء ؟!
امر واحد يجمعنا ب " طرامب " القادم .. محاربة الارهاب ، نحاربه نحن باعتباره سلاح الخراب ، ويشوه صورة الاسلام ويقضة على القوميات والهويات ويحاربه هو باعتباره الاسلام !
................
وماذا لوجاءت هيلارى كلينتون، على تذكرة الحزب الديمقراطى نصير السود والفقراء والأقليات والشواذ؟
هي شر غبى خبيث ، بل هى أشر من الفج الواضح المسمى طرامب ! ستواصل هيلارى تنفيذ مخطط سايكس بيكو لاشعال الحريق في المنطقة ، وستركز بكل نيران الفشل الذي أحاط بها وبمخططها، على دول مصر والسعودية والخليج .. قطعة قطعة !
شخصية هيلارى من الخارج غير شخصيتها من الداخل . ترامب متفجر . عنصري . سرا جهرا . هي لطيفة مبتسمة ،و مجاملة في العلن ، وحين تتصدر المسرح والجمهورى ، لكنها متعجرفة وبذيئة اللسان مع العاملين معها . بل وصفها صحفى أمريكى هو كيسلر بالكابوس لمن حولها ..ما اذكره هنا ليس لى بالضبط ، بل هى شهادات أدلى بها افراد من طاقم الأمن الذى عمل معها يحرسها .. يقول الصحفى بالواشنطن بوست الأمريكية رونالد كيسلر انها تعاملهم بعجرفة وتعال ، وهى باردة ، ولها طباع لم تظهر فى زوجها بيل كلينتون وقت حكمه للولايات المتحدة ، ويحكى الصحفى الامريكى ان أحد حراسها ألقى عليها تحية الصباح قائلا " صباح الخير سيدتى " فردت عليه بالآتى "***F
Off"
والترجمة المؤدبة لها : غور من وشي !
أما محترفو الانجليزية والافلام الامريكية فيألفون هذا اللفظ العارى جيدا !كتب عنها كيسلر أيضا في كتاب جديد له بعنوان " السيدة الأولى" انها توزع الابتسامات ، وتتصرف بذوق وسط الجمهور ولكنها تتحول لشخصية أخرى بمجرد انصراف المصورين الصحفيين . عندئذ سترى الغضب والبذاءة والشراسة.
تلك هى السيدة التى يريدها اوباما خليفة له ، لتواصل دعم الاخوان و ومخطط تفكيك المنطقة العربية .
شيطانان ينتظراننا بالبيت الأبيض ..
أكاد اتصور أن الفائز سيكون هتلر !
فهل احتطنا لايام أسود مما مرت وجرت بنا وحولنا ؟ اشك .