ملايين المسلمين في الصين يستقبلون شهر رمضان المبارك
الثلاثاء، 07 يونيو 2016 01:03 ص
استقبل الملايين من المسلمين في الصين أمس الإثنين أول أيام شهر رمضان المبارك بالفرح والحبور؛ حيث استعد الجميع لاستقباله وإقامة شعائره بصيام النهار وأداء صلاة التراويح في المساجد ليلا.
وكان بعض القادة في الحكومة المحلية في شينجيانغ - والتي تقع بشمال غرب الصين- قاموا بزيارة معهد شينجيانغ الإسلامي أمس الأحد؛ حيث أعربوا عن تهنئتهم لمعلميه وطلابه على مقدم الشهر الكريم، كما أرسل سكرتير لجنة منطقة شينجيانغ للحزب الشيوعي الصيني تشانغ تشون شيان، التهاني للمسلمين من الجماعات العرقية المختلفة.
وكانت الحكومة الصينية أصدرت يوم الخميس الماضي وثيقة رسمية أكدت فيها احترامها التام للحريات الدينية خاصة في شينجيانغ، كما حذرت فيها من خطورة التطرف الديني على الوحدة الوطنية للبلاد وعلى الوئام والاستقرار الاجتماعي والسلام في تلك المنطقة، وعلى حياة وممتلكات المواطنين من مختلف العرقيات.
ودافعت الحكومة الصينية في الوثيقة الصادرة تحت عنوان "الوثيقة البيضاء حول حرية المعتقدات الدينية في شينجيانغ" عن جهودها لمحاربة التطرف الديني، مؤكدة أن هدفها هو الحفاظ على المصالح الأساسية للدولة ومواطنيها.
وذكرت أن الحريات الدينية في الصين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مشيرة إلى أنه يوجد في شينجيانغ وحدها نحو 24400 مسجد يعمل بهم 29000 موظف ديني، كما أن المنطقة تحتضن ثمانية معاهد ومدارس دينية، بما فيها معهد شينجيانغ الإسلامي ومدرسة شينجيانغ الإسلامية.
وانتقدت الوثيقة المتطرفين دينيا الذين يحاولون نشر نظرياتهم المتطرفة لتأسيس دولة دينية، واصفة أفكارهم المتطرفة التي يحاولون فرضها بالقوة بأنها ضد البشرية والحضارة والمجتمع والدين، ومؤكدة أن التطرف الديني يشوه ما تدعو إليه الأديان، متهمة المتطرفين بأنهم يحرفون العقائد الدينية ويخدعون العامة خاصة الشباب بأكاذيبهم وذلك في محاولة للسيطرة عليهم وتحويلهم هم أيضا إلى متطرفين.
وأشارت الوثيقة إلى أنه تحت تأثير موجة من التطرف الديني العالمي بدأ التطرف يطل بوجهه في منطقة شينجيانغ في الأعوام الأخيرة فظهرت بعض القوى المتطرفة دينيا وقامت بسلسلة من الهجمات الإرهابية العنيفة نتج عنها مقتل وإصابة الأبرياء مما استدعى الحكومة الصينية إلى القيام بحملة للضرب على يد هؤلاء المتطرفين وفقا للقانون وسعيا منها للمساهمة في الجهود الدولية لمكافحة التطرف الديني.
وتعهدت الحكومة في الوثيقة بالعمل بكل جهدها على دعم بناء الحضارة الحديثة وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التطرف وتحسين مستوى معيشة المواطنين حتى لا يقعوا فريسة للأفكار الهدامة، موضحة أن الصين تحظر أية أيديولوجيات أو أنشطة سواء جماعية أو فردية تتخذ الدين ذريعة لتقسيم البلاد ونشر الفكر المتطرف وإثارة النزاعات العرقية وتقويض الوحدة الوطنية والإضرار بالنظام الاجتماعي.
وأكدت أن القانون الصيني يحمي ممارسة الأنشطة الدينية العادية في شينجيانغ ويحترم المنظمات الدينية المعترف بها رسميا والتي تتحمل مسئولياتها في تنسيق الشئون الدينية الداخلية، وشددت على أنه لم يحدث يوما أن تمت معاقبة مواطن من مواطني شينجيانج بسبب معتقداته الدينية، متوعدة هؤلاء الذين يقومون بمخالفة القوانين أو يضرون بالحريات الدينية أو يقومون بارتكاب جرائم تحت مسمى الدين بأنهم سيلقون عقابهم وفقا للقانون.
كما كانت السلطات الصينية قد أعلنت يوم الأربعاء عزمها البدء في إجراء حملات تفتيشية على الأطعمة الحلال سعيا وراء وضع حد لسوء الاستخدام الشائع لعلامة الحلال على الأطعمة في البلاد.
ووفقا لما كانت نشرته وكالة الأنباء الصينية الرسمية نقلا عن مسئول في لجنة الدولة الصينية لشئون القوميات فإن الهيئات المحلية المعنية ستكون مسئولة عن التأكد من ضمان حظر التصديق غير الشرعي للأطعمة الحلال في المناطق التابعة لولايتها القضائية، مشيرا إلى أن اللجنة ستطور النظم والآليات المتبعة فيما يتعلق بتشديد الرقابة على الأطعمة الحلال، كما ستكافح الأطعمة الحلال المزيفة.
يُذكر أنه يوجد في الصين أكثر من 20 مليون مسلم، يتركز منهم نحو 13 مليون في إقليم شينجيانغ الذاتي الحكم لأقلية اليوغور ذات الأغلبية المسلمة، كما يعيش البعض في مناطق ذاتية الحكم ومقاطعات ومدن صينية أخرى، من ضمنها بكين وقانسو ونينغشيا.