«واشنطن بوست»: تباطؤ تقدم القوات العراقية نحو الفلوجة
الأحد، 05 يونيو 2016 03:10 م
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، الصادرة اليوم الأحد، أن الأيام الأخيرة الماضية شهدت تباطؤا من جانب القوات العراقية التي تتقدم نحو مدينة الفلوجة لطرد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي منها، بينما تسعى الميليشيات الشيعية الموالية لها –في الوقت ذاته- لدخول المدينة وحسم المعركة.
وقالت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إن تنظيم داعش كان قبل أيام قليلة يبسط سيطرته على مدينة الصقلاوية بشمال غرب الفلوجة، لكن المدينة الزراعية الخضراء وقعت منذ ساعات قليلة تحت إيدي ميليشيات شيعية قوية موالية للقوات العراقية، مما أدى إلى قطع خطوط الإمداد المتوفرة لداعش بالقرب من الفلوجة.
ورغم هذا، أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة العراقية أمرت في السابق رجال الميليشيات الشيعية بالبقاء بعيدا عن المعركة التي تدور لطرد داعش من الفلوجة، خوفا من وقوع مزيد من الاضطرابات الطائفية لاسيما وأن الفلوجة تعد معقلا للسنة العراقيين.
وأضافت الصحيفة "أن الهجوم على مدينة الصقلاوية –والذي يعد اختبارا حاسما في الحملة المدعومة من جانب الولايات المتحدة لطرد عناصر داعش من العراق- قادته قوات الجيش والشرطة وعناصر مكافحة الإرهاب العراقية.. ومع ذلك فإن تقدم القوات العراقية نحو الفلوجة قد تباطأ بشكل ملحوظ، ومعه فإن صبر قادة الميليشيات الشيعية المرابطة على مشارف الفلوجة بدأ ينفد" -على حد قول الصحيفة.
ورأت الصحيفة "أنه إن تحقق سيناريو دخول الميليشيات الشيعية إلى الفلوجة، فإن الموقف سينتج عنه مشاكل خطيرة، فقد تمكنت داعش في مطلع 2014 من الاستيلاء على الفلوجة بسهولة عندما نجحت في إشعال مشاعر الغضب تجاه الحكومة المركزية في بغداد والمؤلفة من أغلبية شيعية".
إلى جانب ذلك، أبدى قادة السنة في المحافظات العراقية المجاورة، مثل محافظة الأنبار الغربية، استياءهم وانزعاجهم من وجود الميليشيات الشيعية على مشارف الفلوجة فيما اتهمت منظمات حقوق الإنسان الدولية هذه الميليشيات بسوء معاملة السنة المشتبه في انتمائهم إلى داعش.
وفي محاولة لتهدئة غضب السنة، تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمعالجة شكاوى السنة، التي تشمل وجود مزاعم بالإهمال والتمييز من قبل السلطات.. كما أمر الجيش أغلب رجال الميليشيات الشيعية – التي تسمى بوجدات التعبئة الشعبية - بالبقاء خارج الفلوجة، بيد أن الجنود ورجال الشرطة (الشيعيين) أكدوا رغبتهم في اقتحام المدينة وطرد عناصر داعش منها.
كما لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن داعش قد تستخدم السكان المدنيين في الفلوجة - والذي يقدر عددهم بنحو 50 ألف مدني - والذين يعيشون في ظل ظروف قاسية نتيجة الحصار كدروع بشرية، لذلك فإن أي هجوم مفاجئ قد يتسبب في أضرار بالغة - حسبما حذرت الصحيفة.