« ريموت » الحكومة

الخميس، 02 يونيو 2016 04:09 م
« ريموت » الحكومة
محمد رجب



في أزمة نقابة الصحفيين وحبس النقيب يحي قلاش واعضاء مجلسه كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح مشروع اسكان الاسمرات بالمقطم ، وفيما كان الجميع مشغولا بأزمة النقابة واحتمال حبس النقيب، تسأل كثيرون لماذا لايهمس اي من مساعدي الرئيس له في أذنه ويخبره أن هناك أزمة طاحنة قد تلحق بالبلاد اذا تم حبس نقيب الصحفيين او اي من اعضاء مجلسه ، وان الرئيس – والكلام لهامسه – عليه ان يتدخل لانهاء الازمة باي شكل من الاشكال حتي لا تشتعل الامور وتتعرض مصر لمزيد من الانتقادات الدولية ، وعبر اخرين عن استياءهم من تجاهل الرئيس للازمة ، بينما حاول البعض ان يسكب البنزين علي النار
ورغم ان الازمة للصحفيين – بيجيبوا المعلومة من بق الاسد – وملوك التوقعات والتفسيرات والتخمينات ، الا ان اي منهم لم يتبادر الي ذهنه – بين من ادلوا برأيهم في موقف الرئيس- ان السيسي يعلم كل شئ ولديه كل تفاصيل بمعلوماتها الرسمية وايضا – وجهة نظر المصطبة – والغريب ايضا ان ايا لم يتوقع ان السيناريو كاملا كان الرئيس علي علم به ولديه جدول زمني بكل اجراء يتم في الازمة
الحقيقة ان ازمة النقابة مجرد مثال فقط وليس موضوعا في علاقة الرئيس بازمات الشارع ، وما يحدث بها ، وتفاصيلها ولا يتجاهل ايا منها ولا يؤجل ، او حتي يحذف من المضبطة ، فهناك فرق ومجموعات كلا منها يعمل في اتجاه معين – حول الازمة – ايا كان نوعها ، ومهما كان عدد الازمات القائمة
وهنا ايضا لااقصد الازمات بمعناها فقط وانما ايضا المشروعات وكل ما يتعلق بالشأن المصري ، فحسب الروايات وايضا التسريبات والتحليلات فان الرئيس يدير الدولة كما لو كان مديرا فنيا لفريق كرة ، يدفع بمهاجمه او مدافعه – او حتي السرد باك- اينما حل له قراره ، يستبعد اي لاعب قد لا يهواه ، او حتي من سبيل التكتيك
وايا كان من يتهم الرئيس بالتجاهل فهو مجحف ولا يتحدث الحقيقة ، غير ان التحليل مهما كان حول اداء المدير الفني – الرئيس – هو حق مهما كان توجهه سواء كان انتقادا مكتملا او توجيها او نصيحة او رفضا مطلقا للقرار المثار حوله الجدل
وعلي طريقة خبراء علم النفس ومحللي المزاج العام فان نظام الرئيس الان او الدولة تملك في يدها ريموت التحكم في شعور المصريين ايا كان وحسب رغبتها تنظم امزجة الشعب ، حسب معطيات اجهزتها من معلومات ايا كان اتجاهها لكنها في النهاية لديها استراتيجية تقاوم بها ، وتتفنن في استخدامها لامتصاص كل الصدمات
فالخميس الاول من يونية الجاري عاش المصريين فرحة غير مسبوقة واحساس بالنشوة والفخر بعد اعلان ميسترال الفرنسية انها اصبحت مصرية الهوى وتحمل اسم الخالد جمال عبد الناصر ، غير ان الاثنين السابق له شهد صبا للغضب علي الحكومة صبا ، ممزوجا بنظرات كره وحزن من فئات عاشت لحظات الم بسبب تصرفات الحكومة الغير مبررة سواء بسبب حبس الصحفيين ، او الشباب ، او الفلاحين مع القمح ونقص مياه الري ، او فضيحة نيروبي المفبركة ، او البلطجة علي المحامين ، او فساد الصحة ، او حرائق المحافظات ، ونزيف الاسفلت او انفلات الاسعار
لكن المحزن ان امتصاص ازمات الشارع بمشروعات او صفقات او قرارات ، جميعها تأتي كردود أفعال تتخذها الدولة وفق رؤيتها وليست حسب الحاجه ، فالمسكنات وحدها المخصص الوحيد للازمات ، ام العلاج فيأتي لمشروعات او قرارات غير متلامسة علي الاطلاق مع رغبات الشعب ، وهنا تكون الازمة في توجيه المعلومات ، والتي تطلب لعلاج الازمات وليس لتحقيق الاحلام وتصل في النهاية باتجاه غير المطلوبة من أجله
فالتفاصيل موجودة والمتابعة ايضا ، لكن التنفيذ يكون في دولة او منطقة اخرى ، هنا يأتي المطلب الاوحد : احسنوا اختيار مستشاريكم ، فمثلهم من ساقوا رؤسائهم واولياء نعمتهم الي الجحيم ، وذهبوا بانفسهم ومصالحهم الي الهاوية ، ازماتنا يعرفها الجميع ، لاتحتاج الي تقارير كاذبة ، او منتفعين معدومي الضمير ، فحلم الزعامة والعظمة يأتي من تلاحم الشعب وليس شرذمته كما هي الان

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق