واشنطن بوست: أمريكا تدعم الأكراد ضد «داعش» في سوريا
الخميس، 02 يونيو 2016 03:38 م
سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم الخميس، الضوء على تجاهل الولايات المتحدة لتركيا، ودعمها للأكراد في حملة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، أن "قوات سوريا الديمقراطية" المشكلة من الأكراد والعرب، والمدعومة من جانب الولايات المتحدة تقدمت باتجاه بلدة عبور مهمة بالنسبة لداعش في سوريا، أمس، متجاهلة المعارضة التركية لمشاركة الأكراد في عمليات تهدف لاستعادة المنطقة الحيوية استراتيجيا.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث العسكري باسم الجيش الأمريكي الكولونيل كريس جارفر قوله إن قوات كوماندوز أمريكية ترافق القوى الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد أثناء توجههم إلى الشمال صوب مدينة منبج الأثرية، بدعم من الضربات الجوية الأمريكية المكثفة، في إطار هجوم يهدف إلى استعادة البلدة الواقعة في محافظة حلب.
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن مدينة منبج تقع على الطريق الرئيسي الذي يستخدمه المقاتلون الأجانب في السفر عبر الحدود التركية للانضمام إلى داعش في معقله بمدينة الرقة شمال سوريا، موضحا أن استعادة هذه المدينة سيقطع طريق الإمداد الحيوي ويعزل مقاتلي داعش، وبالتالي يزيد الضغط على التنظيم الإرهابي في الرقة.
واستدركت قائلة إن هذا الهجوم يهدد أيضا بإشعال غضب تركيا، التي كررت هذا الأسبوع معارضتها لاستخدام قوات الدفاع الذاتي للسيطرة على المنطقة ذات الأغلبية العربية، لافتة إلى أن وحدات حماية الشعب الكردي تهيمن على قوات الدفاع الذاتي، وأن هذه الوحدات تربطها علاقات مع حزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية من جانب الولايات المتحدة وتركيا.
في السياق ذاته، نسبت الصحيفة الأمريكية إلى مسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قولهم إن مقاتلي قوات الدفاع الذاتي الذين يتقدمون صوب مدينة منبج، هم في الغالب من العرب، وأن وحدات حماية الشعب الكردي وافقت على عدم الاحتفاظ بالسيطرة على المدينة بعد استعادتها وتسليم إدارتها لسكانها المحليين من العرب، فيما قدر جارفر نسبة العرب في القوات المتقدمة بأنها تتراوح من 80 إلى 90 في المئة.
بيد أن وحدات قوات الدفاع الذاتي التي تقاتل في ميادين أخرى غالبيتها كردية، واعترف أحد المسئولين الأمريكيين - الذي لم يكن مخولا لمناقشة القضية علنا - بأن الأكراد هم "القوة المقاتلة الرئيسة" في وحدات قوات الدفاع الذاتي السورية، وعلينا ألا نتوهم غير ذلك".
ورغم مزاعم البنتاجون بموافقة تركيا على العملية، صرح المسئول الأمريكي بأن الأتراك غير سعداء بذلك، فيما رفض مسئولون أتراك التعليق على الأمر، حسبما أفادت الصحيفة الأمريكية.
واعتبرت «واشنطن بوست» أن الهجوم الأخير يشير إلى التخلي عن الجيش السوري الحر على الأقل في الوقت الراهن الذي لطالما اعتمدت عليه الخطة الأمريكية - التركية، لتنسيق عمليات استعادة الجيوب الخاضعة لسيطرة داعش في مدينة حلب السورية.