بالفيديو والصور.. 5 محاصيل مصرية تأثرت بـ«سد النهضة».. جفاف منابع الصرف بكفر الشيخ ينذر بكارثة في محصول الأرز..«الذرة الشامية» تتضرر بنقص المياه بمصارف المولي.. «الطماطم والقطن» ضمن القائمة

الأحد، 29 مايو 2016 03:29 م
بالفيديو والصور.. 5 محاصيل مصرية تأثرت بـ«سد النهضة».. جفاف منابع الصرف بكفر الشيخ ينذر بكارثة في محصول الأرز..«الذرة الشامية» تتضرر بنقص المياه بمصارف المولي.. «الطماطم والقطن» ضمن القائمة
هشام صلاح


مشاهد مأساوية باتت تلوح في الآفق ما بين الفنية والآخرى صرخات مدوية للعديد من الفلاحين تنادي بحناجر مذبوحة بضرورة توفير مياه الري في المصارف، حتى يتمكنوا من ري محاصيل وزراعات تشكو عطشها لخالقها.

ترصد "صوت الأمة" 5 زراعات تأثرت بنقص مياة الري

الذرة الشامية

تعانى قرية «جلال الشرقية»، التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، كارثةً حقيقية، حيث يرقد الفلاحون تحت رحمة قطرات المياه ليعود «الفأس» و«الأرض» للعمل والزراعة، ويبدأ الفلاحون موسمًا زراعيًا جديدًا يتبعه حصاد رزقهم، هذا هو حالهم في المحافظة البائسة المتضررة من قطع المياه، وندرتها".

وبات الفلاحون يستغيثون لحل مشكلة مياه الري، التي أصبحت عائقًا حقيقيًا أمام الزراعة، وذلك بعد أن قاموا بزراعة أراضيهم بمحصول الذرة الشامية منذ 7 أيام، إلا أنهم فوجئوا بجفاف مصرف المولي المتفرع من ترعة السواحلية من المياه، مؤكدين عدم وجود ماكينات رفع للإستعانة بها.


وأوضح عبد العزيز أحمد، أحد الفلاحين بالقرية قائلا ً: إنه لا يوجد قطرة ماء في الترع لري الأرض التي أوشكت على الجفاف، بسبب قلة منسوب المياة، مؤكدًا: «كل الأراضي ضربها العطش مع بدء الموسم الصيفي موسم الذرة الشامية، وذلك بسبب نقص المياة في الترع، مما يهدد بموت المحصول، وتكبد الفلاح البسيط- الذي لاحول له ولا قوة- للخسارة الكبيرة التي تقصم ظهره».


ويقول شافعي الخطيب، فلاح، إن البذرة التي تم زراعتها أوشكت علي التعفن، بسبب ندرة المياه وعدم الري، مشيرًا إلى أن المحصول عندما تمت زراعته كانت الأراضي لم تروى منذ أيام طويلة.


الأرز
وعلى شاكلة الذرة تعرض محصول الأرز للتلف والهلاك بسبب جفاف المياه فى الترع المغذية للأراضى الزراعية، وذلك فى مدينة شبراخيت، التابعة لمحافظة البحيرة، رغم أن محصول الأرز فى احتياج شديد للمياه التى منعت من الوصول إلى الأراضى فى هذه المرحلة لخطورة الموقف الذى ينذر بوقوع كارثة.

وتشهد محافظة كفر الشيخ مأساه، بعد أن جفت الترع ومنابع الرى وتلف محصول الأرز، وباتت الأراضى الزراعية نقمة على الفلاحين، وبات الفلاحين يتصارعون على الاستعانه بجرارات المياة لرى الأراضى لإنقاذ ما يمكن إنقاذة.

«المبيدات بقت بأسعار عالية وكأنها مخدرات، والفلاح مش لاقى يأكل».. بهذه الكلمات استهل أحمد حسنى، احد فلاحى مركز الحامول حديثه، مضيفا:«خلاص الفلاح بقى ضحية كل حاجة فى البلد، القمح معرفناش نبيعه ولا نورده للشون علشان الوسايط».

فى السياق ذاته قال أحمد عبدالله، احد مزارعى مركز سيدى سالم:«الخراب حل علينا، وملناش دخل غير الأرض، نعمل إيه ناكلوا طين ياناس».

وأضاف: «الأرض كل حاجة بالنسبالنا ومعندناش مصدر رزق غيرها، لكن راحت خلاص بسبب عدم وجود مياه رى، بقينا بنأجر جرارات مياه شرب علشان نروى أراضينا لكن دون جدوى».

من جانبهم قال يحى صلاح، احد فلاحين: «الأرض عطشانة وبيوتنا خربانة والحكومة فى وادى تانى خالص».

وتابع: «إنتخبنا أعضاء مجلس النواب علشان يقفوا معانا وينصفوا الفلاح لكن كنا غلطانيين، مشوفناش حد استجوب رئيس الوزراء ولا وزير الرى وإتكلم عن مشكلة نقص المياه والترع الجافة والخالية منها».

وأردف: «الناس ليها حق تبيع الأرض الزراعية على أنها مبانى علشان خلاص مبقتش تجيب محاصيل، وحتى لو جابت بتتباع بسعر قليل وبيحتكرها التجار والفلاح بيبقى الضحية،مشيرًا لاى ان الكثيرون فضلوا بيع اراضيهم بعد فشلهم فى إطعام أبناءهم».

أما محصول الأرز فى الفيوم فله قصة اغرب من خيال أي مؤلف أو قاص، فلم يجد محافظ الفيوم الأسبق الدكتور جلال مصطفى السعيد، حلا لتوفير مياه الري إلا منع زراعة الأرز، وعجزت المحافظة عن الحفاظ على مقننات 70 ألف فدان كانت تزرع أرز، ذهبت إلى محافظة أسيوط.

وأدى منع زراعة الأرز إلى توقف 50% من الأراضي الزراعية في مركزي الفيوم وإطسا عن الزراعة؛ لأن هذه المساحات لا تصلح إلا لزراعة الأرز فقط وهذا أدى بدوره إلى نقص المحصول في المحافظة وتبعه مشكله نقص أرز البطاقات التموينية.
ويستغيث أهالي مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، من نقص مياه ري الأراضي الزراعية، مع بداية موسم زراعة محصول الأرز في فصل الصيف، مؤكدين بداية ظهور أزمات نقص المياه بسبب أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي.

وتعد محافظة الدقهلية واحدة من أكبر وأهم محافظات الجمهورية في زراعة الأرز، وبنقص المياه تتأثر آلاف الأفدنة؛ حيث أصبحت معظمها مهددة بالبوار، وموت زراعتها عطشًا بعد دخول مصر في مرحلة الفقر المائي بسبب أزمة سد النهضة، وما تبع ذلك من تفاقم في مشكلة نقص مياه الري، وعدم وصولها للترع والقنوات الفرعية بشكل منتظم.

ويؤكد “عبدالحميد. د” أحد الفلاحين، أنه يعمل بالزراعة أبًا عن جد، ولكنه لم ير الترع خالية من المياه بهذا الشكل من قبل، وأكد أنه جهز الأرض منذ خمسة عشر يومًا، وينتظر المياه حتى يقوم بالزراعة.


الطماطم

وتشهد قرى الرقة والعطف بمركز الوسطى، والقطورى التابعة لمحافظة 6 أكتوبر حالة من الاستياء بسبب ندرة مياه الرى، فضلا عن حدوث مشاجرات وصراعات بين المزارعين على أسبقية الرى، وتبدو المشكلة واضحة بقرية القطورى، والتى يقوم عدد كبير من أبناء بنى سويف باستئجار تلك الأراضى وزراعتها طماطم، وقد أدى عدم وصول مياه الرى لتلك الأراضى منذ ما يقرب من 15 يومًا وأيضا قيام المزارعين بردم الترع والمصارف لاحتكار المياه ومنع وصولها إلى الأراضى المجاورة إلى تهديد مئات الأفدنة بالتلف.


ويقول خالد السيد "مزارع"، إنه يوجد مئات الأفدنة مزروعة بالطماطم بقرية السعودية والقطورى وزاوية أبو سويلم وأثمرت هذه المزروعات إلا أن ندرة المياه وانعدامها أحيانا أدى إلى نضوج المحصول وتأخر حصاده، فضلا عن تعرضه للتلف، مما سيؤدى إلى ارتفاع سعر الطماطم إلى 20 جنيها للكيلو.


ويقول محمد أحمد "أحد المزارعين"، لم يتبق سوى 3 أيام لجمع محصول 5 أفدنة طماطم ومياه الرى لم تصل إلى الأراضى منذ 15 يومًا وأوشك المحصول على الهلاك، لذلك يجب زيادة منسوب المياه بترعة الجيزاوية من ناحية قنطرة اللاهون، وأشار إلى أنه أنفق مبالغ طائلة على الأرض الزراعية وأن ندرة المياه بهذه الصورة لم تحدث حتى خلال السدة الشتوية.


ومن ناحيته، أكد أحد مسئولى الرى ببنى سويف أن هناك أراضى خارج الزمام تم عمل محاضر لها إلا أن أصحاب تلك الأراضى قاموا بصرف آلاف الجنيهات لزراعة تلك الأراضى دون أن يحصلوا على أى حصة من مياة الرى، وأن مديرية الرى قامت بإزالة عشرات ماكينات الرى التى تستعمل لسحب المياه وقام المزارعون باستخدامها مرة أخرى.


القطن

كانت الفيوم منذ عشرين عامًا تعد محافظة زراعية، حتى تحول أكثر من نصف أراضيها إلى صحراء جرداء بسبب نقص مياه الري في نهايات الترع والمساقي بمراكز أبشواي ويوسف الصديق طامية واطسا وسنورس، ويستثني من هذه المعاناه مركز الفيوم لوجود أكثر من 80% من القرى التابعة له على ضفتي بحري يوسف وحسن واصف المصدر الأساسي لمياه الري بالمحافظة.

وكانت المحافظة تزرع القطن طويل التيلة، الذي يعتبر عصب الحياه بالنسبه للفلاح كما أن موسم جني القطن يعتبر موسم الأفراح كما هو حال القريه المصريه والفيوم إحدى محافظاتها إلا أن سوق القطن تلاشت بسبب نقص مياه الري الذي أجبر المزارعين على عدم زراعة القطن طويل التيلة الذي يحتاج إلى الري بالغمر على فترات قصيرة، بالإضافة إلى انخفاض الأسعار بسبب رداءة المنتج بعد تبديل بذرة القطن طويل التيلة بقطن متوسط وقصير.


ولم يقتصر الانهيار على القطن فقط بل امتد إلى محصول المانجو بعد أن تعرضت الحدائق في قرى السيليين وفديمين ونقاليفه والتوفيقية إلى موجة من العطش بسبب نقص مياه الري وتحولت الفيوم من محافظة الفاكهة إلى محافظة مستهلكة للفاكهة والخضار.


قصب السكر

"نفسنا مسئول يهتم بينا ويسعى على حقوقنا.. مصانع السكر أخذت محصول القصب ولم تصرف لنا مستحقاتنا.. الأراضي الزراعية تعاني نقص مياه الري وتهددها بالبوار.. الديون بقت متلتلة ".. هذا هو لسان حال العديد من مزارعي القصب في مركز أبو تشت شمال قنا عن أوجاعهم ومشاكلهم الموسمية التي تطفو على السطح مع بدء زراعة محصول القصب حتى توريده للمصانع.

وتحتل محافظة قنا، المركز الأول كأكبر مساحة مزروعة بمحصول القصب التي تبلغ 120 فدانًا، وهي تمثل 65٪ من جملة المساحة المزروعة على مستوى الجمهورية بحسب إحصائيات مديرية الزراعة بقنا.

ويشير فتحى صديق، مزارع، إلى أن زراعة القصب "كانت من أهم الزراعات في الصعيد على مدى سنوات طويلة ومزارعيها كانوا أفضل حالًا، ولكن الآن أصبحوا مديونين وبالكاد قادرين على توفير مستلزمات الزراعات الجديدة".

وأوضح صديق، أن من ضمن الأزمات التي تسبب عبئا على الفلاحين هي نقص مياه الري في الترع الفرعية، والتي تبدأ من شهر أبريل وتستمر حتى أغسطس، وسط رفض مديرية الري بتطهير الترع الفرعية أو الصغيرة.


وبين أن الأزمة تلزم الفلاحين بالري كل 25 أو 30 يومًا على الرغم من أن المحصول يجب أن يتم ريه كل 10 أيام، قائلًا: "هناك أزمة بين ري أبو تشت ونجع حمادي وكل منهم يقول لنا أنت تتبع الآخر وهو ما يجعلنا نتوه بينهما".

وفي نهاية المطاف هناك تساؤل يطرح نفسه: هل الدولة أعلنت رفع يديها عن هؤلاء البسطاء من الفلاحين في كارثة نقص مياه الري بالترع والمصارف ليل نهار دون النظر إليهم، وهلاك أرضهم وزرعهم؟!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق