الجيش السوادنى يزعم تسلمة «حلايب وشلاتين».. «عمر البشير»: الوثائق والتاريخ يثبت ملكيتنا لهم.. «عبد المحمود عبد العليم»: لانريد التصعيد عسكريا.. و«الخارجية المصرية» ترد: مصريتان ولن نلجأ لمجلس الأمن
الجمعة، 27 مايو 2016 07:57 م
رغم تأكيد مصر وبريطانيا عام 1899 بأن منطقة حلايب وشلاتين مصرية 100%، لا تزال السوادن تقدم حجج واهيه لتثبت أن حلايب سوادنية، قامت أحد قنواتها بنشر فيديو على قناة «news»، تزعم من خلاله تسلم الجيش السوادني منطقة حلايب وشلاتين، وإعلانها ولايه من ولايات البحر الأحمر، على حسب زعمها.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير، عبر الفيديو المزعوم، إن الأرض المتنازع عليها مع مصر سودانية، وإن حكومته لن تتنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية، مؤكدًا البشير، أن الوثائق والتاريخ يثبتان أن مثلث حلايب، الذي تديره مصر منذ تسعينيات القرن الماضي، سوداني.
وترصد «صوت الأمة»، في تقريرها تصريحات الجانب المصري والسوادني حول الأزمة.
الخارجية السوانية «حلايب أرضنا»
قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في تصريحات لـ«بي بي سي»، إن حلايب وشلاتين أرض سودانية، ولن نتخلى عن حقوق سيادتنا على مثلث حلايب، مؤكدا:«اتخذنا الإجراءات القانونية والسياسية بما يحفظ حقوقنا».
«زين العابدين» يزعم باستلاء مصر على حلايب
وفي نفس السياق زعم أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الدكتور الطيب زين العابدين، إن مصر استولت على منطقة حلايب عام 1995 عندما أرسلت جيشها إلى المنطقة، وكاد الأمر يؤدي إلى اشتباك بين الجيش السوداني الموجود فيها وبين الجيش المصري الذي جاء ليسيطر عليها، لكن السودان لم يرد فتح جبهة أخرى مع مصر، حيث إنه كان محاصرا سياسيا ودبلوماسيا وكانت حركة التمرد في جنوب السودان على أشدها.
سفير السوادن في مصر «لا بد من الحل»
قال السفير عبد المحمود عبد العليم، سفير السودان فى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن قضية النزاع بين مصر والسودان على منطقة حلايب «لا بد أن تحل»، مؤكدا أن النزاع بين القاهرة والخرطوم على منطقة حلايب قديم ومستمر منذ عدة عقود، قائلًا:«نحن لا نريد تصعيدا سياسيا أو عسكريا لهذا الأمر، ولكن لا بد أن يحسم هذا الأمر».
صحيفة «سودان تريبيون» تطالب الإمارات بوقف الدعم لـ«مصر»
وطلبت الحكومة السودانية من الإمارات وقف دعمها لأي مشروعات تنموية تقيمها الحكومة المصرية فى مثلث حلايب وشلاتين، وعلى رأسها محطات الطاقة الشمسية بذريعة أن المشروع يقع فى أرض متنازع عليها.
ووفقًا لما نقلته صحيفة «سودان تريبيون» عن مسئول بوزارة خارجية السودان، فإن الخرطوم طلبت من أبوظبى رسميًا وقف دعم أي مشروعات فى المثلث المصري، لكن الصحيفة لم تذكر شيئًا عن رد الإمارات على هذا الطلب.
الخارجية المصرية
وعلى الجانب الآخر، أكدت وزارة الخارجية في موقف حاسم وواضح على أن منطقة حلايب وشلاتين أراضي مصرية وأنها لن تتفاوض، ولن نلجأ للتحكيم الدولى ومجلس الأمن.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن حلايب وشلاتين أراض مصرية وتخضع للسيادة المصرية، وليس لدى مصر تعليق إضافى على بيان الخارجية السودانية.
محلل سياسي
قال الدكتور جمال أسعد المحلل السياسي، إنّ هذه القضية أصبحت بالنسبة للسودان ترتبط بظروف داخلية لديهم مثل معركة مع المعارضة أو انتخابات داخلية، حيث يتم استعمالها لإثارة عواطف الشعب السوداني، حسب قوله.
وأضاف أسعد أنّ الحدود المصرية تقع عند خط عرض 22 جنوبًا وبالنظر إلى الخريطة المصرية نجد أن حلايب وشلاتين تقعان داخل مصر، موضحا أن أنّ النظام السوداني لن يكف عن إثارة هذه القضية، معتقدًا أنّه إذا تأزم الموقف سيتم تحويل القضية للتحكيم الدولي.
رفعت السعيد: التفاوض يعني التغيير في الاتفاقيات
قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المكتب الاستشاري لحزب التجمع، إن الحديث عن التفاوض بشأن حلايب وشلاتين يعني التغيير في الاتفاقيات الدولية، ابتداء من عام 1892، والتي كان الحد الفاصل فيها هو خط 22 الفاصل بين الأراضي المصرية والسودانية.
رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية
قال الدكتور سمير راغب المحلل السياسي، ورئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، إن أزمة حلايب وشلاتين بدأت منذ عام 1958 وكثيرا ما تطفو على السطح كلما وقع خلاف في وجهات النظر بين الجانب المصري والسوداني.
وأكد راغب، ليس لدى السودان أي دلائل حول اعتبارها أرض سودانية، فكل الشواهد التاريخية والجغرافيا والسيادة والواقع أيضا يثبت أنها أرض مصرية.
وأشار رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، إلى أن النظام السوادني معروف للجميع انتماءه أيدلوجيا لجماعة الإخوان، مضيفا أن هذه التصريحات هدفها إحداث حالة من البلبلة قبل ذكري ثورة يناير.
عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية
أوضح عمرو على، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، أن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير، حول أحقية السودان في حلايب وشلاتين، ورفعهم الأمر لمجلس الأمن، جاءت ليحمي نفسه داخليًا، نتيجة الضغوط التي تُمارس عليه هناك، مؤكدًا أن السودانيين يعيشون في «وهم» أحقيتهم في المنطقة.
وأضاف على: «أن البشير يعلم جيدًا، أنه في حالة تدويل القضية، أو حتى اللجوء للتحكيم الدولي، ستكون وثائق الاحتلال الإنجليزي بعد فصل السودان عن مصر هي الفيصل، تمامًا مثلما حدث في التحكيم الدولي في طابا».
رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل في مركز الأهرام
في المقابل اعتبر رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل في مركز الأهرام هاني رسلان، لـ«بي بي سي»، أن حلايب جزء من التراب المصري ولا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال.
وأضاف أن الخلاف بشأن حلايب ظل مجمدا منذ عام 1958، ولكنه أثير عمدا عام 1992 بواسطة نظام الإنقاذ ذي المرجعية الإخوانية، مؤكدا أن القوات المصرية دخلت حلايب بعدما أصبح السودان "مصدرا وممولا للإرهاب"، وبعد أن عانت مصر من الإرهاب الممول من طرفه وانتقلت للسيطرة على أراضيها، حسب تعبيره.
واعتبر رسلان أن تهمة إساءة السلطات المصرية معاملة السودانيين في مصر «همة مفبركة ومصطنعة»، وقال إن مصر والسودان «بلدان شقيقان ولا بد من أن يسعيا إلى حل بشأن حلايب يرضي الطرفين، رغم قناعتي الشخصية كباحث بمصرية حلايب».
وتعبر منطقة حلايب وشلاتين، مثلث يقع على الطرف الإفريقى للبحر الأحمر، تبلغ مساحتها حوالى 20.5 كم2،توجد بها 3 بلدات كبرى هى حلايب وأبوالرماد وشلاتين وتتبع المنطقة مصر إداريا بحكم الأمر الواقع يطلق عليها أحيانا المنطقة الإدراية لحكومة دولة السودان، ينتمى أغلب سكان المنطقة إلى إثنية “البجاة” الذين يقطنون المنطقة بين البحر الأحمر ونهر النيل، قبليا يتوزع سكان المنطقة بين عدة قبائل هى لقبائل البشاريين والحمدأواب والشنيتراب والعبابدة.