«العرابي»: الدبلوماسية البرلمانية لم تنضج بعد في مصر
الخميس، 26 مايو 2016 12:49 م
أكد السفير محمد العرابي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، على أن فكرة عقد "ملتقى دولي حول التحديات الجديدة للدبلوماسية البرلمانية" هي فكرة جديدة من نوعها وغير معتادة، ليس في مصر أو الجزائر فقط بل فى العالم كله، مشيرًا إلى أنه لم يسبق عقد ندوات دولية تطرقت لهذا الموضوع، معربًا عن سعادته بهذه الفكرة التي سبق وطرحها فى العديد من المناسبات.
وقال السفير محمد العرابي، في تصريح أدلى به لوكالة أنباء الشرق الأوسط: إنه عرض على المشاركين في الملتقى الدولي الذى إستضافته الجزائر فكرته عن الدبلوماسية البرلمانية، مشيرًا إلى أنه ينبغي أن يكون لها 4 وظائف: الأولى تمهيد الطريق للدبلوماسية الرسمية في بعض الأحيان بمعنى أنه عندما تكون هناك رغبة فى فتح طريق مع دولة كانت الأمورمعقدة معها، يمكن إيفاد الدبلوماسية البرلمانية فى البداية لتمهيد الأجواء للدبلوماسية الرسمية.. أما الوظيفة الثانية فهي لابد أن تكون شبكة أمان للعلاقات بين الدولتين، فعندما يحدث توترا للعلاقات بين بلدين يمكن للدبلوماسية البرلمانية أن تلعب دورا لتلطيف الأجواء.
واستطرد السفير العرابي قائلًا: إن الوظيفة الثالثة التي ينبغي أن تقوم بها الدبلوماسية البرلمانية هو تقديم الدعم للمفاوض سواء كان القبول أو الرفض للموقف محل التفاوض.. أما الوظيفة الرابعة والأخيرة فهي المطالبة في بعض الأحيان بتحسين صورة الدولة، إذ يفضل أن يكون تحسين صورة الدولة من طرف أناس ليسوا بموظفين تقليديين.. وتحسين صورة الدولة سيكون أقوى إذا كان مصدره أطرافا غير تقليدية وبطريقة غير مباشرة، أطرافا لا تمثل الحكومة وبالتالي عندما تأتي من البرلمانيين يكون لها تأثير اكبر وقوة نفاذ أكبر.
وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان أنه تم خلال الملتقى الدولى أيضا التطرق إلى تأثير الدبلوماسية البرلمانية فى الدبلوماسية المتعددة الاطراف واصفًا هذا الموضوع بالمهم، مشيرا إلى أهمية مساهمة الدبلوماسية البرلمانية فى اجتماعات الجمعية العامة واجتماعات المنظمات الإقليمية.. وقال: إن التواجد البرلمانى فيها سيكون أمرا مفيدا لفاعلية السياسة التي تقوم بها الدبلوماسية الرسمية... معربا عن إعتقاده أن غالبية الدول المشاركة في الملتقي كان لديها نفس التلاقى في الفكر.
وأوضح السفير العرابي، أن الدبلوماسية البرلمانية تختلف من مكان لآخر حسب نظام الدولة، فإذا كان نظام الحكم برلمانيا فإن الدبلوماسية البرلمانية تكون أكثر قوة وأكثر تأثيرا أى أنها تؤثر فى السياسة الخارجية للدولة على خلاف نظام الحكم الرئاسى الذى يكون فيه تأثير الدبلوماسية البرلمانية أضعف.. واستشهد بدولة مثل الولايات المتحدة حيث نجد أن للكونجرس ولمجلس الشيوخ تأثيرا مباشرا على توجهات السياسة الرسمية ولايقتصر دورهما على القيام بدبلوماسية برلمانية.. وبالتالي كان التواجد فى ملتقى الدبلوماسية البرلمانية مفيدا فى تبادل الخبرات نظرا لاختلاف النظم السياسية بين المشاركين في الملتقى.
وعن التحديات التى تواجه الدبلوماسية البرلمانية، قال الدبلوماسي المصري: إن هناك تحديات عامة مشتركة يواجهها العالم مثل الارهاب والنقص في التنمية والفقر في بعض الأماكن وهى تحديات تحد من رفاهية ان يكون هناك دبلوماسية برلمانية.. وهناك تحديات خاصة بمدى قبول الدول لأن يكون هناك اسهاما برلمانيا فى تحركاتها الخارجية... كما أن اختلاف العقيدة السياسية والتوجهات السياسية من دولة لاخرى تجعل التلاقى البرلمانى أحيانا ليس سهلا.. فالتشابه فى النظام السياسى يحقق قدرا اكبر من التلاقى مشيرا إلى أن أول تحدى هو الاختلافات العقائدية القوية فى النظم السياسية الحاكمة بحيث تؤثر على فكرة ان يكون هناك انسجام وتلاقى رؤى مشتركة بين البرلمانيين.
وعن دور الدبلوماسية البرلمانية فى تعزيز السلم والأمن الدوليين، قال: إن الدبلوماسية البرلمانية لها دور كبير لأن البرلمانيين ممثلين لشعوبهم ومعبرين عن نبضه وبالتالى عند التعبير عن الارادة الشعبية في ضرورة إرساء السلام وضرورة أن يكون هناك فرصة للتنمية الحقيقية، سيكون ذلك دافعا وحافزا للحكومات ان تلتزم بإرادة الشعب.. فقوة البرلمانيين تكمن فى تمثيلهم لنبض الشعب وهذا النبض يمكن ان يكون قوة ضاغطة على الحكومات بحيث تلتزم بمفاهيم معينة خاصة بالاستقرار والسلم والأمن والتنمية.
وعن الفرق بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية البرلمانية، قال: إن الدبلوماسية البرلمانية بها مساحة كبيرة من الحرية، حرية فى التعبير عن معتقدات البرلمانى وتوجهاته أما الدبلوماسية الرسمية فهى مقيدة إذ يتم التقيد فيها بألفاظ معينة ولايكون هناك مسعى لتأزيم الاوضاع مع الدول بل هناك مساعى للبناء دائما.. الدبلوماسية البرلمانية بها حرية.. معتبرًا أن ذلك جزءا من توزيع الأدوار مع الدبلوماسية الرسمية إذ عندما لاتتمكن الدبلوماسية الرسمية من انتقاد موقف دولة ما فتوكل الأمر للدبلوماسية البرلمانية.
يذكر أن السفير محمد العرابي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب ووزير الخارجية الأسبق يزور الجزائر منذ امس الأول للمشاركة فى الملتقى الدولى الذي نظمته لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبى الوطنى على مدى يومين حول "التحديات الجديدة للدبلوماسية البرلمانية"