ارتفاع الأسعار تطفىء فرحة قدوم رمضان بالمحافظات.. «الشوادر» تشهد حالة غليان بين المستهلكين والتجار.. زيادة 40 % عن الأعوام الماضية.. أصحاب المحال: «مالناش زمب».. والمواطنين:«ما باليد حيلة لازم نشترى»

الخميس، 19 مايو 2016 07:22 م
ارتفاع الأسعار تطفىء فرحة قدوم رمضان بالمحافظات.. «الشوادر» تشهد حالة غليان بين المستهلكين والتجار.. زيادة 40 % عن الأعوام الماضية.. أصحاب المحال: «مالناش زمب».. والمواطنين:«ما باليد حيلة لازم نشترى»
صورة تعبيرية
هشام صلاح

بشغف شديد ينتظر المصريين قدوم شهر رمضان الكريم، حيث اعتادوا على معايشة الجو الروحانى وتلاوة القرآن الكريم، الكل سواء أكان غنى أم فقير يحرص على شراء مستلزمات الشهر، وبرغم ماتعانى منه الأسر المصرية من أزمات إقتصادية طاحنه، إلا أنهم يحرصون على الشراء بكميات كبيرة.

وأجرت «صوت الأمة» جولة ميدانية فى عديد من المحافظات لترصد خلالها حال الشوادر.

التجار: الحال واقف

الساعة تدق التاسعة صباحًا، حيث تشهد منطقة السيدة زينب، بمدينة القاهرة، حشود من شوادر الفوانيس بألوانها المبهرة وأحجامها وأشكالها المختلفة، وفى الوقت الذى يتكالب فيه المواطنين للشراء الجميع يكتفى فقط بالسؤال عن الأسعار.

قال رضا عثمان، أحد بائعى الفوانيس بميدان السيدة زينب، إنه بدأ عرض بضاعته منذ أكثر من أسبوعين تقريبا، ولكن بدون جدوى فى ظل ضعف حركة البيع والشراء، متسائلًا: «كيف سأوفر لقمة عيشى؟»، متوقعا قله إقبال المواطنين على الشراء لزيادة الأسعار، مشيرا إلى أن أسعار الفوانيس أرتفعت بصورة كبيرة هذا العام.

وأشار «عثمان» إلى أن سعر الفوانيس الصاج وصل سعرها نحو 220 جنيه للصغير، و800 للحجم الكبير التي تستخدم في أغراض الزينة، كما وصلت أسعار الفوانيس الخشبية إلى 100 جنيه، أما الفوانيس الصينى الفوفورجية فيصل سعرها إلى 500 جنيه.

أسواق الياميش بمدينة دمياط

على الأرض ألقوا أجولة الياميش، وبجانبها بترينات متهالكة لبعض المواد الغذائية، كان من الطبيعى أن نقتحم السوق، لنرى محال ياميش رمضان فى أبهى صورة.

الأمر لا يختلف كثيرًا عما سبق ذكره، فشهدت الأسعار إرتفاعا ملحوظًا هذا العام مقارنتًا بالأعوام الماضية، وقال عادل محروس، نجار مسلح، إن أسعار الياميش مرتفعة ولا نستطيع شراء القليل منها، ويتعدى سعر اللوز 90 جنيه، وعين الجمل 120 جنيه للكيلو، مؤكدًا انه يفضل ياميش الغلابه المتمثل فى التمور، لأن الياميش فى رأيه مش بتاعنا دا بتاع الأغنياء.

وأكمل عبد العزيز علوى، ميكانيكى سيارات، أن إرتفاع أسعار يا ميش رمضان ضيع فرحة رمضان، مشيرا إلى ان البسطاء سيحلمون فى المستقبل بكيلو زبيب، وستزيد معاناتنا مع دخول أجازة العيد.

والتقط على عبد السلام، صاحب محل ياميش، طرف الحديث، قائلا ً: «يجب على الناس شراء ما تريد ولكن بكميات بسيطه حتى لا يتكلف البسطاء الأسعار العالية، مشيرا إلى أن أسعار ياميش رمضان من هذا العام زادت تصل في بعض المنتجات إلى 560% تقريبًا، مضيفا أن سعر اللوز 90جنيهًا للكيلو بدلا من 80 جنيهًا فى العام الماضى، وكذلك سجل عين الجمل المقشر 120 جنيهًا بدلا من 60 جنيهًا، وقال إن أسعار قمر الدين وصلت إلى 30 جنيهًا للكيلو». وتابع:«احنا عبد المأمور.. إحنا تحت سيطرة كبارة التجار وجميعهم يحتججون بإرتفاع سعر الدولار».

لافتا إلى أن السوق يشهد حالة كساد نتيجة إرتفاع تكاليف البضائع، والجمارك، موضحا أن أسعار زمان كانت فى متناول الجميع، وأن كل شىء كان متاح بأسعار قليلة، مضيفا إلى أن الفقير يتجة اليوم إلى التمور بديلا عن الياميش، مشيرا إلى أن سعر البلح السكوتى ما بين 15 و35 جنيها، أما بقية الأصناف الأخرى من التمور فيتعدي سعر بعض أنواعها 80 جنيهًا.

أسواق التمور بأسيوط

تشهد أسواق بيع التمور على اختلاف أنواعها نشاطا ملحوظا، برغم إرتفاع أسعار الياميش، إلا أن المواطنين تكالبوا على الأسواق لشراء المأكولات ومسلتزمات المنزل فضلًا عن الفوانيس بانواعها المختلفة.

وقال أحد البائعين، إن البلح هو ياميش الغلابة وعلى الرغم من زيادة أسعارة إلا أنه البديل الأوفر حظا للمواطن، فى شهر رمضان، وهناك تمور مصرية، وأخرى مستوردة لكن أثمانها لا تقارن بأسعار الياميش، مضيفا أن أسعار التمور تبدأ من 12 إلى 30 جنيها للكيلوا الواحد.

وأضاف: «نكتفى بالتمور فقط فى موائد الإفطار نظرا لسعرها القليل بالمقارنة بالياميش، فسعر كيلو التمر يتراوح بين 7 إلى 12 جنيها، ولكنة صدم هذا العام عندما علم بأن أقل نوع من التمور يبدأ من 20 جنيها للكيلو».

وجع قلب الفقراء بالدقهلية

أكدت تقارير إقتصادية عن الغرف التجارية المصرية أن أسعار السلع الغذائية فى رمضان ستزيد أسعارها بنسبة كبيرة، وبخاصة أسعار السلع المرتبطة بالشهر الكريم، تشمل أسعار السكر، والبيض، واللحوم البيضاء، والحمراء، بالإضافة للدقيق، والياميش الذى سيرتفع سعره بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضى، وذلك نتيجة لقلة المعروض، وصعوبة الإستيراد بسبب أرتفاع أسعار الدولار، وزيادة الجمارك وعدم قدرة التجار على توفير سيولة مالية لإستيراد سلع رمضان.

يقول عبد الجواد مصيلحى، فنى كهرباء، إن إرتفاع أسعار الخضار، والدواجن، واللحوم، فى هذه الأيام أفقدنا حلاوة قدوم شهر رمضان الكريم، وشغلنا عن بهجة حلوله، مضيفًا أن تلاعب التجار بالأسعار يجرى تحت سمع وبصر الحكومة، ووضعوا أمامنا خياران لا ثالث لهما أما أن نسرق أو نموت من الجوع نحن وابناءنا، موضحا أن كل ذلك يحدث فى ظل غياب تام لرقابة الحكوم لتترك التاجر يتحكم فى أسعار كل شىء، فضلا عن عدم قدرتها على توفير السلع التموينية بأسعار مخفضة للفقراء، لافتا إلى أن إرتفاع أسعار الدواجن مع حلول شهر رمضان سيجعل المواطن لا يتذوق طعم اللحمة فى هذا الشهر، لافتا إلى ارتفاع أسعار الدواجن لتصل إلى 25 جنيه للكيلو فى ظل إرتفاع سعر اللحوم الحمراء، فضلا عن الخضار والبيض، مشيرا إلى أن حلول شهر رمضان أصبح يمثل عبئا على جميع الأسر المصرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق