على خطى «السادات».. «السيسي» يسعي لإحياء السلام بالمنطقة.. المبادرة تلقي ترحيب من الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي.. حماس: نأمل فى تحقيق المصالحة.. وفتح: «السيسي» يحرص على لم الشمل
الأربعاء، 18 مايو 2016 05:55 م
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه يتوجب علي كافة الأطراف الفلسطينية والفصائل، أن تتحد وتضع مصالح فلسطين أمامهم، وكذلك يتوجب علي الإسرائيليين أن يتفهموا جيدًا الاستقرار والاستفادة القصوى من حل القضية بأسس ترضي الجميع، لافتًا إلى أنه يقول هذا الكلام من دافع معايشته للحرب والسلام.
وأضاف السيسي، خلال افتتاحه عددًا من المشروعات التنموية أمس الثلاثاء، بمحافظة أسيوط: «أنا مبحبش أناور أو أتآمر، ولكن إذا تم إعطاء أمان للاسرائيليين والأمان للفلسطينيين سنتخطى تلك الأزمة».
مطالبًا القيادة والأحزاب الإسرائيلية بالتوافق من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مضيفًا: «أقول للإسرائيليين أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام».
وبتسليط الضوء مجددًا علي القضية الفلسطينية، توالت ردود أفعال الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مرحبين بمبادرة الرئيس السيسي، كما رآي الخبراء والمختصين في الشأن الفلسطيني، أنه يعكس اهتمامًا مصريًا بتحريك القضية من ركودها، ويلمح بدور مصري وشيك على صعيد ملف المصالحة «الفلسطينية ـ الفلسطينية»، وكذا المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
فلسطين ترحب بالمبادرة
من جانبه رحب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، بجهود ومواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأعرب أبومازن، عن تقديره لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وتضحياتها التاريخية للحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني، حسبما افادت وكالة "وفا" الرسمية، مشددًا على أهمية دور مصر المحوري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطيني.
لم الشمل الفلسطيني
رحبت حركة فتح بخطاب الرئيس السيسي، معتبرة على لسان المتحدث باسمها «أسامة القواسمي» أن ما قاله السيسي يعبر عن حرص مصر الاكيد والثابت على مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية، وعلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية للوصول إلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية هو مفتاح السلام والاستقرار الحقيقيين».
وأوضح «القواسمي» في تصريح صحفي، أن حركة فتح تقدر عاليا حرص السيسي على لم الشمل الفلسطيني وانجاز الوحدة الوطنية باعتبارها مصلحة وطنية فلسطينية عليا.
تحقيق المصالحة الفلسطينية
وقال سامي أبو زهري الناطق باسصم حركة حماس، إن الحركة تؤكد جاهزيتها للتعاطي مع كل الجهود لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن «حماس» تأمل في أن تؤدي هذه التصريحات لإعادة الدافعية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
دفع عملية السلام
من جانبه رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات الرئيس السيسي، حول مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، أوفير جندلمان، إن «نتنياهو» أكد أن إسرائيل مستعدة للمشاركة مع مصر ومع الدول العربية في دفع عملية السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف «نتنياهو» «أقدّر ما يقوم به الرئيس السيسي وأتشجع من روح القيادة التي يبديها، أيضا بما يتعلق بهذه القضية الهامة».
رسالة مباشرة لكافة الأطراف
وفى ذات السياق قال الدكتور ياسر طنطاوي، خبير الشئون الإسرائيلية والفلسطينية بمركز الأهرام، أن حديث الرئيس أعطى رسالة واضحة ومباشرة لكافة الأطراف والدول المتاجرة بالقضية، بأن مصر تسعي لاستعادة دورها الإقليمي والمركزي، لاسيما على صعيد القضية الفلسطينية، متوقعًا أن تلعب مصر دورًا محوريًا، الفترة المقبلة في إحياء ملف المصالحة والتقريب بين الفصائل الفلسطينية، عبر التواصل مع كافة الأطراف من خلال الدبلوماسية المصرية.
وأشار«طنطاوي»، إلى أن حديث الرئيس عن ضرورة العودة للحوار، والمصالحة يوجه رسائل محددة لبعض الفصائل بضرورة الجلوس على طاولة التفاوض والوصول لحكومة توافقية موحدة لتحقيق الهدف الفلسطيني، والتأكيد على أنه إستمرار حالة الصراع والانقسام داخل البيت الفلسطيني لم يعد لها مبرر، وكانت من أكثر الأسباب التي أضاعت القضية الفلسطينية، ولم يعد لها مبرر لاستمرارها.
وبين«طنطاوي» أن اهتمام القيادة المصرية بتلك القضية، ينطلق من كونها محور الأحداث وأقوي دول المنطقة، ومن أوائل الدول التي تبنت القضية منذ بدايتها، لذا فالرئيس «السيسي» يحرص علي التأكيد علي دعم القضية من وقت لآخر في خطاباته، وإعادة طرح فكرة المصالحة لتجنيب الفلسطينيين أي تحركات إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
الدولة المصرية تسعي لاستعادة مكانتها في المنطقة
من جانبة أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الدولة المصرية تسعي بقوة لاستعادة مكانتها كدولة مركزية ورائدة في المنطقة، مشيرًا إلى أن انكفاء مصر على الأوضاع الداخلية، جاء على حساب إدارتها للملفات الأخرى بالمنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأشار«ربيع»، إلى أن الأزمات والاضطرابات التي شهدتها الساحة الداخلية أدت الي ردة عكسية علي القضية الفلسطينية بعدما تعاملت معها الحكومة المصرية بنوع من «تكبير الدماغ» على حد قوله، بخلاف الاهتمام الذي أولته الحكومات المتعاقبة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي أوكل لعمر سليمان ملف المصالحة الفلسطينية.