بالصور..«قايتباى» من قلعة أثرية لـ«قاعة أفراح بلدى» بالإسكندرية..الأهالى:«إهانه لتاريخ المصريين»..«مكافحة الفساد»: «بعنا التاريخ بملاليم».. وقطاع الآثار الإسلامية: «نسعى لزيادة الموارد المالية لـ 90 %
الثلاثاء، 17 مايو 2016 10:41 م
تعد قلعة «قايتباي» واحدة من أهم معالم محافظة الإسكندرية، والتى تقع بنهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت بديلًا عن «منار الإسكندرية» القديم الذي هدم سنة 702هـ، إثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882 هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ، وكانت تعد الحصن الأول للدفاع عن عروس البحر المتوسط، إن تجولت بطرقاتها لطاف بذاكرتك ذكريات الماضي المجيد وامتلأت رئتيك بعبق التاريخ.
ولأنها تعد من أهم القلاع على ساحل البحر المتوسط، أهتم بها سلاطين وحكام مصر على مر العصور التاريخية، إلا أنها تحولت اليوم إلي مكانا للإحتفالات الصاخبة والأفراح، والذي اعتبره البعض إهانة لقيمة القلعة التاريخية، بينما يري آخرون ضرورة في استغلال الأثر وتحسين الموارد المالية للوزارة، بعد أن عانت في ظل تراجع الحركة السياحية الوافدة لمصر.
حالة غضب
فى البداية قال محمد عطية، أحد مواطني الإسكندرية: «القلعة مكان أثري له قيمته وإقامة حفل يعد إساءة للمكان، كما أن إقامة حفلات زفاف في القلعة لن يجلب مزيدًا من السياح، هم أتوا ليستمتعوا بالآثار لا لحضور حفل زفاف، متسائلًا كيف لوزارة الآثار أن تسمح بهذا الأمر».
وقال الأخر رفض ذكر أسمه: «نتمني أن يكون هناك انتعاش في حركة السياحة ولكن دون أن نسئ للمكان»، وأضاف أن القلعة تٌفتح يوميا الساعة 10 صباحا وتغلق الساعة 4 مساءا فكيف تسمح وزارة الآثار بفتحها ليلًا وتحويلها إلي ساحة أفراح.
إهانة تاريخ المصريين
فى السياق ذاته قال أحمد سلامة، أمين الاعلام في حزب التجمع، بالإسكندرية، إن تأجير قلعة «قايتباي»، وتحويلها لصالة أفراح، بمثابة إهانة لتاريخ المصريين وتعريض الأماكن الأثرية للخطر.
وأضاف «سلامة» أن المحافظة بعد أن خصصت شواطئ المدينة لرجال الأعمال والمستثمرين، تبحث عن أية موارد مالية لا تساوى القيم الاجتماعية والتاريخية للسكندريين والشعب المصرى، متوقعا تأجير المسرح الرومانى أو قاعات مكتبة الإسكندرية لنفس الغرض.
وطالب «سلامة» نواب الإسكندرية بالتصدى لهذه الظاهرة قبل أن تتمادى أجهزة المحافظة في بيع أو تأجير أي مكان لا تملك التصرف فيه، وطالب وزارتى الآثار والثقافة والمثقفين في المحافظة بالتدخل لإلغاء مثل هذه التصرفات.
إهانه للتاريخ
الأمر نفسة أكده، محمد توفيق، المنسق العام للمركز القومي لـ«مكافحة الفساد» بالإسكندرية، إن ما تم مؤخرا من مسئولي وزارة الآثار بالإسكندرية بالموافقة على إقامة حفل زفاف داخل قلعة قايتباي، بمثابة إهانة للتاريخ بحفنة جنيهات ضئيلة حتى لو لم يؤثر الحفل على المبني التاريخي من الناحية الإنشائية ولكنه أثر سلبا على القيمة التاريخية والحضارية ورمزية الحصن الحصين علي مياه البحر الأبيض المتوسط.
وتابع: «لقد أعاد ذلك الحفل إلى أذهاننا فكر وسيطرة رجال نظام مبارك عندما تمت الموافقة على إقامة حفل زفاف داخل قصر محمد على ﻷحد قيادات الحزب الوطني المنحل الدكتور محمد كمال، بعد توصية خاصة من جمال مبارك، ولذلك يجب محاسبة كل من وافق على إهانة التاريخ المصري بإقامة مثل ذلك الحفل».
الآراء المعارضة
فى المقابل اجتاحت موجة جدل على صفحات التواصل الإجتماعي من قبل مواطني الإسكندرية، لما شهدته القلعة مؤخرًا، البعض ظل يبرر أنه يهدف لتحسين الموارد المالية للوزارة دون النظر لقيمة هذا الصرح، ودون التطرق لقيمة المكان الأثري وتناسب طبيعة الأحداث التي تُقام به، على غرار المهرجانات الثقافية والتراثية لإحياء التراث السكندري، والتي تشهده القلعة من حين لآخر، حيث أطلقوا هاشتاج انتقادًا لتلك الممارسة «القلعة _ مش _ قاعة _ أفراح».
دعاية مغرضة
وقال السعيد حلمي عزت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة: «المكان كان يسكنه الجنود والقادة وشهد علي مر التاريخ العديد من الحروب ومع ذلك لم يحدث له ضرر ولكن عند إقامة حفلة مكونة من 200 فرد سيكون السبب في حدوث ضرر !!».
وأضاف «عزت» أن الوزارة من أكثر القطاعات حرصًا علي الآثار وعدم تعرضها للضرر، مشيرًا إلي أن هذه الهجمات ما هي إلإ دعاية مغرضة ضد وزارة الآثار خاصة أن القائمين علي الحفل لم يحصلوا علي الموافقة إلإ بعد تعهدهم بعدم دخول الألعاب النارية والخمور والشيشة.
ولفت رئيس قطاع الآثار، إلي أن الوزارة تسعي لاستغلال وتوظيف الآثار خلال الفترة المقبلة من خلال إقامة مؤتمرات وحفلات بهدف زيادة الموارد المالية خاصة أن 90 % من المناطق الأثرية مغلقة، موضحًا أنه لم يتم الاستقرار حتي الآن علي إمكانية تعميم فكرة إقامة الحفلات والمؤتمرات بالمناطق الأثرية.
وأشار إلي أن هناك إقبال من المصريين علي إقامة حفلات الزفاف بالقلعة ومن المقرر إقامة حفل زفاف يوم 20 مايو الجاري، مشيرًا إلي أن دور وزارة الآثار بالتعاون مع شرطة السياحة يتمثل في تأمين المكان والمحافظة عليه في حين يستعين أصحاب الحفل بمنظمين من الخارج لترتيب المكان.
واتفق معه في الرأي محمد الكحلاوي رئيس جمعية الأثريين العرب، بأهمية استغلال الآثار وعدم تركها عرضه للسرقة، مؤكدًا أن إقامة الحفلات والمؤتمرات لا يضر بالأثر مادام ذلك يتوافق مع شروط معينة وضعتها الوزارة للحفاظ عليه ولا يمس بحرمة الآثار في شئ.
جدل النواب
كما شهد رأى النواب عن محافظة الإسكندرية اختلاف ما بين مؤيد ومعارض حول إقامة الأفراح داخل أحد الساحات بقلعة قايتباى، مؤكدين بأنه يدر دخلا على المحافظة وبالتالى على البلاد، فيما رأى آخرون أنه إساءة للأثر التاريخى، مطالبين بضرورة الحفاظ عليه.