دار الأفتاء تندد بأعمال «داعش» بحق التراث الإنساني
الثلاثاء، 17 مايو 2016 04:31 م
ندد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، بالاعتداءات الممنهجة والمستمرة لتنظيم «داعش» الإرهابي بحق الآثار والتراث الإنساني، وإقدامه على إزالة المعالم التاريخية والآثار الأشورية فى العراق، وذلك على خلفية قيام عناصره بهدم بوابة المسقى التاريخية، وقصر ملك الدولة الأشورية فى محافظة الموصل، ونشر صورًا للآثار التي دمرها فى مدينة نينوي، والتي أظهرت دمارًا لقصر الملك "سنحاريب" الأشورى وأسواره، وبوابة المسقى التاريخية.
وأكد المرصد فى بيان له اليوم أن هذه الاعتداءات الهمجية والمستمرة ضد التراث الإنساني بشكل عام، تعبر عن تشوهات في فكر ومنهج تلك الفئة الضالة، والتي تعادي كل شيء حتى الحجر بما يحمله من قيم تراثية وتاريخية، ولا تنبع تلك الممارسات بأي حال من الأحوال من تعاليم الإسلام وقيمه العليا.
وأضاف المرصد أن بوابة «المسقى» التي هدمها التنظيم يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد 705-618 ق.م، وهي عبارة عن بوابة لقصر الملك سنحاريب امبراطور الدولة الأشورية الحديثة، ولا يوجد أي زريعة لهدمها، حتى بالمبررات التي يسوقوها أصحاب الفكر المتطرف من أن تلك الآثار قد تعبد من دون الله – على حد وصفهم – فبوابة المسقى وقصر ملك الدولة الآشورية بالعراق لا يمكن بحال من الأحوال أن تُعبد من دون الله أو أن تمثل نوعا من الشرك، وهو ما يؤكد أن عداء تلك الفئة الباغية للحضارة والتراث الإنساني هو عداء للإنسان ومنتجاته ومخرجاته الحضارية أينما وجد.
وأضاف المرصد أن الآثار هي تراث إنساني يعبر عن الأمم السابقة وانجازاتها، وقد دعا الإسلام إلى الحفاظ عليها بل والاعتبار بها والتدبر فيها وأن الحفاظ على تراث السابقين أمر ديني يحقق للإنسان الاعتبار والعظة.
وأكد المرصد أن المتفق عليه بين علماء الأمة هو حرمة هدم الآثار أو الاعتداء عليها أو طمسها تحت أي دعوى، بل إن جوهر الإسلام يدعو إلى الحفاظ عليها بما يتطلبه ذلك من الرعاية والصيانة والترميم؛ فالإسلام احترم الحضارات المختلفة وحافظ على تراثها وآثارها باقية إلى يومنا هذا، وقد سار الصحابة على هذا النهج طوال عصور الفتوحات الإسلامية، ولم يرد أن المسلمين قاموا بتدمير آثار أمة من الأمم أو حضارة من الحضارات.
وجدد المرصد تأكيده على أن حماية الآثار والتراث الحضاري في الدول والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» إنما هو مسئولية المجتمع الدولي بأكمله وينبغي أن يضطلع المجتمع الدولي ومنظماته الأممية بدورها والقيام بمسئوليتها في الحفاظ على الحضارة والتراث الإنساني من التخريب والضياع والتدمير، والتصدي لتلك الفئة التي لا تعبر عن فكر أو معتقد ديني، ومنعها من استكمال دورها في طمس وهدم كافة الآثار والمعالم التاريخية في المنطقة العربية والإسلامية.