تاريخ العلاقات«المصرية -الإيطالية»..بدأت في عهد«محمد علي»..كورنيش الإسكندرية والمتحف المصري بأيادي إيطالية.. أزمة «ريجيني» تعكر صفو الأجواء.. ووفد شعبي مصري لتوطيد العلاقات بين البلدين
الإثنين، 16 مايو 2016 12:24 م
عكرت قضية مقتل الطالب الإيطالي«جوليو ريجيني»، صفو العلاقات «المصرية -الإيطالية»، خاصة بعد أن سادت حالة من الغموض، حولها، وعدم قدرة الطرفين الوصول للقاتل الحقيقي.
الأمر الذي ألقى بظلاله، على السياحة المصرية الوافدة من إيطاليا، خاصة بعد تعليق جمعية السياحة الإيطالية غير الحكومية، والتي تضم عدداً من الشركات السياحية الإيطالية الخاصة، رحلاتها ووقف كل أنشطتها مع مصر، لحين التوصل إلى حقيقة مقتل ريجيني.
وأشارت الجمعية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني إلى أن الشركات الإيطالية اتفقت على تعليق أنشطتها إلى مصر، خصوصاً برامج السفر، بعد الحادث "المأسوي"، الّذي تعرض له ريجيني.
ويمر القطاع السياحي في مصر بأزمة، مؤكداً على أن المصريين العاملين في القطاع السياحي يعانون بسبب الأزمات المتتالية، مع الجانب الإيطالي.
وفد شعبي
وصل صباح اليوم الأثنين، إلى العاصمة الإيطالية روما، وفد الدبلوماسية الشعبية، برئاسة المستشار أحمد الفضالى رئيس تيار الاستقلال، وعدد من الشخصيات العامة والدبلوماسيين، فى زيارة تستغرق 5 أيام لبحث سبل تطوير العلاقات مع إيطاليا.
لقاء البابا
ويتضمن جدول أعمال الزيارة، لقاء البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، يوم الأربعاء، القادم فى أول لقاء للبابا مع وفد شعبى مصرى.
وقال المستشار أحمد الفضالي، قبل مغادرة الوفد، ان دعم العلاقات المصرية الإيطالية، هو الهدف الأساسي، من هذه الزيارة هو توطيد علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأضاف أن الوفد يستهدف التصدى لأى محاولة بالمساس بخصوصية العلاقات بين الشعبين، لافتًا إلى أن الزيارة ستشمل مقابلة العديد من ممثلى المجتمع الإيطالي، وممثلين عن الحكومة الإيطالية.
عهد محمد علي
وتبدأ العلاقات «المصرية - الإيطالية »، في عهد «محمد علي»، بعد أن أرسل بعثات تعليمية إلى إيطاليا لتعلم فن الطباعه، مستيعناً بعدد من الخبراء الإيطاليين للمعاونة فى بناء دولة حديثة فى مصر، وذلك فى مجالات البحث عن الآثار، والمعادن، بل وفى الدخول إلى السودان، وتصميم مدينة الخرطوم، ورسم خريطة مسح «Survery Map » لدلتا النيل، كما صمم الإيطاليون مبنى الأوبرا الملكية، بناء على طلب «الخديوى إسماعيل» احتفالاً بافتتاح قناة السويس.
وتم بناء «كورنيش الإسكندرية»، على يد «بييترو آفوسكاني»، أحد المصممين الإيطاليين عام 1891، فيما قامت «جاروزو زافاراني»، أحد شركات البناء الإيطالية فى عام 1901، ببناء «المتحف المصري» الذي يقع في القاهرة، حسب ما ذكرت الهيئة العامة للإستعلامات، في موقعها.
الجانب التجاري
تعد إيطاليا هى الشريك التجاري الأوروبي الأول لمصر، فبلغ حجم التجارة الثنائية في عام2012 ما يقرب من 5.2 مليار دولار، بما يعادل6% من تجارة مصر مع العالم، حسب ما ذكر، السيد ماوريتسيو مساري، سفير إيطاليا بمصر، في لقاءه مع أعضاء المجلس المصري الأوروبي، في أبريل 2013، لافتاً إلى أن برنامج مبادلة الديون الذي تنفذه مصر مع إيطاليا، بقيمة300 مليون دولار، وسوف يتم استخدام هذه الأموال لدعم التدريب المهني والغذاء والبيئة والزراعة.
كما تم تخصيص13 مليون يورو كائتمان لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال السفير الإيطالي، ان حجم السياحة الايطالية إلي مصر بلغت عام2010 نحو مليون سائح ونسعى لمضاعفة هذا العدد، وجاء ذلك قبل أزمة مقتل الطالب الإيطالي «جوليو ريجيني» في مصر.
وتأتي إيطاليا، الشريك الثانى على مستوى دول العالم بعد الولايات المتحدة، وقد تخطى حجم التبادل التجارى بين البلدين، للمرة الأولى حاجز الخمسة مليار يورو، حيث بلغ حوالى 5.2 مليار يورو، فى عام 2012، بعد أن كان 4 ملياراً عام 2007، ليُسجل بذلك ارتفاعاً بنسبة 30%.
الاستثمارات
وفي يونيو 2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية، وفدًا برلمانياً إيطالياً، ضم كلاً من «فابريتسيو شيكيتو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، والسندرو دي باتيستا، نائب رئيس اللجنة، والدكتور ماريو دي نابولي، المسئول عن الشئون الدولية بمجلس النواب الإيطالي».
كما ضم ثلاثة من كبار أعضاء المجلس، وجاء ذلك بحضور السفير ماوريتسيو مساري، سفير إيطاليا بالقاهرة.
وفي هذا الصدد، أعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بمجلش النواب الإيطالي، عن إدراك بلاده لحجم التحديات التي تواجهها مصر، ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل في محيطها الإقليمي، لا سيما على خلفية تطور المواقف سلبيًا في كل من ليبيا وسوريا والعراق.
وزراء مصر
وشهد عام 2009، زيارات من جانب العديد من الوزراء المصريين لإيطاليا، وعلى رأسهم وزراء الخارجية، الصحة، الكهرباء، البترول، الزراعة، التعاون الدولي، والقوة العاملة والهجرة؛ لإجراء محادثات ثنائية مع نظرائهم الإيطاليين،فضلاً عن المشاركة في الاجتماعات المرتبطة بالحوار الموسع بين مجموعة الثمانية والدول ذات الاقتصاديات البازغة، والتى عُقدت فى ظل رئاسة إيطاليا للمجموعة عام 2009.
مذكرة تفاهم
كما زار «جانفرانكو فيني» رئيس مجلس النواب الإيطالي، مصر في ذات العام، تم خلالها التوقيع على مُذكرة تفاهم بشأن الارتقاء بالعلاقات البرلمانية بين مصر وإيطاليا، كما قام رئيس مجلس الشيوخ «ريناتو سكيفانى» بزيارة لمصر فى الفترة من 15 – 17 مارس 2009، ووقع خلالها مع السيد رئيس مجلس الشورى على مُذكرة تفاهم حول تعزيز التعاون بين المجلسين، ويتم بموجبها إنشاء لجنة عليا مُشتركة برئاسة رئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس الشيوخ الإيطالى، تضم عدداً من رؤساء اللجان البرلمانية بالمجلسين، بحيث تُعقد اجتماعات دورية سنوياً فى إحدى الدولتين.