«نيويورك تايمز» تدعو زعيمة ميانمار إلى التحلي بالحكمة

الثلاثاء، 10 مايو 2016 01:36 م
«نيويورك تايمز» تدعو زعيمة ميانمار إلى التحلي بالحكمة
زعيمة ميانمار أونج سان سو كي

دعت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم /الثلاثاء/ زعيمة ميانمار والحاصلة على جائزة نوبل للسلام أونج سان سو كيي إلى التحلي بالحكمة وإعادة النظر في موقفها المتعنت ضد مسلمي الروهينجيا الذين يمثلون الاقلية في ميانمار.
وقالت الصحيفة إن سان سو كيي كانت عنصرا رئيسيا في اعادة قبول ميانمار في المجتمع العالمي بعد عقود من العزلة، إلا أن هناك بالفعل دعوات من جانب جماعات حقوق الانسان في الولايات المتحدة لحث الرئيس باراك أوباما على تجديد العقوبات ضد بلدها قبل أن تنتهي في 20 مايو.
واستهلت الصحيفة افتتاحيتها – التي بثتها على موقعها الالكتروني تحت عنوان / موقف اون سان سوكي الجبان بشأن الروهينجيا/- بتعريف الروهينجيا بأنهم اقلية مسلمة في دولة ميانمار ذات الاغلبية البوذية وقالت انهم محرومون بشكل منهجي من معظم الحقوق الرئيسية وهي المواطنة وحرية العبادة والتعليم والزواج والسفر .
وقد أجبر عشرات الالاف منهم على مغادرة منازلهم بسبب ارتفاع حدة العنف ضدهم عام 2012، كما حاول كثيرون منهم بالعام الماضي الفرار من اجواء الاضطهاد والحرمان عبر القيام برحلات بحرية "يائسة".
وذكرت الصحيفة أن سان سو كيي لاتريد تسميتهم بـ"الروهينجيا" لان القوميين البوذيين في ميانمار يريدون تخليد اسطورة أن الروهينجيا هم في الاصل بنغاليون ولا ينتمون إلى ميانمار الى حد أنها طالبت السفير الأمريكي في بلادها بعدم استخدام مصطلح الروهينجيا... ووصفت الصحيفة هذا المطلب ب"الخاطئ والمخيب للأمال بشدة" مؤكدة ان الروهينجيا مواطنون بورميون /الاسم القديم لميانمار/ تماما مثلها.
ورصدت الصحيفة عدة اسباب محتملة قد تقف وراء رفض سان سو كيي التي حظت باحترام العالم بعد ان قضت 15 عاما رهن الاقامة الجبرية في منزلها- الاعتراف بقضية الروهينجيا منها؛ خوفها الحقيقي من استعداء القوميين البوذيين لها بعد أن تم انتخابها زعيمة للبلاد في اول انتخابات ديمقراطية شهدتها ميانمار منذ عام 1962 لاسيما بعد أن تظاهروا خارج السفارة الأمريكية هناك الشهر الماضي للتنديد برسالة التعزية التي ارسلتها السفارة لضحايا الروهينجيا في حادث غرق زورق.
إلى جانب ذلك، اردفت الصحيفة تقول:" إن سان سو كيي قد تخشى أيضا من أن تدعو هؤلاء المسلمين بإسمهم حتى لا يؤدي ذلك إلى افساد عملية المصالحة الوطنية حسبما قال مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية أو حدوث الاحتمال الاسوأ ، وهو احياء اعمال العنف الرهيبة التي اندلعت عام 2012 بين البوذيين والمسلمين في ولاية راخين بغرب البلاد.
واستطرت القول بإنه ما من شك في أن ولاية راخين –وهي من أفقر الولايات في ميانمار- تعد مثل برميل بارود ممتلىء بالاستياء والحقد الطائفي، يتطلب أكثر المناهج السياسية حذرا في التعامل معه..ولكن هذا لا يعني ببساطة ضرورة استمرار الاضطهاد المنهجي وتهميش الروهينجيا في الحياة الاجتماعية والسياسية في ميانمار وانكارهم في كافة المناحي حتى انكار اسمهم".
واختتمت (نيويورك تايمز) افتتاحيتها بتقليل أهمية السبب الذي يكمن وراء عدم رغبة سان سو كيي في أن يستخدم الأمريكيون مسمى الروهينجيا وقالت:" إن ما يهم الأن هو اعتراف امرأة ارتبط اسمها في المجتمع الدولي بحقوق الانسان لمدة جيل كامل؛ حيث اظهرت شجاعة غير عادية في مواجهة الاستبداد، لكنها تواصل في حقيقة الامر تبني سياسة "مرفوضة " تماما كان يتبعها سلفها من الحكام العسكريين ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق