بالفيديو والصور.. فضيحة الحكومة في محصول القمح.. المزارعون يفترشون الطرقات انتظارا لتسليم المحصول.. الشون غير كافية والرفض شعار الجمعيات الزراعية..الفلاحون:حسبنا الله ونعم الوكيل الحكومة خربت بيوتنا

الإثنين، 09 مايو 2016 01:46 م
بالفيديو والصور.. فضيحة الحكومة في محصول القمح.. المزارعون يفترشون الطرقات انتظارا لتسليم المحصول.. الشون غير كافية والرفض شعار الجمعيات الزراعية..الفلاحون:حسبنا الله ونعم الوكيل الحكومة خربت بيوتنا
نورهان الشيخ ـ سمر السيد ـ هشام صلاح

وكأن محصول القمح فاجئ المسئولين في مصر، بعد أن ظهرت الازمة فجأة وأصبح المزارعين بالمحافظات يعانون الامرين لتسليم اقماحهم لشون وزارة التموين والتي تشرف عليها وزارة الزراعة، وتعددت المشكلات التى تواجههم فى عمليات توريد المحصول ابرزها بطء إجراءات التسليم أو الامتناع عن استلامه، مهددين بعدم زراعة المحصول خلال السنوات المقبلة، حيث تكدست أجولة القمح أمام الشون الحكومية، نتيجة عدم وجود صوامع كافية لتخزينه، فضلًا عن البطء الشديد بعمليات التوريد.

وجاء موسم التوريد هذا العام لتتبخر وعود الدولة الممثلة فى بعض الجمعيات الزراعية وبنوك الائتمان الزراعى التى ترفض تسلم المحصول بحجج واهية ما أدى إلى انتعاش السوق السوداء للقمح التى تفتعلها كل موسم مافيا الاستيراد والتجار لتحقيق مكاسب بالمليارات على حساب المزارع البسيط الذى يضطر لبيع محصوله للتاجر بسعر أقل لتسديد مديونياته وتلبية احتياجات أسرته بعدما فقد المصداقية فى وعود حكومته.

رصدت«صوت الأمة»، معاناة المزارعين بمحافظات مصر، التي تكمن في صعوبة التوريد وإرتفاع التكاليف وطول الانتظار، وبخس الثمن..


شهدت محافظة الشرقية حالة من الاستياء بين عدد من المزارعين وتجار القمح نظرا لعدم استلام الشون للقمح، لاشتراط تسليم الحيازة الزراعية عند التوريد، وتأخر صرف المستحقات المالية للمزارعين والتجار وذلك في عدة مراكز وهي الحسينية وأبو كبير وأبو حماد، وسادت حالة التذمر بين البعض الآخر لفلاحين بمحافظة الشرقية، خاصة مركز منيا القمح، بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المالية عقب توريدهم القمح للشون واستيلام إيصالات التوريد منذ 15 يومًا تقريبًا، وعند ذهابهم لبنك التنمية والائتمان الزراعي صباح اليوم قال لهم المسئولون: "مفيش فلوس.. الفرع الرئيسي مبعتش".

يأتي هذا فى الوقت الذي تباهى فيه الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة، واللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، بأن المحافظة تعتبر الأولى في إنتاج وتوريد القمح علي مستوى محافظات الجمهورية، والتأكيد على أن لجان متابعة الحصاد وتوريد القمح لموسم 2016 مارست عملها وتحل مشاكل التسويق لدى المزارعين.


واكد المهندس علاء عفيفى وكيل وزارة الزراعة بالشرقية انه يتابع عمليات توريد القمح بإستمرار ولايوجد أى عقبات أو مشاكل ويقوم بتذليل أى مشكلة أمام المزارعين كما يقوم بمناقشة حق المزارعين على التوريد مع الجمعيات وكذلك التوعيه بالميعاد المناسب وكذلك عقد ندوات لمناقشة عملية تسويق محصول القمح.

واوضح أحمد عبدالله مزارع من أبوكبير إن البنك يضع التاجر والمزارع في مأزق حيث إن التاجر يأخذ القمح من المزارعين ويشترط عليه إعطائه حيازته، وعندما يرفض البنك تسليم المبالغ سوى لأصحاب الحيازات المسجلة فى إيصال الشونة.


وقال ابراهيم نبيل أحد تجار فاقوس، إن الفلاح يصدم عند ذهابه للشونة لتسليم القمح ويفاجئ برفض استلامه لعدم وجود حيازة زراعية فالمزارع ينتظر حصاد القمح لبيع المحصول لدفع الايجار وسداد ما عليه من مديونات متمثلة فى قيمة الأسمدة الكيماوية والرى وإيجاد الأرض.


بينما يشكل الأمر حالة إختناق للفلاحين فى محافظة الغربية، من تقاعس موظفي الجمعيات الزراعية، وتأخرهم في تسلم محصول القمح، عقب قرار وزارة الزارعة بإمكانية تسليم المزارعين الأقماح بالجمعيات لتقليل الضغط على الشون.

وأوضح المزارعون أن موظفي الجمعيات غير مؤهلين، لتسلم الأقماح، ومعايرتها وتحديد جودتها، والتي على أساسها يتم صرف مستحقات الفلاحين، الأمر الذي يهدر حقوقهم ويزيد معاناتهم.


وشهدت محافظة الدقهلية تصاعد فى أزمة توريد القمح وامتدت طوابير السيارات المحملة بالقمح لمئات الأمتار في انتظار السماح لهم بدخول الشون، وعجزت أجهزة المحافظة عن سرعة حل الأزمة بسبب قرب نفاد السعة التخزينية بالشون والصوامع وعدم وجود أماكن بديلة.

وقضى المئات من الفلاحين والتجار أياما أمام الشون في انتظار السماح لهم بالتوريد مع بداية عمل لجنة التسلم، والتي تبدأ من التاسعة صباحا، واشتكى الفلاحون من بطء الإجراءات التي تقوم بها لجنة الفحص، مما يتسبب في تكدس السيارات أمام الشون بالإضافة لصعوبة الشروط التي حرمت صغار المزارعين والمؤجرين من توريد القمح.


وعلى الرغم من الإطاحة بوكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، لاتزال الأزمة قائمة والفلاحون يشتكون من غلق الشون ورفضها لاستلام القمح حتى أصبحوا يلجأون للسوق السوداء خوفا من تلف المحصول.

وفى المنوفية مازالت أزمة توريد القمح"عرض مستمر" منذ بدء موسم "استلام" المحصول قبل أسبوعين من الاّن، العراقيل أمام المزارعين تزداد يومًا بعد الأخر، من خلال شرط توريد كشوف الحصر من المزارعين لمديريات الزراعة.

كما تم اشتراط تسليم الفلاحين المحصول بأنفسهم، الأمر الذي اضطر اصحاب الحيازات الصغيرة للأحجام عن توريد المحصول حتى الاّن، رغم أنهم يعتبروا الأكثرية في هذا الأمر، وذلك بسبب عدم رضاهم عن المنظومة الجديدة "للتوريد" والتي يعتبرونها فاشلة وتعجيزية.

وأبدى العديد من مزارعي القمح، استياءهم الشديد من سوء تعامل مسئولي المطاحن والصوامع والشون، بكافة مراكز المحافظة.

فى ذات السياق، أرجع المهندس عبدالرافع عبدالعظيم، وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، مشكلة تكدس السيارات المحملة بالقمح أمام الشون إلى أن عددًا من مراكز المحافظة ليس بها مناطق تجميع للأقماح، وهي قويسنا وتلا والشهداء والباجور.

وقال«عبدالعظيم»، إن الشون المتواجدة بالمحافظة يبلغ عددها 7 فقط خاصة بتسلّم الأقماح المحلية وتكفي لتخزين ١٠٠ ألف طن فقط، ما دفع المديرية لمخاطبة وزارة التموين بمذكرة للسماح بفتح ٦ شون ترابية من إجمالي ١٣ شونة بالمحافظة لتسلّم المحصول.


كما شهدت محافظة البحيرة أحجام عدد كبير من مزارعى القمح هذا العام عن توريد القمح لشون بنك التنمية والائتمان الزراعى بخلاف ما كان متبع كل عام فى عمليات التوريد، وذلك بسبب عدم توفير شون قريبة من المزراعين.


ولجأ المزراعون لبيع القمح للتجار بسعر أقل من السعر الحكومى حتى لا يتحمل مصاريف النقل والتحميل للشون التى تبعد كثيرًا عن المزراعين على حد قولهم، فيما خزن بعض المزراعين القمح فى منازلهم.

ومن جانبه، قال المهندس صبري عبدالمقصود وكيل وزارة التموين بالمحافظة، إن تعليمات رئيس الوزراء، بفتح الشون الترابية على مستوى المحافظة، لاستلام القمح من المزارعين، نُفذت، موضحا أن هناك 8 شون، إضافة إلى 26 شونة أخرى و6 صوامع، تستقبل المحصول من المزارعين، وبذلك تكون الـ40 شونة وصومعة على مستوى المحافظة، تعمل بكامل طاقتها في استلام القمح من المزارعين.

وأضاف وكيل وزارة التموين، أنه اتفق مع مدير بنك التنمية والائتمان الزراعي، على استمرار عمل البنك حتى السادسة مساء يوميا، لصرف مستحقات المزارعين مقابل توريد محصول القمح إلى الشون والصوامع.


وفى القليوبية تتزايد مشاكل الفلاح وهمومه، ورغم وعود الحكومة بحل أزمة توريد القمح، إلا أن المشكله لازالت قائمة، فلا يوجد أموال نظير توريد القمح يتحصل عليها الفلاح.

وأكد جلال عزت نائب نقيب الفلاحين بالقليوبية، إلى أن مشكلة توريد القمح لازالت قائمة، فالفلاح يبيع أردب القمح لتاجر بـ400 جنيه بدلا من 420 وهو المبلغ الذي أقرته الحكومة، ولكنه لا يطبق لأن الجمعيات الزراعية لا تأخذ قمح من الفلاح بل تطلب منه توريده للمطاحن، فلذلك يضطر لبيعه للتاجر بهذا الثمن، بالإضافة إلى أن التجار والفلاح لم يحصلوا إلى الآن على أي أموال من توريد القمح.


وسادت حالة من الغضب فى كفر الشيخ، حيث قال المزارعون إنهم يتعرّضون للمشاجرات والإهانة عند قيامهم بمحاولة تسليم محصولهم، وإنهم ينتظرون فى طوابير طويلة بالأيام والساعات أمام الشون والصوامع أملًا فى تسليم المحصول، مؤكدين أنهم أحيانًا يتعرّضون للسرقات من بعض الخارجين على القانون الذين يستغلون فرصة الزحام.

لم يختلف الوضع فى محافظات الصعيد عنه فى دلتا النيل فقد سيطرت على محافظة المنيا حالة من الغضب العارم علي فلاحي ومزارعي محصول القمح بمحافظة المنيا خلال موسم الحصاد ؛ وذلك لامتناع الشون الترابية من استلام محصول القمح وعدم تجهيز الشون لاستلام القمح الامر الذي ادي الي تكدس الفلاحيين امام الشون ببضعة ايام لاستلام المحصول واحتكار تاجري السوق السوداء لموسم البيع هذا العام.

حيث يقول محمود جمعه " ان حال توريد محصول القمح هذا العام لا يسر عدو ولا حبيب فالافضل لنا ان نقوم بتوريد محصول القمح الي التاجر بالسوق السوداء لسرعة استلامه وسرعة استلام القيمة النقدية للمحصول افضل بكثير من الوقوف بالايام امام الشون لتسليم القمح وبعد الانتظار لعدة ايام يتمتع مديري الجمعيات الزراعية عن استلام القمح ويعللون ذلك لعدم وجود اماكن فارغة لاستلام القمح وبديلا ايضا عن الانتظار الي ما يقرب من الشهر كي نستلم القيمة النقدية للمحصول ".


وتستمرت حالة الارتباك فى عمليات توريد القمح بمحافظة سوهاج، فى وقت شكا فيه العديد من مزارعى القمح بالأراضى الصحراوية من عدم قدرتهم على توريد محاصيلهم، بسبب عدم وجود حيازات زراعية لديهم. وعبر عدد كبير من المزارعين فى محافظة سوهاج عن استيائهم بسبب تكبدهم أعباء إضافية، بعد قيامهم بنقل محصول القمح إلى الصوامع، والعودة به مرة أخرى، نتيجة رفض تسلم المحصول منهم.


وفى قنا، اعتبر عدد كبير من المزارعين أن قرار وزارتى التموين والزراعة بعدم تسلم أى حبة قمح إلا بموجب الحيازة الزراعية يهدد بتراجع الكميات الموردة من القمح إلى الشون والصوامع هذا العام، كما يشجع المزارعين على عدم الإقبال على زراعة القمح مرة أخرى.

من جانبه، أكد محيي الدين عبدالله، وكيل وزارة التموين بقنا، أنه تم توريد 74 ألفا، و225 طن قمح بشون وصوامع المحافظة حتى الآن، منذ بدء توريد القمح.

وأشار عبد الله، إلى أنه لم يتم حتى الآن رفض أية كميات قمح من المزارعين بسبب درجة النقاوة أو وجود شوائب أو خليط قمح قديم.


وتشهد أسيوط حالة من الاستياء بين مزارعي وتجار القمح بأسيوط؛ بسبب الانتظار أمام الشون والمطاحن، وعدم تسليم أقماحم حتى الآن دون معرفة الأسباب رغم تصريحات وكيل وزارة الزراعة المهندس مصطفى رشدى بأسيوط أن المحافظة فتحت مطاحنها وشونها لاستقبال الوارد من محصول القمح بأسيوط والذي وصلت مساحة زراعته هذا العام إلى 240 فدانا بجميع مراكز أسيوط.

ويعانى مزارعى محافظة الوادى الجديد التى شهدت منذ أيام حصاد محصول القمح لمشروع المليون ونصف فدان بالفرارفرة من تجاهل مسئولي البنوك والجمعيات الزراعية لمحصول القمح على الرغم من الوعود المتكررة من قبل اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد ومسئولي الزراعة بشان تقديم كافة التسهيلات وازالة كافة العقبات امام المزارعين لتوريد محاصيلهم للبنوك والجمعيات الزراعية.


العديد من مزارعي الوادى الجديد أكدوا، أن تجار السوق السوداء سيطروا على محصول القمح هذا العام وذلك بسبب كثرة الخلافات التى نشبت مؤخرا بين الجمعيات الزراعية والبنوك واضطرت الجمعيات لاغلاق ابوابها فى وجه المزارعين، الامر الذي أدي الي اتجاه المزارعين لبيع محاصيلهم لتجار السوق السوداء من المحافظات المجاورة.

وفى مدن القناة ولاسيما محافظة الإسماعيلية عبر المزارعين بقولهم "كرهنا نزرع قمح".. فى تعبيرهم عن معاناتهم من تكاليف زراعة القمح وحصاده، لاسيما الطوابير الطويلة التي يقفون فيها لساعات وربما لأيام من أجل توريد الغلال لشون المحافظة.


وفي الوقت ذاته، أكد عدد من الفلاحين، أنهم يضطرون لبيع محاصيل القمح بالخسارة، للتجار بدلا من توريده للشون الحكومية بسعر – بحد وصفهم – لا يغطي تكاليف زراعته وحصاده.

"كله بالواسطة والمصلحة".. كذلك كشف المزارعون، عن قيام التجار بتوريد كميات من الأقماح المخلوطة بين المحلي والمستورد، ويحصولون على الثمن في الحال، في حين يقف الفلاحون "أصحاب أجود أنواع القمح" بالأيام أمام الشون، بلا اهتمام من موظفي الشون، معلقين "عشان خاطر مستوردين كبار بيحاربونا عشان يقضوا على القمح المحلى".


وفى محافظة جنوب سيناء والتى كانت من المحافظات المستورة للقمح منذ أعوام سابقة ولكن اتجاهات التنمية الجديدة لسيناء تسعى لتحويلها إلى سلة غذائية وعلى رأسها القمح، وتشهد مدينة طور سيناء لأول مرة زراعة 737 فدان قمح، وهي مساحة كافية لسد احتياجات المحافظة من القمح في حالة مساندة المسئولين للمزارعين ومساعدتهم لتخزين القمح استعدادًا لتسويقه.

محمد عامر، نقيب الفلاحين بجنوب سيناء، قال إن مديرية الزراعة دائمًا ما تساند المزارعين وتمدهم بكافة الوسائل والاحتياجات من الأسمدة والبذور، مشيرًا إلى أن كميات القمح التي تم إنتاجها هذا العام مدعمة بنسبة 50% من مديرية الزراعة، لكن مشكلة التوريد من أكبر المشكلات التي تواجه المزارعين، وتم حصاد المحصول منذ 25 يومًا ولم يقم المسئولين بالمساعدة لا في التخزين ولا التوريد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة