«هؤلاء» يخاف منهم الرئيس

الإثنين، 09 مايو 2016 01:44 م
«هؤلاء» يخاف منهم الرئيس
محمد رجب

عندما تنهار مؤسسات الدولة وتصبح خرابات، تصبح حينها لقمة سائغة لكل من هب ودب في رجمها بمقذوفاته، ثم يتلاسن المسئولين وتتحول منابر مخاطبة الشعب الي مصطبة يتهامس الجالسين عليها ومن يملك منهم فقط الشجاعة يخرج ما بصدره لخصومه وأعدائه. 
في مصر دولتنا المحررة بعد ثورتين آلت الامور الي ما يشبه المصطبه فالخصوم السياسيين يتلاسنون خفية وعلانية ومن يملك ضد الاخر ورقة يهدد بها –علي مستوى المسئولين الكبار – وخصومهم – علي ذات المستوى – اما الشعب فهو يشاهد ويسأل ويمعن في نفسه حتي يكاد ينفجر صدره
فمن هم هؤلاء الذين يهددون الرئيس حتى يحول افتتاح باكورة مشروع عظيم الي مناسبة للرد علي خصومه ، كيف يطلعنا الرئيس علي ما في نفسه وقدرته علي الصمود امام طيور الظلام الذين يهددون دولة بحجم مصر
الرئيس للمرة الالف يتحدث بالالغاز ليحلل المحللون ويفكر المنجمون ويتسأل الاعلاميون من هم الذين يتحدث اليهم الرئيس ، فمرة يتحدث :" انا مش هسيبهالكم "، واخرى :" انا مبخافش"،وثالثة ورابعة ، بعضا يتحدثون انه يخاطب بعض اذرعة واجنحة وذيول الدولة المتصارعة ، فيكون السؤال "هو الرئيس لماذا لايحسم الصراع حوله ، واخر :" الرئيس يتحدث الي دول متآمرة ، وثالث :" يتحدث للاخوان ، ورابع يتحدث للاعلام ،وخامس لرجال الاعلام ..وسادس وعاشر
لكن لا اجابة ، الجميع يتهم الاخر ، ولا اجابة ولا حتي سؤال في صيغة استفهامية صحيحة ، فاذا كانت هناك مؤامرات داخلية ، فمتي ستكون نهايتها، هل سيتركها حتي تسقط الدولة ، وحينها لن يرحمه احد ، فالجميع يؤمن بصدقه وامانته ورغبته في تحقيق نمو اقتصادي ، لكن لماذا دائما نعيش وسط الالغاز ولماذا لايعود الي بداية عهده بالمصارحة
الان وبين بصاصيه والمتطوعن بلا داع للدفاع عنه بامكانهم كيل الاتهامات لكل صاحب راي او وجهة نظر معاكسة للرئيس ان يذهبوا به الي اقصى واخطر الاتهامات ، الكل يتهم الاخر بالتآمر والتخطيط لكسر شوكة الدولة ، بسبب الغاز لامحل لها في اقصى واخطر ماتمر به البلاد في عهد السيسي
واذا كان الرئيس ترك اذنيه لوشوشة مساعديه ممن يتقنون كره الشعب المصري ، واستمع واقتنع بتقارير تستمد قوتها من كشكول دولة مبارك بنفس التفاصيل والعناوين والخطط وحبك المؤامرات فما ذنب الشعب الذي خرج وطالب بان تكون رئيسا لهم
المصريون هم اكثر الناس دراية بامنهم ومأكلهم ومشربهم ولم ولن يقبلوا باوصياء ، فلو نظر الرئيس حوله في مسألة واحدة وهي غذاء المصريين لرأى من يتكالبون عليه لمص دماء شعبه من رجال الاعمال ، ولو نظر للأمن لوجد تابوهات معدة مسبقا لوأد اي محاولة للتنفس بدعوى ان هناك مؤامرات لاسقاط الرئيس
فقوى الشر التي نسمعها بين حين وأخر لا يمكنها ان تهزم دولة اذا عرفها الشعب ، علي الاقل نعرف من هم ، ويمكن ان لاتكون ال2 او3 او ال5 بتوع حارة مرسي ، فهو الاخر كان يحدثنا عن المؤامرات ضده
فكل رئيس يحاول ان يجعلنا نظن – كمصريين - اننا نتآمر ضده ونحاول اسقاطه ، فيعد ازمة الصحفيين وموقف السيسي منها اصبح الصحفيين جميعا في صف اعداء – ماعدا "الشرفاء " – هكذا يعتقد ، ونفس الامر لكل فئة في الدولة فلو خرج العمال و طالبوا بحقوقهم اصبحوا ايضا في حزمة الخائنين والاطباء والفلاحين وامناء الشرطة .. فهل كل هؤلاء يتآمرون ضد الرئيس ، وهل كل هؤلاء مصدر قلق الرئيس حتي يخرج علي العالم وليس المصريين فقط ليحدثهم عن صموده
مخاوف الرئيس لا يمكن ان تخرج عن المحيطين به ، فهؤلاء مصدر قوته وضعفه ، فلو رحموه ورحمونا من تقاريرهم المفبركة لاطمئن قلب الرئيس وقلوبنا ، فلا شخص علي ارض مصر يريد اسقاط الدولة او حتي ضد عبد الفتاح السيسي ، الجميع يريدون له النجاح وليس الفشل .. احسم مخاوفك وفتش عن مصدرها ستعرف كم يساندك المصريين

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق