«عطارد» الأقرب للشمس يظهر لسكان الأرض بعد غياب 10 سنوات
الإثنين، 09 مايو 2016 01:18 م
بدأ فى الساعة الواحدة و12 دقيقة بعد ظهر اليوم الاثنين بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة عملية عبور كوكب عطارد لقرص الشمس، والتى ستستغرق من بدايتها لنهايتها حوالي 7 ساعات ونصف تقريبا،
حيث بدأ المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية باستخدام 3 تلسكوبات متخصصة فى تتبع ورصد تلك الظاهرة التى تكررت 14 مرة خلال القرن الحالى وسيكون عبوره القادم أمام الشمس في 11 نوفمبر 2019،فيما كان آخر عبور له فى عام 2006.
وقال الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد إن كوكب عطارد من الكواكب صعبة الرؤية من الأرض نظرا لقربه من الشمس ووهجه القوى، ولكن في أوقات محددة من العام يمكن رؤيته قريبا من الأفق بعد الغروب أو قبل الشروق مباشرة، بصعوبة بالعين.
وأضاف أن المعهد سيقوم بتبادل البيانات والصور التى سيتم تسجيلها والتقاطها لعملية العبور مع المراصد الفلكية العالمية الأخرى للحصول على بانوراما كاملة لعملية العبور يمكن توثيقها والاستفادة منها، خاصة وأن سكان الشرق الأوسط سيتمكنوا من رؤية بداية العبور، في حين سيتمكن سكان دول المغرب العربي من رؤية كافة مراحل الظاهرة.
وأوضح أن مركز الرصد - الذى أقامه المعهد خصيصا لشرح هذه الظاهرة - فتح أبوابه اليوم لاستقبال الجمهور الراغب فى مشاركة علماء المعهد متابعة تلك الظاهرة من خلال 10 تليسكوبات، والذى سيبدو فيها كوكب عطارد كنقطة سوداء على الجانب الأيسر العلوي من قرص الشمس يتحرك تدريجيا مقتربا من منتصف قرص الشمس، مشيرا إلى أن ذلك سيكون فى حوالى الساعة الخامسة إلا 5 دقائق تقريبا وينتهي مع بدء غروب الشمس في السادسة والنصف و5 دقائق بتوقيت القاهرة.
ولفت تادرس إلى أن استمرار الظاهرة لحوالى 7 ساعات يعطى الفرصة للمواطنين لرؤيتها، محذرا من أضرار أشعة الشمس المباشرة أو غير المباشرة على العين، أو استخدام النظارات الشمسية لأنها غير مجدية في هذه الحالة لصغر كوكب عطارد بالنسبة للشمس، مؤكدا انه للاستمتاع بمتابعة هذه الظاهرة التى لم تحدث منذ أكثر من 10 سنوات يمكن استخدام المناظير الفلكية الخاصة المزودة بالمرشحات الشمسية أو من خلال إسقاط صورة الشمس بواسطة المنظار على ورق أبيض،موضحا أن عملية العبور ستنتهى فى تمام الساعة السادسة والدقيقة 41 مساء، وهو مايتوافق فى مدينة القاهرة مع وقت غروب الشمس.
وتابع أن كوكب عطارد يشبه القمر رغم أنه ليس له قمر، فى عدة نواحى حيث لا يملك كلاهما أى غلاف جوى، وسطحهما كثير الفوهات بالإضافة إلى أنه يظهر أطوارا أثناء دورانه حول الشمس نتيجة وقوعه داخل مدار الأرض، وهو كوكب خامل جيولوجيا حتى الآن.
من جانبه، قال الدكتور ياسر عبد الهادي مدير معمل أبحاث الشمس بالمعهد إنه تم وضع تليسكوب الكوديه الموجود في القبة الشمسية بجانب المبنى القديم للمعهد وهذا التليسكوب العريق مزود بكاميرا حديثة متخصصة وحائل لوحي لإسقاط صورة الشمس عليه مكبرة 25000 مرة لرؤية كوكب عطارد أثناء عبوره، فيما تم وضع تلسكوب آخر من نوع (ويليام) فوق برج مبنى الفلك الجديد حيث أعلى نقطة في المعهد وفي حلوان كلها، وهو مزود بكاميرا فيديو لتسجيل الحدث كاملا.