متحدث الخارجية المصرية لـ«صوت الأمة»: قضية «ريجيني» نتعامل معها بشفافية تامة.. مصالحة «حماس» مع مصر تتم من خلال جهات أمنية.. «أبوزيد»: وجود اسم الرئيس الراحل السادات فى شوارع إيران تحيل التصالح معهم

السبت، 07 مايو 2016 07:43 م
متحدث الخارجية المصرية لـ«صوت الأمة»: قضية «ريجيني» نتعامل معها بشفافية تامة.. مصالحة «حماس» مع مصر تتم من خلال جهات أمنية.. «أبوزيد»: وجود اسم الرئيس الراحل السادات فى شوارع إيران تحيل التصالح معهم
متحدث الخارجية المصرية
إبراهيم مطر

- زيارة ملك السعودية كشفت مدى استراتيجية العلاقة بين مصر والمملكة
- العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية بالدرجة الأولي
- قضية «ريجيني» يتم التعامل معها بشفافية تامة
- مصالحة حماس مع مصر تتم من خلال جهات أمنية
- وجود أسم الرئيس الراحل السادات فى شوارع إيران تحيل التصالح معهم

أكد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى بإسم وزارة الخارجية، أن السلطات المصرية تتعامل مع قضية «ريجينى» بمنتهى الشفافية.

وأضاف «أبو زيد» خلال حواره لـ«صوت الأمة» أن مصالحة حماس مع مصر تتم من خلال جهات أمنية، كما أشار إلى زيارة ملك السعودية، وقال إنها كشفت عن مدى استراتيجية العلاقة بين مصر والمملكة.

والي نص الحوار:

- من وجه نظرك ما أهم ما جاءت به زيارة الملك سلمان إلي مصر ؟

كانت زيارة الملك سلمان إلي مصر هامة جدا وناجحة وتاريخية، فمصر والسعودية هما جناحي الاستقرار في المنطقة العربية التى تمر بتحديات كبيرة، والتى ألقت بظلالها على الزيارة، حيث تم تناول موضوع الإرهاب وتهديده للمجتمعات والشعوب العربية، وكذا الأزمات المختلفة التى تمر بها المنطقة مثل الأزمة السورية، والأزمة الليبية، والوضع في اليمن، هذا بجانب التحديات النى تواجهها المنطقة العربية من بعض الدول المتاخمة.

وقد أكدت الزيارة مدى إستراتيجية العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية، وانعكاساتها علي المصالح المشتركة التي تهدف الدولتان الي تحقيقها، وتناولت الزيارة أيضا التعاون الثنائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتى كُللت بالعديد من الاتفاقيات حول العديد من المشروعات في مجالات تتعلق بالزراعة والتصنيع والتجارة والطرق والمواني والتدريب والعقارات والاستثمارات في مجال الطاقة، وكل هذه المشروعات نوقشت خلال الأشهر الأخيرة في إطار المجلس التنسيقي المصرى السعودي، وقد برهنت الزيارة على اهتمام المملكة بدعم الاقتصاد المصري ودعم الاستقرار في مصر، إيمانا منها إن مصر القوية والمتماسكة هي رصيد للعالم العربي كله.

- هناك أراء كثيرة حول نية المملكة في تهميش دور مصر في المنطقة العربية، فما رأيك؟

هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلًا، لأننا نتحدث عن دولتين كبيرتين، لهما علاقات تاريخية علي المستوي الإقليمي والدولي، ونحن لا نتحدث عن تنافس بل تضامن وتلاحم ومصلحة مشتركة لإعادة بناء الصف العربي، ليس صحيحا مثل هذه الأقاويل التي تريد تشويه العلاقة دون دليل واضح، وقد جاءت الزيارة لتؤكد هذا التضامن بين الدولتين، لما سينتج عنه استقرار مستقبلي ومواجهه حاسمة لكافة المخاطر التي تحاك بالمنطقة العربية كلها.

- ما تفسيرك حول تقليل السعودية دعمها المادى عن مصر الأيام السابقة ؟

دعم مصر من قبل المملكة العربية السعودية أمر نسبي، وهناك تغييرات جديدة طرأت مثل انخفاض أسعار البترول، والوضع الدولي ذاته يواجه تحديات، وبالتالي مصر تدرك هذا، ومع كل هذا فان الإتفاقيات التى تم توقيعها مع المملكة العربية السعودية اثناء الزيارة هو خير برهان علي هذا الدعم، ومن الصعب الحديث عن انخفاضه، ولكن الإطار السياسي مختلف، وأشكال الدعم الإقتصادي تتغير، وليست بالضرورة تأخذ الشكل التقليدي الذى كنا نسير عليه لسنوات طويلة، فكما أشرت إلى أن هناك التزامًا كبيرًا من المملكة العربية السعودية بدعم مصر لتمكينها من مواجهه التحديات، خاصة الحرب التي تقودها مصر ضد الإرهاب وضد الفكر الفاشي والايدويوجيات الهدامة، فهو ليس فقط دعم لمصر ولكنه دعم للعرب جميعا.

- هل تتوقع استجابة مصر لإقتراح السعودية حول التصالح «المصرى -التركى»؟

أنا لم اطلع عن أية معلومات عن وساطة سعودية فيما يتعلق بالملف المصري التركي، فمنذ فترة شهدنا تدخل تركي في الشئون المصرية، شاهدنا عدم احترام للإرادة الشعبية المصرية، عدم اعتراف بثورة 30 يونيو، وإذا بقيت هذه التدخلات التركية فسيكون من الصعب الحديث عن المصالحة، ولكن إذا حصل تغير جوهري في الموقف التركي بالشكل الايجابي الذي يعكس عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول واحترام إرادة الشعوب فسيكون من الممكن الحديث عن تحسن في العلاقات.

- هل من ضمن شروط عودة العلاقات المصرية الإيرانية نزع اسم قاتل الرئيس أنور السادات من شوارع إيران ؟

بالتأكيد هناك ملفات ثنائية تمثل عائقًا في عودة العلاقات، مثل وضع أسم قاتل الرئيس محمد أنور السادات علي شوارعهم، وإذا ثبت إن هناك إرادة سياسية وسياسة في التغيير سنرحب بذلك.

- كيف ترد الخارجية المصرية فى قضية «ريجينى»، حول إتهام إيطاليا للداخلية المصرية ؟

الحكومة المصرية والسلطات المصرية حرصت منذ بداية هذه الأزمة على التعامل بأكبر قدر من الشفافية، بداية من التحقيق الذي بدأ بشكل مشترك وتعاون تام بين الجانبين باشتراك فريق محققين ايطاليين، مرورا بالاتصالات التي تمت على كافة المستويات بين السلطات المصرية والايطالية، سواء من خلال الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الايطالي، أو سامح شكري وزير الخارجية مع نظيره الإيطالي، ولقاءات متكررة بين الجانبين أظهرت عمق العلاقات المتبادلة بين البلدين، والتحقيقات جارية لكشف أسرار هذه الجريمة، ومعرفة من هو الجاني ومن يقف خلف هذه العملية، وانتهاءً بزيارة المدعي العام الايطالي لمصر واطلاعه علي كافة الملفات، وأخيرًا زيارة وفد المحققين المصرى الى روما. هناك تواصل والتزام مصري بهذا التواصل.

والمشكلة أن هذه القضية باتت تمثل مصدر احتقان كبير لدي الإعلام الايطالي، وللأسف التقطت هذه القضية دوائر أخري عالمية معروف عنها توجيه اللوم إلي مصر وانتقاد الأوضاع فى مصر، وبالتالي تم الترويج لشائعات كثيرة منذ بداية هذا الحادث، ساعدت في غضب الشعب الايطالي، وقد ثبت بعد ذلك أنها ليست صحيحة بالمرة، بداية من تقارير حالة جثمان الطالب الايطالي ريجينى، الذي اثبت الطب الشرعي أنها ليست دقيقة، مرورا بأن هناك كاميرات رصدت اختطافه من أمام منزله ثم بعد ذلك ثبت عدم صحة ذلك.

وكذا الشائعات التى نُسبت لكبير الأطباء الشرعيين زعمًا أنه صرح بأنه ريجيني تم تعذيبه، ليخرج بعدها ويقول علي الملأ أن هذا غير صحيح، وانه لم يدل بتصريحات من هذا النوع، وسبق أن نسبوا لوزير الخارجية المصري أنه قال لنظيره الأمريكي جون كيري أن هذا الشاب منخرط في عمليات شذوذ جنسي، وهذا لم يحدث ونفت وزارة الخارجية ذلك جملة وتفصيلا، فإذا رأيت رصد تناول الإعلام الغربي لهذه القضية وترويج الشائعات ستجد أن هناك شيئًا مريبًا يدعو إلي الاستغراب، وهذه الشائعات ساهمت في تأجيج الإعلام الايطالي.

أضف إلي ذلك موقف الحكومة الايطالية في مواجهه التيارات الحزبية الاخري والمعارضة في ايطاليا، فهناك أطروحات لسحب الثقة منها في البرلمان، وهناك قضايا فساد لا تمت بصلة لهذه القضية، كل هذا يضع الحكومة في وضع حساس مما يدفعها إلي المزايدة فى الأمر الذى يزيد من تعقيد الأزمة، وهناك رغبة من المسئولين في الدولتين للحفاظ علي العلاقة وعدم إتاحة الفرصة لأحداث فردية لتعكير صفو العلاقات، وقد كانت ايطاليا من أولي الدول الداعمة لمصر ولها استثمارات كبيرة مع مصر وتاريخ كبير معنا، وليس من المصلحة ابدأ الإضرار بتلك العلاقة.

- ما هو ردك علي اتهامات والدة ريجنيي للداخلية المصرية ؟

هناك علامات كثيرة من الاستفهام، ليس لها إجابة حتى الآن، ولكن إذا تحدثنا بالمنطق هل فعلا الدولة تقوم بقتل وتعذيب مواطن أجنبي وإلقائه في هذا المكان العام بهذه السهولة هل هذا منطق؟ لا اعتقد ولماذا؟ ولأي هدف؟ المسائل كثيرة وما تزال عالقة ومن الأفضل أن يترك كامل الملف لجهات التحقيق الرسمية المستقلة التي تعمل بالتعاون مع الجانب الايطالي واطلاعه علي التفاصيل، وبالتالي لا يجب المزايدة أو إثارة البلبلة.

- ايطاليا تقول ان لديها فيديوهات لقاتل جوليو ريجنيي، ماتعليقك؟

من الصعب الإجابة عن أسئلة افتراضية، نتعامل مع الوقائع إذا ظهرت أمامنا، وهناك وفد مصري يتعامل مع وفد ايطالي، وهناك تعاون مثمر، وبالتالي لا يجب القفز إلي استنتاجات تثير البلبلة.

- هل انجلترا لها مصلحة في إشعال العلاقات المصرية الإيطالية ؟

لا عتقد ذلك، فالعلاقة بين مصر وبريطانيا طيبة، وهناك حرص بريطاني علي عودة السياحة البريطانية مرة أخرى، وعودة حركة الطيران، وهناك تفاعل فني قريب ونقترب من حل نهائي لتلك الأزمة.

- لماذا مصر لم تستجيب للسعودية في المشاركة العسكرية الفعلية في اليمن ؟
مصر استجابت للسعودية فى المشاركة العسكرية الفعلية فى اليمن وشاركت بقوات بحرية عند باب المندب لتامينه.

- ماذا عن مصالحة حماس مع مصر ؟

وزارة الخارجية ليست جزءً من ذلك الحوار مع حماس، ولكن الأمر يدار من جانب جهات أمنية.

حماس كان لها دور سلبي في مسألة استقرار سيناء، واتهامات باغتيال النائب العام، ومن ثم فان طبيعة الاشتراطات ومسار المحادثات مع حماس أتصور انه يأخذ هذا بعين الاعتبار.

- ماذا عن الملف المصري الليبي ؟

مصر تساعد ليبيا من خلال تواصلها مع المجتمع الدولي وكافة الأطراف الليبية، ومن خلال دعمها لمؤتمر الصخيرات للوصل إلي تنفيذ هذا الاتفاق والوصول إلي تشكيل حكومة الوفاق الوطنى، وتعزيز قدرة الجيش الليبي لمكافحة الإرهاب، الوضع الحالي في ليبيا يتحسن بشكل تدريجي وايجابي، والمجلس الرئاسي الوطني دخل طرابلس، ومطلوب من مجلس النواب إن يقوم بدوره فى دعم تشكيل حكومة الوفاق الوطنى، ومطلوب أيضا من المجتمع الدولي توفير الدعم لها.

- ماذا عن العلاقات المصرية الأمريكية ؟

العلاقات المصرية الأمريكية تاريخية وإستراتيجية وشهدت في الفترة الأخيرة تطورات ايجابية تمثلت في عقد الحوار الاستراتيجي، وهناك زيارة من أعضاء الكونجرس الأمريكي، والتواصل مستمر وفعال ومثمر بين وزيري خارجية مصر وأمريكا من خلال الاتصالات الهاتفية أو اللقاءات فيما بينهما علي هامش الاجتماعات الدولية، وتم رفع بعض القيود على المساعدات الأمريكية لمصر.

وبالنسبة للتوتر الذي يراه البعض بسبب بعض المنظمات الغير حكومية، فمصر ملتزمة بموقفها أن دور منظمات المجتمع المدني دور أصيل يؤكده الدستور المصري، وبالممارسة يوجد المئات من منظمات المجتمع المدني الأجنبية، وإذا نظرنا الي التمويل الأجنبي سنجد انه لم يتم الموافقة علي 7 % من طلبات التمويل فقط، وهي استثناءات ولكل دولة أن تضع القواعد المنظمة لتلك المنظمات وهذه الشفافية المطلوبة، فالولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت ستغلق منظمات قاموا بصرف أموال في غير المنافذ المخصص لها، فهذه قواعد تشكل عمل المنظمات بشكل عام، ففي بعض الأحيان تكون الصورة غير واضحة، وهناك بعض المستفيدين من هذه المنظمات يروج لشائعات معينة خاطئة ومواقف معينة خاطئة، وللأسف المعلومات الخاطئة تصبح حقيقة بعد ذلك، ويتصور البعض أنها حقائق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق