أقوى من المولوتوف والنسف : تفخيخ الدولار وخطف الأجانب!
الثلاثاء، 03 مايو 2016 05:14 م
يمكن القول ، أن الجرائم التي تحرك سياسات الدول في مواجهة بعضها البعض ، حاليا ، هي الجرائم الجنائية ضد مواطني هذه أو تلك .و تعتبر حالة الباحث الإيطالي الشاب ريجيني نموذجا صارخا ، مؤشرا عليها ، فقد تمت جريمة خطف وتعذيب وقتل الشاب ريجيني والتمثيل البشع بجثته ، في وقت ازدهرت فيه العلاقات المصرية الإيطالية ، وبلغت قمة السعادة لدي الطرفين ، عقب اعلان شركة ايني الايطالية عن اكتشاف حقل الغاز" ظهر" العملاق في المياه المصرية بالبحر المتوسط ، وان الحقل و حقول اخري محتملة بقوة وثراء ، سيحولون مصر الي دولة اساسية تمد اوروبا بالغاز ، ولم تتم الفرحة ، وانقلبت الي مأتم ، بعد الغضب الايطالي الشعبي والرسمي ، مسثمرين غباء ورعونة وجهل صحفيين واعلاميين مصريين نسبوا الي شرطة بلادهم تقارير واستنتاجات بأنها وراء خطف وقتل ريجيني ، وتصاعدت وتيرة وحدة تصريحات رئيس الوزراء الايطالي ، وأعضاء في حكومته ، بينما التزمت مصر اعلي درجات الكياسة والصبر ، وعاد الوفد القضائي والأمنى المصري من روما بعد رحلة لم تحقق هدفها باقناع الطليان ان الحكومة المصرية لا يمكن قط أن تاتي مثل هذه الجريمة .
في الوقت ذاته ، تذكرت مصر والاعلام المصري ، ان هناك ، في روما عاملا مصريا مختفيا منذ ستة أسهر ، اسمه عادل معوض وأهله نشف ريقهم ، وداخوا مابين الخارجية المصرية ، وشوارع وبوليس روما عبثا ، ولم يلتفت أحد إلي المصري المختفي الإ حين أصبح ورقة مقايضة ، علي الأقل ، لتخفيف الضغط !
واليوم وقع حادثان يرتبطان أيضا بعلاقت مصر بدول محورية هما بريطانيا والسعودية وكلتاهما ، لهما أهمية اقتصادية ، وأمنية ، ففي الساعة الواحدة بعد منتصف ليل لندن ، عثر علي الشاب المصري شريف ميخائيل محترقا داخل سيارته ، في جراج العمارة التي يسكن فيها ، وفقا لرواية السفير المصري ناصر كامل في لندن ، وفي رواية أخري محترقا داخل منزله ، وليس داخل السيارة وفقا لرئيس الجالية المصرية في اوروبا ، دكتور عصام عبد الصمد ، نقلا عن تصريحات ومعلومات حصل عليها الأخير من شرطة سكوتلانديارد التي تحقق في الجريمة ، واعلنت القبض علي شاب يبلغ من العمر ٢١ عاما ، موضع أشتباه ، و لا يزال بقبضتها ، بينما اكد السفير المصري ناصر كامل أن البوليس البريطاني افرج عن الشاب المشبوه . بالطبع ، يتم التسخين اعلاميا ، وسياسيا ، لابقاء ملف حياة وحرق شاب مصري يعيش في لندن مع اسرته ،مفتوحا ،للتأكيد علي ان الحكومة المصرية مهتمة بأرواح مواطنيها ، وتتابع وتحاسب ، وتحقق ، مثلها مثل الدول الغربية ، والحق ان هذا ليس بجديد منذ ثورة الثلاثين من يونيو ، حتى مع أشقاء عرب ، وحصلت مصر علي حقوق مواطنيها وتعويضات واعتذارات للضحايا واهليهم حفظت كراماتهم.
ولا يزال التحقيق مستمرا في ملف حرق الشاب شريف ميخائيل ، وتتابعه الخارجية المصرية ، وفي صباح يوم الثلاثاء الماضي ، وقع حادث مؤسف آخر ، وهو اختطاف رجل اعمال سعودي يبلغ من العمر ٦٩ سنة ، في الكيلو ٧٦ طريق مصر الاسماعيلية القاهرة ، وعثرت الشرطة علي سيارته محطمة وبها آثارعنف ، ولا يزال الرجل مخطوفا ، وظهر ان له استثمارات كبيرة ومزارع في مصر ..
وحتى كتابة هذه السطور لم يعرف مصير المستثمر السعودي ، ولا أعرف إن كان سيلحق به رجال أعمال عرب ، من الامارات او الكويت او غيرها ، ام لا !
اضف الي كل ما سبق ، جريمة الجرائم الجماعية ،وهي إسقاط الطائرة الروسية في سيناء بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ، ومن يومها ومصر تدفع الثمن الباهظ اقتصاديا . الثمن الإقتصادي هو الهدف من كل الجرائم ، فتخريب علاقات مصر مع دول صديقة لمصر تستثمر وتساعد مصر ، ويتم قتل أو خطف ، او القتل والخطف معا ، لمواطنين ينتمون للدول الصديقة، هو الهدف النهائي.
هي جرائم ذات شكل جنائي لكنها بالقطع جزء من حرب الارهاب علي الدولة المصرية ، وهو ليس من نوع الارهاب العشوائي ، عبوة ناسفة هنا اوهناك ، لا .. بل هو تدبير وتخطيط مدروس لأجهزة مخابرات ، تعمل علي تشتيت فكر وجهد الدولة المصرية وارباك حساباتها بفتح جبهات نيران عديدة عليها ، مما يسهل افتراسها وتركيعها ، ومالم يتحقق بخمسة وعشرين يناير يتحقق بالتقسيط ، وعلي آماد مفتوحة !
أضف الي ما سبق ، وفكر وركز ، الصعود الجهنمي لسعر الدولار وقفزاته الأرنبية ، وستري ان وراءها من يدبر وينفذ ، بهدف إفقار الدولة وإظهارها عاجزة عن اطعام الشعب ، فيثور الشعب ، غضبا ، فينقضون هم علي الحكم !
هناك عدة أسئلة واجبة : تري .. هل سيهب" النوشتاء" هبة الغيران علي حق ابن بلده المحترق قتلا في لندن ؟ هل سينظمون وقفة احتجاجية امام السفارة البريطانية في مصر ، رافعين صور شريف عادل حبيب ميخائيل، ومطالبين بمعرفة ملابسات قتل الشاب المصري ؟
سوابق النشطاء انهم يحتجون فقط ضد بلدهم مصر ، حينما يسقط لدولة اجنبية قتيل لسبب أو لآخر !
وسوابق لندن نهائية فيمن يلقى مصرعه علي أرضها ، قتلا بالرصاص ، او قذفا من الشرفات ، وراجعوا جنايات مصرع اللواءالليثي ناصف ، واشرف مروان ، وسعاد حسني !
حين تضع ما سبق ، متجاورا ،ستري الصورة صحيحة : تدمير علاقات مصر الاقتصادية وتجنين الدولار ، هما الفصل الأخير من فصول حرب الارهاب علي الدولة المصرية .
بعون الله ستهزمون !