«الشارقة القرائي» يدعو إلى تفعيل دور المكتبات المدرسية لدعم قراءة
الأربعاء، 27 أبريل 2016 12:05 م
شهدت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ندوتين جديدتين حول كتابة وكتب أدب الطفل واليافع ومقوماتها الناجحة، الأولى بعنوان "الكتابة الموجهة لليافعين" شاركت فيها الكاتبة البريطانية سيوبان كورهام، والكاتب الكندي جيف نورتن، وأدارها محمد غباشي، فيما تحدثت الندوة الثانية عن "رحلة الكاتب نحو الإبداع" شارك فيها كل من الكاتبة الكويتية د.نرمين الحوطي، والكاتبة الفلبينية كاندي غورلي، وعزت عمر، وأدارها محسن سليمان.
وبين الكاتب جيف نورتن في مستهل الندوة الأولى التي أقيمت على قاعة ملتقى الأدب أن وجود المكتبة المدرسية الجيدة، وأمين المكتبة الجيد عاملان مهمان في دعم توجهات اليافع القرائية، وأن الحديث عن المستقبل في قصص وأدب كتاب الطفل بشئ من الإثارة يمكن أن ينافس تأثير الألعاب الإلكترونية ويعيد اليافع إلى القراءة من خلال تجارب واقعية، ودعا الكاتبين إلى إثارة أكثر من حاسة لليافعين في مؤلفاتهم بشكل لا يتوقف على مجرد الحاسة البصرية وإنما يتعداها ليشمل أكثر عدد ممكن من الحواس الأخرى للشعور بالعمل الأدبي.
وأضاف نورتن أن خلق شخصية محبوبة في الكتابة لليافع، وتكوين علاقة تفاعلية عاطفية بينه وبين تلك الشخصية خلال القراءة سيجعله ينتقل بين أحداث الكتب الموجهة له دون ملل، كما أن إضافة بعض الأشياء الغريبة، والإستعارات الجاذبة، والطرائف، عوامل محفزة أخرى للقراءة، ويمكن القول أن تحويل العمل القصصي الموجه لليافع الى عمل مسرحي أو تلفزيوني سيثير في نفس اليافع القراءة والبحث المستمر.
وتحدثت الكاتبة سيوبان كورهام عن صعوبة الكتابة الموجهة لليافعين، وأهمية التعامل معهم بما يناسب فئاتهم العمرية، وذلك برجوع الكاتب الى تلك المرحلة من حياته، وتذكر كل تفاصيلها بدقة، ثم ترجمة تلك التفاصيل إلى أحداث شيقة تستحوذ على اهتمام اليافعين، وأضافت كورهام أن اليافع في الشرق والغرب من هذا العالم يحب أن يقرأ ثقافات مختلفة، ولا تأثير عنده لبعد المسافات فبرغم وجود فوراق ثقافية إلا أن هناك الكثير من نقاط الإلتقاء في مشاعر الحب والخوف والمغامرة وغيرها.
في الندوة الثانية، بينت الكاتبة د. نرمين الحوطي مفهوم الإبداع بشكله الواسع، وأكدت أن مقومات الإبداع للكاتب تشمل العديد من العوامل منها: البحث عن المعلومات والقراءات، ومعايشة الأحداث التي انطلقت منها، واختزال تلك المعلومات في قوالب وصور درامية، وتوظيفها، وضم خيال الكاتب اليها، وتحديد الفكرة التي ينطلق منها أدب اليافع، وأن من شأن كل ذلك أن ينتج كتبًا أدبية للطفل واليافع تبقى في ذاكرتهم فترة طويلة.
ولم يختلف رأي الكاتبة الفلبينية كاندي غورلي عن الحوطي كثيرا حيث رأت أن القراءة الجيدة المختلفة والواسعة التي تختزل بين طياتها الأزمنة والأمكنة والوقائع، والمواقف، وتدوين تفاصيل الحياة، والإصرار على دخول مجال الكتابة وطباعة الأعمال المنجزة من شأنها أن تعزز حضور الكاتب في المحافل الأدبية وحصولهم على جوائز كبيرة.
الكاتب عزت عمر، أشار إلى أن مقومات الإبداع عنده في الكتابة نشأت منذ الطفولة من خلال تحليل حكايات الأم والجدة، ووضعها في قوالب جديدة، ثم نضجت تلك التجربة في مراحل عمرية متقدمة، وبدأ كتابة القصة القصيرة، والرواية، وحدث أن غاب محرر مجلة عن العمل ليحل مكانه ويبدأ ذلك العمل انطلاقة جديدة في عالم الصحف والمجلات التي صقلت فيه الموهبة والتجربة ومكنته من إنتاج أعمال أدبية تم اعتماد بعضها في المناهج الدراسية الحالية لما فيها من عوامل تشويق، وجذب، وقيم معرفية وثقافية كثيرة.
وتشهد الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي الذي ينعقد بمركز اكسبو الشارقة ثلاث فعاليات جديدة يوم الجمعة 29 من ابريل الحالي، تتضمن ورشة "الكتابة الإبداعية" التي تقام في الساعة 4 مساء بمشاركة د. سندس العجرم، وفاطمة لينيد، ويديرها محمد غباشي، وورشة "أطفالنا" في تمام السادسة مساء بمشاركة عائشة سلطان، وعائشة الكعبي، وكريستينا فرنانديز، بإدارة الهنوف أحمد، وندوة تحديات انتاج وتداول كتاب الطفل بمشاركة مجموعة من الأدباء والناشرين.