نص كلمة رئيس مجلس القضاء الأعلى لـ«السيسي»

السبت، 23 أبريل 2016 11:46 ص
نص كلمة رئيس مجلس القضاء الأعلى لـ«السيسي»
المستشار أحمد جمال الدين رئيس مجلس القضاء الأعلى
رمضان البوشي

قال المستشار أحمد جمال الدين رئيس مجلس القضاء الأعلى مرحبا بالرئيس السيسي في دار القضاء العالي داري ودارك ودار المصريين جميعا التي استقر فيها وحدات الشعب وضمير الأمة أنها حضن العداله وملاذ المصريين .

ولعلك يا سيادة الرئيس تتذكر مثلما أتذكر بل من المؤكد انك تتذكر عندما كنت تأتي في مرحلتي الصبا والشباب من القاهرة الفاطمية إلى القاهرة الخديوية فترى من بعيد دار القضاء العالي لا تدخل إليها ولا حتى تفكر في الدخول إليها ولكنك كنت إذ تراها تعلو قائمتك وترتفع هامتك ويتعمق لديك الإحساس بوطنيتم والفخر والزهو بمصريتك ويتجلى الشعور الكامن في وجدانك بأن في مصر قضاء.

وأضاف جمال الدين أنه عندما يتكلم عن دار القضاء العالي فإن حديثي غير مقصور على الحجر والأثر بل إن حديثي ينصب أساسا على البشر وهم قضاه مصر الأجلاء الذين يقولونرفي الناس كلمة الحق لا تضعفهم رغبة أو رهبة لأنهن ينشدون العدل صفة من صفات الله العظمى.

وعندما أتكلم عن قضاة مصر لا يقتصر حديثي على من شرفت بحضورخن اليوم فلقد حال ضيف مساحة هذه القلعه دون حضور باقي القضاه الذين يؤدون رسالتهم في منظومة متكامله العداله في محاكمته ومجلس الدوله والمحكمة الدستورية وقضايا الدوله والنيابة الإدارية بعيدا عن السياسة بما لها وما عليها.

القاضي الحق يا سيادة الرئيس هو من ينأي بنفسه عن السياسة ويتوقع عن الاعلان وهو من لا يعرفه أحد حتى المتقاض ي لا يعرف عنه إلا أنه قاضي.

واطمئنك وارجو ان تطمئن المصريين جميعا أن قضاتهن يعملون في إطار نظام قضائي راسخ حافل وغنى بالضمانات الاي تكفل سلامة وعدالة الحكامة وتؤكد شموخه.

إن تسبيب الأحكام من أعظم الضمانات التي فرضها القانون على القضاة إذ هو مظهر قيامهم بما عليهم من واجب تدقيق البحث وامعان النظر لتعرف الحقيقة الاي يعلنونها فيما يفضلون فيه من الاقضية وبه وحده يسلمون من مظنة التحكم والاستبداد.

إذا أردت أن تعرف قاضيا فاقرأ أسبابه إذ لا محل لمعرفة القاضي إلا من خلال عمله القضائي المعلن فهو وحده الذي يشهد له أو عليه أما القاضي الذي يظهر بصفته قصدت في المحافل العامة وقد يصفق له العامة فهو الاردء ومأله حتما أن يلفظها القضاء
وإذا كان القضاه بشرا قد يخطئون فإن منظومة الطعن في أحكامهم كفيلة بتصحيح جل أخطائهم .

وإذا كان الدستور وقانون السلطة القضائية قد كفلاش استقلال القضاء فمن المؤكد كما تقول المذكرة الايضاحية لأول قانون استقلال القضاء الصادر سنة 1943 خير ضمانات القاضي هي تلك التي يستمدها من قرارة نفسه وخير حضن يلجأ إليه هو سميرة فقبل أن تفتش عن ضمانات القاضي فتش عن الرجل تحت وسام الدولة فلن يصنع الوسام منه قاضيا أن لم يكن له بين جنبيه نفس القاضي وعزة القاضي وكرامته وغضب القاضي لسلطانه واستقلاله هذه المصانع الذاتية هذه العصمة النفسية. كما تقول المذكرة الايضاحية هي استقلال القضاء التنبيهات نصوص ولا تعزيزها قوانين إنما تقرر القوانين الضمانات التي تؤكد هذا الحق وتعزيزه واسد كل ثغرة قد ينفذ منها السؤال إلى استقلال القضاء .

ربما يكون من المناسب في هذا السياق أن نتذكر معا الرئيس الفرنسي الجنرال شارل يجول عندما عاد إلى باريس بعد الحرب العالمية الثانية وسأل عن أحوال بلاده فاجابوة سلبا ..فسأل عن القاضي الفرنسي فأخبرو أنه بخير ..فقال إذا فرنسا لخير .

وأنا اليوم أطمئن ك ان القضاء في بلادنا والحمد لله لازال وسيظل بإذن الله بخير وارجوك أن تطمئن المصريين جميعا وأن تقول لهم وللعالم كله القضاء المصري. بخير إذا مصر بخير.

هذا عن القضاء والقضاه أما عن المتقاضين ونحن في المحاكم لانعرف أسماءهم بل نعرفهم بصفاتهن فنقول المدعي والمدعي عليه والمتهم والمجني عليه والطاعة والمطعون ضده وهم ليسوا جميعا كما قد يحسب البعض من الاشرار بل إن اغلبهم من الاخيارالذين ظلموا وطلبت حقوقهم فتشوقوا العدل وللاذوا بمحرابة وانصافهن هو هدف التظلم القضائي وغايته .

ولكنني اليوم أجد من واجبي ان أقرر أن العدد في الخصومات من أشد المشكلات التي يواجهها القضاء ولقد كنت في السابق أجد من يتباهى بأنه وأفراد أسرته لم يدخل أحدهم محكمة أو قسما الشرطه ولكنني الآن مع الأسف الشديد أجد من يتباهى بكثرة دعاوية وبتردده الدائم على المحاكم ودور النيابة وأقسام الشرطه بل ويدعو باللدد في خصوماته .

ومن ثم فإنني أرجوك أم تتبنى الدعوة السماحة في الاقتضا ء والكف عن اللدد في الخصومات ولنتذكر معا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام .

رحم الله امرءا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا قضى وإذا اقتضى .

ومن المعروف أن الرسول الكريم وقد كان أول قاضي في الاسلام عندما عرضت عليه قضية استحكم فيها النزاع قال عليه الصلاة والسلام للمتقاضين .. إنما أنا بشر مثلكم ولعل بعضكم الحن بحجته من بعض فمن قضيت له بشئ من حق أخيه ظلما فلا يأخذه لأنه بذلك يقاطع قطعة من جهنم في جوفه يوم القيامه.

وعندما أرسل أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يطلب أموالا لتحصين مدينته اجابه حصنها العدل فلتكن هذه الكلمة دستورا لنا جميعا ولنتكاتف معا لتحصين بلادنا بالعدل وليكن كل منا عادلا في موقعه وأسرع كل منا الله في عمله وفي سائر أمور حياته .

وقديما قالوا لو أنصف الناس لاشتراك القضاه ولو تأذن لي اقول لو أنصف الناس لاشتراك الحاكم وأن أكرر راردددما قلته من قبل بيحب بعضنا بعضا وليحترم بعضنا بعضا وليست بعضنا بعضا .

ليكن الوطن محلا للسعادة المشتركة بين المصريين جميعا وإذا كان اليوم اقضل من الأمس القريب فإن الغد ان شاء الله سيكون أفضل من اليوم وإلى لقاء قريب ومصر أكثر محبة وأمنا وامانا ورفاهية وازدهارا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق