النور «دونت ميكس».. سلفى صباحا وعلمانى مساء

الأربعاء، 02 سبتمبر 2015 07:30 م
النور «دونت ميكس».. سلفى صباحا  وعلمانى مساء

بعد إعلان فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب، لملئ فراغ تشريعي دام لمدة عامين، بعد حَل مجلسي الشعب، والشورى فى يونيو (2012)، بدأت الأحزاب السياسية الاستعداد لهذا السباق العنيف، مع وجود ازدحام حزبي في الحياة السياسية في مصر.

أعد حزب النور السلفي بالفعل عدته، باذلًا المحاولات لكسب رضاء جماهير الشعب المصري فى محاولات لتصحيح صورته، وصورة تيار الإسلام السياسي، والتي قد شوهت بما فعله الإخوان، وآلت إليه الأوضاع عقب سنة من حكم التيار الإسلامي لمصر، أو من ناحيةٍ أخرى، يبذل الحزب المستطاع، والغير مستطاع، للفصل بينه، وبين تيار الإخوان، ومؤيديهم لضمان قبوله من الجماهير بين صفوف المترشحين في انتخابات مجلس الشعب.

مواقف الحزب بعد 30 يونيو

منذ اللحظات الأولى لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، كان موقف حزب النور واضحًا وصريحًا، حيث صرح عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي، شريف طه في تصريحات له، أن الحزب إنضم لخارطة الطريق التي قضت بعزل مرسي، لإدراكهم بعدم إمكانية إستمراره في الحكم، وأكمل طه أنهم فضلوا التنازل عن الرئاسة حقنًا للدماء، ومن أجل الحفاظ على مكتسبات الثورة.

وأكد طه أيضًا فى تصريحاته قائلاً: كنا قد ذكرنا أن الشرعية خط أحمر، طالما ظلت تحافظ على البلاد والعباد، وطالما كانت تؤدي الغاية المرجوة منها، وهي الإتيان بمصالح الناس، ولكن الشرعية ومنصب الرئاسة، صارا وسيلة لضياع البلاد والعباد، ووسيلة للقتال والحرب بين الأهالي، والرئاسة في نهاية المطاف ليست غاية بحد ذاتها.

النور يصوت بـ«نعم» على الدستور

استمر حزب النور السلفي معارضة نظرائه من أصحاب فكر الإسلام السياسي من شيوخ السلفية، وبقايا أذرع الإخوان خارج السجون فى تواجهاتهم العنيفة، ورفضهم الشديد لكل خطوة تخطوا بدونهم للأمام، حيث أعلن الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب في ديسمبر (2014) عن مشاركة الحزب فى الإستفتاء على وثيقة الدستور بـ نعم ، في إشارة إلى أن الاستفتاء على الدستور خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار في البلاد، وإيمانًا من الحزب بأن هناك واقعاً جديداً لا يمكن تجاهله أو تجاوزه، خاصة أنه هو الخيار المطروح أمامهم من أجل استقرار مصر، وتجنب الصراع والفوضى.

تأييد الحزب للسيسي في الانتخابات

ظل حزب النور السلفي، مؤيدًا للتيار العام فى خطوات بناء الدولة من جديد حتى وصل به المطاف أن خالف كل التوقعات، وأعلن قبيل انتخابات الرئاسة دعمه الكامل للسيسي فى مواجهة نظيره الوحيد المحسوب على التيار اليساري حمدين صباحي.

حيث أكد نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، في تصريحات له، أن الهيئة العليا للحزب، طرحت تأييد السيسي للتصويت، وجاءت النتيجة بنعم بنسبة (93) بالمئة، مشيرًا إلى أن السيسي هو من تحققت فيه المعاير التي وضعها الحزب لمن سيدعمونه في الانتخابات الرئاسية.

تخلي الحزب عن «تطبيق الشريعة الإسلامية»

مرت تلك الفترة بسلام على الحزب حتى هلت سنة 2015، وهلت معها آماني انتخابات مجلس نواب مصري يمثل جميع طوائف الشعب، بدأ حزب النور بالفعل المحاولات والمناورات من أجل كسب قبول لدى الشارع المصري.

كان أبرزها تصريحات مساعد رئيس حزب النور، شعبان عبد العليم عن تخلي الحزب عن مصطلح «تطبيق الشريعة الإسلامية» فى برنامجة الانتخابي الذي يتم العمل عليه من لجنة شكلها الحزب منذ فترة، تضم عددًا من قياداته، بعد أن كان تطبيق الشريعة الإسلامية محور رئيسي لحزب النور في الانتخابات البرلمانية السابقة في (2012).

وأشار عبد العليم أن هذا القرار جاء اعتبارًا لكونها مزايدة على المواطنين، والدولة على حد تعبيره، فى إشارة إلى أن تطبيق الشريعة الإسلامية موجود في الدستور كمادة حاكمة.

استقبال المجتمع لذلك القرار

استقبل المجتمع هذا القرار برؤى متباينة، حيث قابل نائب رئيس حزب التجمع، عاطف مغاوري هذا الخبر بالترحيب، ورأى أن تخلي النور عن مبادئ الشريعة فى برنامجه أول خطوة على طريق تسييس الحزب.

ونادى مغاوري كافة القوى التي تتكلم باسم الدين في السياسة، لاقتفاء أثر النور في التخلي عن الدين لممارسة السياسة.

ورأى أيضًا رئيس حزب العدل، حمدي سطوحي أن هذا القرار يحمل رسالة للمجتمع المصري أنه حزب سياسي، ولا يخطوا منهجية الإخوان.

في حين وصف الدكتور مختار غباشي، نائب المركز العربي للدراسات السياسية، قرار حزب النور ترويضًا لمطالبه، طبقًا للظروف المحيطة في شكل تغيير أيدوليجياته، لتتماشى مع متقلبات الحياة السياسية في مصر.

ومن جانبه قال اللواء، عادل عباس القلا، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، إن حزب النور يبذل الجهود في سبيل أن يقبل على المستوى الحزبي في إشارة إلى أنهم قد استفادوا من أخطاء الإخوان التي أودت بهم إلى الهلاك.

ويستمر الحزب ذو المرجعية السلفية، حزب النور في التلون على وصف البعض، أو التأقلم على وصف آخرين داخل الحياة السياسية في مصر، في محاولات لاقتناص بعض المقاعد في مجلس النواب المصري، المزعم إعلان جدوله الزمني قبل نهاية هذا العام الجاري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة