يسري عبدالله: رواية "عشرة طاولة" لمحمد الشاذلي تجدل السياسي بالفني
الإثنين، 18 أبريل 2016 08:27 ص
عقد "منتدى المستقبل للفكر والإبداع" مؤخرا ندوة في مكتبة البلد لمناقشة رواية "عشرة طاولة" للكاتب محمد الشاذلي والصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية.
وتحدث في الندوة الدكتور يسري عبدالله؛ أستاذ الأدب والنقد الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان، قائلا إن بطل الرواية؛ "رجائي متولي"، هو بمثابة الجامع بين كل شخوصها وحكاياتها المتقاطعة، ومن ثم يبدو السرد موزعا على أكثر من مسار داخل الرواية.
ويمثل الحوار السردي، كما يرى الدكتور يسري عبدالله، جزءا مركزيا من الرؤية السردية للنص، فعبره يتمم الكاتب رؤيته، ويستدرك سارده الرئيسي ما فاته، ومن الأمثلة الدالة على ذلك الحوار ما بين الفتاة الثائرة ضد حكم الإخوان التي ترفع لافتة شهيرة تحيل إلى عالم متعين أيضا "اللي بيكره الإخوان يضرب كلاكس"، وآلاء الفتاة النزقة الباحثة عن نصف الحقيقة، في انتظار أن تكملها مع رجائي متولي.
ويضيف: يبدو السارد البطل غير متورط في السياسي، انحيازاته الأيديولوجية واضحة في مجابهة الفاشية الدينية، لكنه يتعاطى مع الثورة من من وراء حجاب، ولا يبدو منشغلا بها انشغالا كليا.
ولا تعرف رواية "عشرة طاولة" للروائي محمد الشاذلي، كما يؤكد عبدالله، الزمن الخطي المتتابع، وإنما تتكيء على التداخل بين الأزمنة، ويبدو الزمن فيها تعبيرا جماليا عن قدرة السارد الرئيسي على استنفاد طاقات الحكي عن الأشياء، والمواقف السردية المختلفة، وفي إطار لعبة الدوائر التي يفضي بعضها إلى بعض وتسلم قارئها إلى إكمال الثغرات الزمنية والسردية في الحكاية، فحين يحكي عن رغبته في شراء طاولة والذهاب بها مع آلاء للشاليه الخاص بها في العين السخنة، يحيل إلى نزوله مع صديقيه كمال وخالد لشراء الطاولة من وسط المدينة.
ويلاحظ عبدالله أن في النص شغفا بلعبة الطاولة، حيث تتعامل الرواية معها بإنسانية شديدة، وتتبع تاريخها أحيانا.. الطاولة هنا بوصفها جزءا من تاريخ الجماعة الشعبية على تنويعاتها، وصدى للحكايات الممتدة عن أماكن بيعها وأمكان لعبها الشهيرة أيضا.
وفي الختام يشير عبدالله إلى أن محمد الشاذلي يقدم في هذه الرواية عالما خصبا ومتنوعا، يجدل فيه ما بين السياسي والفني، ويمزجه بحكايات إنسانية أنجع ما فيها صدقها الفني وعذوبتها، وذلك بعد مجموعتين قصصيتين، ساعيا صوب التدشين لمنطقة تخصه في الكتابة السردية.