الدكتور سعد الدين إبراهيم يفتح النار على النظام: الحكومة أكبر متلقي للتمويل الأجنبي..على الجيش تقديم كشف حساب بالمساعدات التي تلقاها خلال 30عاما.. ومصر لديها علاقات مع إسرائيل لكنها ترفص الصلح مع قطر
الثلاثاء، 12 أبريل 2016 05:26 م
د. سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أحد أقوي دعاة الديمقراطية في العالم العربي والذي يري أن الديكتاتورية هي السبب الرئيسي لكل مشاكل الأمة العربية.. فتح إبراهيم أبواب جهنم علي نفسه عندما دعا مؤخرا لإجراء مصالحة بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين لوقف ما أسماه نزيف الدم.
تحدث إبراهيم لـ «صوت الأمة» عن أن البديل لمبادرته هو إبادة 700 ألف إخواني هم من أقسموا علي البيعة للمرشد العام للإخوان المسلمين، وأشتكي من أنه في الوقت الذي أتهم بالخيانة والعمالة لطرحة المبادرة قامت المخابرات بلقاء وفد من حماس وتم الإفراج عن قيادات تحالف دعم الشرعية دون أن يوجه أحد اتهامات للمسئولين عن ذلك بالخيانة.
فتح مدير مركز بن خلدون، النار على نظام السيسي إزاء قضايا التمويل الأجنبي، متهما السيسي والجيش بأنهم الأكثر حصولا علي التمويل الأجنبي دون تقديم كشف حساب للشعب بقيمة هذه الأموال وفيما تنفق، كما وصف حذف الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق والحاصل علي جائزة نوبل للسلام من المناهج الدراسية المصرية نظرا لأرائه المخالفة للنظام المصري بتزييف التاريخ.. وإلي نص الحوار:
-طرحت مبادرة للمصالحة بين الإخوان والنظام الحالي فما الدوافع وراء ذلك خاصة أنه لم يطرأ جديد على المشهد السياسي؟
المبادرة جاءت بسبب نزيف الدم المستمر منذ سنتين بعد إقصاء الأخوان من الحكم وعندما كنت في زيارة لتركيا التي يتواجد بها عديد من قيادات الإخوان طرحت عليهم هذه المبادرة القائمة علي عودتهم للمشهد السياسي والعمل العام والإفراج عن كل القيادات والمعتقلين مقابل الاعتذار عن العنف ورحب الشيوخ من قيادات الجماعة أبرزهم محمود حسين فيما رفض الشباب المبادرة، ولا يوجد بديل من وجه نظري سوي التصالح لأن الأخوان لديهم أنصار يقدرون ب، 700 الف هم أعضاء الجماعة الذين أقسموا علي البيعة للمرشد،غير المتعاطفين معهم والذين يزيدون علي هذا العدد بكثير فإذا لم تطرح مصالحة فإن البديل الأخر دموي فهل ستقوم الدولة بقتل كل هذا العدد للتخلص من الإخوان؟
-ما هي ردود الفعل من الجانبين علي المبادرة؟
عندما طرحت المبادرة من خلال وسائل الإعلام بهدف عمل حوار مجتمعي حقيقي وسماع أراء الجميع للوصول لحل للأزمة الحالية لم أجني سوي اتهامات الخيانة والعمالة دون أن يذكر أحد لنا ما هو الحل البديل للوضع القائم حاليا، وفي نفس الوقت تم إجراء لقاء بين المخابرات وحركة حماس وإطلاق سراح عدد من قيادات تحالف دعم الشرعية، وهو ما أرحب به وأتمني إطلاق سراح كل المعتقلين ولكن نعاني من مشكلة حقيقية في مصر أن هناك من يحاسب علي أرائه وفي نفس الوقت هناك من لا يحاسب علي أفعاله.
قلت أنك ستعرض المبادرة علي البرلمان فهل تواصلت مع النواب من أجل ذلك؟
لم أصرح بذلك بل قمت بطرح المبادرة أمام الجميع.. نخب وأحزاب سياسية ونواب، فإذا لاقت استحسان أي نائب من النواب يقوم هو بطرحها علي المجلس الموقر لأنني غير ذي صفة فكيف أقوم بطرحها.
-ما ردك علي الاتهامات التي تطارد مركز أبن خلدون الذي ترأسه بالعمالة لأمريكا وأنه يهدف لزعزعة الاستقرار بمصر؟
تطاردني اتهامات الخيانة والعمالة منذ 30 عام ولم تثنيني عن القيام بدوري لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وأعلي محكمة في مصر وهي محكمة النقض برأتني من كل التهم وأثنت علي دوري وكل رؤساء مصر من عهد عبد الناصر مرورا بالسادات ومبارك ضيقوا علي، ومن يتصدر العمل العام عليه أن يتحمل هذا الدخان، ومن لا يتحمل الحرارة عليه ألا يدخل المطبخ، وتحملت المعاناة أنا وأسرتي وأصدقائي من أجل ما أنا مؤمن به ولست نادم.
-هل مصر مقبلة علي ثورة ثالثة؟
لا أعتقد أن هناك ثورة قادمة خلال العامين المقبلين لأن المصريين لا يثورون بسهولة ولكن عندما يثورون يقتلعون النظام من جذوره.
-كيف تقيم قانون الجمعيات الأهلية الأخير؟
هذا القانون عنوان لإفلاس الحكومة وليست المرة الأولي التي تحاول الحكومة إصدار قوانين للتضييق علي منظمات المجتمع المدني، وإذا كان الهاجس لديهم التمويل الأجنبي فالحكومة المصرية أكبر متلقي للتمويل الأجنبي وإذا كانوا جادين في محاسبة منظمات المجتمع المدني في مسألة التمويل الأجنبي فليقدم السيسى والجيش كشف حساب بالمساعدات التي تلقوها خلال 30 عاما.
-هل أخطأت الدولة في التعامل مع قضية مقتل الباحث الإيطالي ريجيني؟ أم أن هناك تربص غربي بمصر فيما يخص ملف حقوق الإنسان؟
كيف يكون الغرب متربص بمصر والمساعدات الممنوحة لمصر لم تنقطع من دول أوروبا وأمريكا، وإيطاليا علي وجه الخصوص لها علاقات اقتصادية قوية بمصر أخرها اكتشاف أكبر حقل غاز بمعرفة شركة إيني الإيطالية، وخطأ مصر أنها صمتت إزاء مقتل ريجيني ولم تصدر أي بيان مما جعل الشبهات تدور حول الشرطة المصرية عملا بالمثل القائل «كاد المريب أن يقول خذوني».
-كيف تري حذف الدكتور البرادعي من المناهج الدراسية بسبب مواقفه السياسية؟
مناهج التعليم ينبغي أن يتم صياغتها بشكل حيادي موضوعي وما حدث هو اعتداء علي التاريخ وليس إدخال السياسة في التعليم، فالدكتور البرادعي هو عالم مصري حاصل علي جائزة نوبل كما أنه كان جزء من مشهد 30 يونيو ولا يمكن حذفه من المشهد لمجرد أن من في السلطة لا يحبونه، لأن أرائه ليست علي هواهم.
-كيف تقيم السياسة الخارجية المصرية في التعامل مع قطر وتركيا وإيران؟
شعوب هذه الدول يحملون كل الخير لمصر وكنت قد أطلقت مبادرة للصلح بين مصر وقطر وقد نالني كالعادة اتهامات بالخيانة والعجيب أنه في الوقت الذي تفاوضت مصر مع إسرائيل ولديها علاقات معها علي الرغم من كراهية الشعب المصري لإسرائيل، نجد حملات إعلامية ضد هذه الدول والشعوب المسلمة.