استياء سعودي حول موقف إسرائيل من جسر الملك سالمان
الإثنين، 11 أبريل 2016 06:08 م
انزعج مسئولون سعوديين، من الهجوم الحاد لموقف إسرائيل من إنشاء جسر الملك سلمان، وتبعية جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية، التي شغلت الرأي العام العالمي خلال الساعات الأخيرة.
وقد صرحت اسرائيل عبر الاذاعة الرسمية بان انشاء الجسر فوق مضيق تيران يمثل خطر استراتيجي لها ويهددها.
وقد إستاء الجانب السعودي مما فعله الجانب الاسرائيلي من ردود افعال علي انشاء الجسر الاقتصادي بين مصر والسعودية.
تهديد إستراتيجي
وكانت إسرائيل، أكدت أن بناء جسر فوق جزيرتى تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة يمثل تهديدا إستراتيجيا لها، لأنه يعرض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطر، وفقا لما ذكرته «سبوتنك» الروسية.
وذكرت أنها أعلنت مرارا وتكرارا أنها تعتبر إغلاق مضيق تيران "سببا مباشرا للحرب".
وأشارت إلى أن معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين إسرائيل ومصر تؤكد حق حرية الملاحة عبر مضيق تيران، حيث تنص المادة الخامسة منها على أن الطرفين يعتبران مضيق تيران من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من وإلى أراضيه عبر مضيق تيران".
خرق اتفاقية السلام
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة «عكاظ» السعودية، فهيم الحامد، إن تقارير إسرائيل حول الجسر البري وقضية جزيرتي «تيران وصنافير»، ماهي إلا محاولة فاشلة لإثارة الغبار حول الجهد المشترك للقيادتين السعودية والمصرية، لتحقيق اختراق في العلاقات الثنائية والعمل العربي المشترك.
وأضاف في مقال له بصحيفة "عكاظ"، أنه لايحق لإسرائيل ولا لأي دولة في العالم الاعتراض على مشرع جسر الملك سلمان، أو الحديث عن الإعلان المصري بملكية الجزيرتين للسعودية، باعتبارهما شأنًا ثنائيًا وعربيًا داخليًا من أجل ربط الوطن العربي في آسيا وأفريقيا، والتنمية والاستثمار في المنطقة.
وأشار إلى أن السعودية اتفقت مع مصر على وضع الجزيرتين تحت السيطرة المصرية عام 1948، بعد اتفاق بين الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود والملك فاروق، موضحًا أن مزاعم تل أبيب التي تفيد بأن الجسر البري يعد خرقا لاتفاقية كامب ديفيد، ماهي إلا "اداعات باطلة"؛ بسبب عدم وجود أي بند في الاتفاقية الموقعة بين مصر وإسرائيل ينص على عدم إقامة أي مشاريع في شبه جزيرة سيناء.
الصيد في الماء العكر
ونفى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وجود مشكلات حدودية بين السعودية ومصر، مشيرًا إلى أن جزيرتي «تيران وصنافير» دخلتا ضمن اتفاقية كامب ديفيد بعد عام 1967، ورفضت إسرائيل فصلهما عن الاتفاقية، خصوصًا أنهما كانتا ضمن الأراضي المحتلة.
وقال الجبير إن مصر والسعودية شكلتا لجنة لاستعادة هذه الجزر، ولكن الأحداث التي مرت بها المنطقة بعد ١١ سبتمبر 2001، وانشغال العالم العربي حالت دون تحديد الحدود البحرية، مشددًا على أن مصر لم تحتل هذه الجزر، ولكنها دخلت تحت سيادتها بناء على طلب السعودية.
وأضاف أن الوثائق بين البلدين لم تظهر أي خلاف بين الحكومتين على سعودية الجزر، مشيرًا إلى أن البعض يصطاد في الماء العكر، وأن المملكة دولة سلام، إلا أن إيران وتدخلاتها المستمرة في شئون المملكة والعالمين العربي والإسلامي من أهم مشكلاتنا.
تاريخ تيران
وتقع جزيرة «تيران» في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبلغ مساحة الجزيرة 80كم²، وهي إلى جانب جزيرة «صنافير» المجاورة لها، وتمتاز هذه الجزر بالشعاب المرجانية العائمة، كما أنها مقصد لمحبي رياضات الغوص لصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية، ولها برامج سياحية باليخوت مع شرم الشيخ.
كانت إسرائيل قد احتلت هذه الجزر في 1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي، ومرة أخرى عقب حرب 1967، وانسحبت منها في العام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد، وتقع الجزيرتان تحت سيطرة الإدارة المصرية.
يذكر أن جزيرة صنافير تقع في المياه الإقليمية السعودية شرق مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر وتبلغ مساحة الجزيرة نحو 33كم.