مركز بحثي أمريكي: نهب آثار الشرق الأوسط يتطلب عقوبات رادعة
السبت، 09 أبريل 2016 10:28 ص
أكد المشاركون في الندوة التي نظمها مركز وودرو ويلسون الأمريكي حول تهريب ونهب الآثار في منطقة الشرق الاوسط حضرها عدد من علماء الآثار والاكاديميين والمهتمين بالآثار، أن نهب وتهريب الآثار من منطقة الشرق الاوسط يتطلب حلولا قوية وفرض عقوبات رادعة ضد الدول التي تساعد في عمليات تهريب الآثار من المنطقة.
وقالت عالمة الآثار المصرية مونيكا حنا إنه ينبغي على دول الشرق، التوصل إلى اتفاق حول سبل حماية تراث المنطقة الثقافي والعمل مع الشركاء الدوليين من اجل وقف استنزاف تراث الدول في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن مصر تعتزم تقديم ورقة خلال قمة مجموعة العشرين المقبلة حول تجارة الآثار غير المشروعة وسبل مواجهة هذه التجارة دوليا.
وطالبت حنا بضرورة زيادة الوعي لدى الافراد بعدم مشروعية اقتناء آثار مسروقة، مؤكدة ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمنع عمليات شراء الآثار المهربة من منطقة الشرق الأوسط.
واستعرضت عالمة الآثار المصرية عمليات نهب وتهريب الآثار المصرية، وأشارت إلى وجود عصابات منظمة تستغل عددا من العاطلين، وكذلك الأطفال في سرقة الآثار، قائلة إن هناك بعض العصابات المتخصصة في سرقة الآثار الفرعونية وأخرى في الآثار الإسلامية، وكذلك المخطوطات القبطية وصولا إلى الآثار من عهد أسرة محمد علي.
وقالت إنه "يتم تهريب الآثار المصرية بصفة رئيسية عبر إسرائيل وتركيا التي تعتبر الآن مركزا لمعظم الآثار المصرية المهربة لتجد طريقها إلى الدول الأوربية".
وأضافت أن هناك بعض القطع الآثرية التي لا تذهب مباشرة إلى الأسواق حيث يفضل التجار الاحتفاظ بها لبعض الوقت حتى يتم بيعها فيما بعد بوثائق مزورة وبأسعار باهظة.
من جانبها، قالت تيس ديفيس المدير التنفيذي لمنظمة ائتلاف الآثار الأمريكية أن الولايات المتحدة لديها ما يكفي من قوانين قوية لمكافحة عمليات تهريب الآثار، غير أنه من الضروري توفير الإرادة السياسية، والتمويل اللازم لتطبيق القوانين ورفع درجة الوعي العام بهذه القضية.
وأضافت ديفيس التي شغلت أيضا منصب المدير التنفيذي للجنة المحامين من أجل حماية الثرات الثقافي الأمريكية أن المشكلة تكمن في أن جرائم نهب وتهريب الآثار تعتبر من الجرائم غير العنيفة والتي ليس لها ضحايا، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية الأمريكية تبذل جهودا حثيثة لإحباط العديد من عمليات تهريب الآثار، لكن هناك حاجة لوجود إرادة سياسية لدعم هذه الجهود.
وأكدت ديفيس أن أعمال نهب الآثار الحالية في منطقة الشرق الأوسط لفتت الانتباه إلى هذه المشكلة الخطيرة، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة أوتنظيم داعش ليس هما أول التنظيمات الإرهابية أو آخرها التي تستغل سرقة الآثار لتمويل عملياتها، مشيرة إلى أن المشكلة ستستمر حتى بعد القضاء على تنظيم داعش.
وكشفت ديفيس عن تدفق عددا كبيرا لبعض القطع الأثرية من العراق والتماثيل النادرة من سوريا إلى الولايات المتحدة تقدر بملايين الدولارات.
ودعت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للتصدي لعمليات التهريب الجارية، مؤكدة أنه لم يتم بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر منذ فبراير من العام الماضي لمواجهة محاولات القاعدة وداعش لاستغلال تهريب الآثار لتمويل عملياتهما الارهابية.