مفتي الجمهورية يشيد بالتعاون بين مصر والسعودية

الأحد، 03 أبريل 2016 03:34 م
مفتي الجمهورية يشيد بالتعاون بين مصر والسعودية
الدكتور شوقي علام

أشاد فضيلة مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور شوقي علام بالعلاقات المشرقة والتاريخية والقوية بين مصر والمملكة العربية السعودية، خاصة في المجالات الدينية والثقافية، وبالتعاون المثمر بين دار الإفتاء والمؤسسات الدينية السعودية من أجل نشر خطاب إفتائي رزين، وتجاوز أي خلافات فقهية، والتصدي لجماعات التطرف الفكري التي تبتعد عن الإطار التأصيلي للفكر الإسلامي الرشيد، ومحاربة الإرهاب الذي لا يعرف وطنا ويجتاز العالم كله.

وأكد المفتي - في كلمته التي ألقاها، اليوم الأحد، خلال افتتاح ندوة "تطور العلاقات المصرية - السعودية في القرن الحادي والعشرين"، التي تنظمها رابطة الجامعات الإسلامية - أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المرتقبة لمصر ستعطى دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، واصفا لقاء القيادات في البلدين بـ"لقاء الضمير الأخوي والمسؤولية المشتركة تجاه الأمة العربية والإسلامية"، حيث كان التنسيق المصري - السعودي على مر التاريخ داعما لقضايا الأمة الإسلامية.

وقال إن "زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر ستكون باكورة لتعاون في مختلف المجالات، ودعما لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، ومنها الإرهاب، وتلك الفئات الباغية التي ادعت انتماءها للإسلام، وهي بعيدة عنه، وخالفت الشرع والدين، وارتكبت الأعمال الإرهابية باسم الدين، وهو منها براء".

وأشار الدكتور شوقي علام إلى مكانة مصر في العالم الإسلامي، وثقة المجتمع الدولي بها، واختيار القاهرة كمقر للأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم، التي تهتم بتدريب المفتين، ونشر خطاب إفتائي معتدل.

من جانبه، أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة - خلال الندوة - أن مصر والمملكة العربية السعودية تمثلان قوة للأمة الإسلامية، وأن التنسيق المستمر بينهما في مختلف المجالات يدعم الإسلام والعروبة، ويحقق الأمن والاستقرار، محذرًا من أية محاولة باللعب على وتر العلاقات بين البلدين، لأن مصيرها الفشل؛ لإدراك القيادة في البلدين بحتمية المصير المشترك، وبأهمية التنسيق بينهما.

وقال الوزير إن أواصر التعاون والتنسيق بين مصر والسعودية ليست مجرد علاقات متميزة على المستوين الرسمي والشعبي، بل تمتد جذورها التاريخية عبر آلاف السنين، وتعكس إدراك القيادة في البلدين حجم التحديات التي تواجههما.

ولفت إلى المكانة الدينية والروحية الخاصة التي تتمتع بها مصر والسعودية وتربط بينهما، حيث أقسم الله تعالى في القران الكريم بطور سيناء في مصر، وبالبلد الأمين (مكة المكرمة) في السعودية.

ونوَّه الدكتور محمد مختار جمعة بتأكيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أمن الخليج خط أحمر، وباهتمام مصر بتحقيق الأمن للمنطقة كلها بمفهومه الواسع الأمني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي.

بدوره، أشار وزير التعليم العالي الأسبق وأستاذ القانون الدولي الدكتور مفيد شهاب - خلال الندوة - إلى التشابه والتطابق في سياسات مصر والسعودية، بما يصل إلى حد التماثل تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية، خاصة القضية الأم القضية الفلسطينية، منوهًا بتوقيت زيارة خادم الحرمين الشريفين المهم لمصر هذا الأسبوع في ظل التحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية.

وأكد اهتمام مصر بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمواجهة ما وصفه بـ"المؤامرات" التي تحاك للأمة العربية ولغلق الثقوب التي تحاول بعض الدول المناوئة لمصر اختراقها لتعطيل مسيرة التعاون المشترك بين البلدين، حيث تعد الزيارة تتويجًا لعلاقات تاريخية ولمواقف سعودية وطنية قوية تجاه مصر، وتفعيلا لعلاقات متنوعة امتدت لآلاف السنين في مختلف المجالات.

وطالب الدكتور مفيد شهاب بالاستفادة من مكانة العلاقات المتميزة بين البلدين للتطلع إلى آفاق أوسع في المستقبل، لافتًا إلى أن خصوصية العلاقات بين مصر والسعودية والتنسيق المستمر بينهما سيساهمان في إعادة ما أسماه "محور القاهرة - الرياض - دمشق" من أجل دعم الأمة العربية، والتصدي لما أصاب أحد أضلاع المثلث (وهو سوريا) من متغيرات مؤقتة ستتمكن مصر والسعودية من إعادة الاستقرار بها.

وأشار إلى العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية منذ الملك عبد الله بن عبد العزيز، والاتفاقيات المبرمة بينهما منذ سنوات عدة، والتنسيق المشترك بينهما لخدمة الأمة العربية، بالتشجيع على إبرام ميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع المشترك، ومواقف ملوك السعودية القوية لدعم مصر التي لم تتوان هي الأخرى عن كل أمتها، إحساسا منها بالمسؤولية القومية، وسعيها لعدم المساس بأمن أية دولة لتحقيق الأمن القومي العربي، واصفا ذلك بعقيدة مصرية أصيلة تأكدت عبر العصور.

من جانبه، لفت الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام إلى دور العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات والإعلامين في تعزيز العلاقات المصرية - السعودية، وإبراز خصوصيتها عبر الزمان، منوهًا باهتمام الرابطة التي تمثل أكثر من 150 جامعة إسلامية في العالم بتنظيم تلك الندوة، تمهيدا لزيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر هذا الأسبوع.

وأشار إلى أنه سيتم وضع توصيات تلك الندوة التي يشارك فيها أساتذة جامعة وخبراء أمام صانعي القرار للاستفادة بها في دعم تلك العلاقات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق