استخباراتي أمريكي سابق: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يضعف الغرب

الأحد، 27 مارس 2016 08:22 م
استخباراتي أمريكي سابق: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يضعف الغرب

قال رئيس المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" السابق وقائد القوات الأمريكية سابقا في أفغانستان ديفيد بترايوس، إن القوات البريطانية والأمريكية خاضتا القرن الماضي حروبا للدفاع عن أمنهم المشترك والحرية، محذرا من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيسهم في ضعف الغرب في مواجهة الإرهاب مستقبلا.

وأضاف بترايوس - في حديث خاص لصحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم الأحد، أن القوتين معا جندا رجالهما ونسائهما في الجيش لمواجهة تيار الفاشية النازية التي هددت الحضارة الإنسانية، فضلا عن الاتحاد كحلفاء في النضال الطويل ضد الاتحاد السوفيتي والشيوعية، مشيرا إلى أنه كان له شرف العمل مع القوات البريطانية في الحرب الباردة في أوروبا، والبوسنة والعراق وأفغانستان، والشرق الأوسط.

وأوضح أن القوات البريطانية والأمريكية اليوم انخرطا مرة أخرى معا في الخطوط الأمامية، وهذه المرة في مجال مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي وتنظيم القاعدة، ويهدفان لوقف الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من الوصول لأوطانهم، منوها إلى أن التحالف اليوم بين البلدين يمكن تسميته بـ"العلاقة الخاصة"، كما أن له أهمية كبيرة بالنسبة لهم ولحلفائهم في جميع أنحاء العالم الذين يواجهون مخاطر لا تعد ولا تحصى فيما يخص سلامتهم وأمنهم.

وقال بترايوس إنه "كأمريكي، وما يكنه من احترام هائل وتقدير للمملكة المتحدة ومواطنيها، فإنه ينصح أصدقائه البريطانيين بالتفكير مرتين قبل الانسحاب من (الاتحاد الأوروبي) واحدة من أهم المؤسسات التي تستند إليها قوة الغرب"، مؤكدا أن القرار الذي ستتخذه المملكة المتحدة بالبقاء من عدمه في الاتحاد الأوروبي، بطبيعة الحال، يطال فقط الشعب البريطاني، وأنه مبني بلا شك على تقييم العديد من القضايا، ولكن كأمريكي حالفه الحظ لقيادة أبناء أمريكا والمملكة المتحدة في القتال، فإنه متأكد من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيوجه ضربة كبيرة لقوة الاتحاد الأوروبي لحظة التعرض لهجوم من عدة اتجاهات.. ومن شأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي أن يقلل أيضا من تأثير بريطانيا وقدرتها الكبيرة في توجيه مستقبل أوروبا، حيث أنها لا تزال أكبر كتلة اقتصادية في العالم، ومما لا شك فيه سيقلل النفوذ البريطاني على الساحة العالمية كذلك.

وأشار بترايوس إلى أنه يتفهم الإحباط الذي يشعر به العديد من أصدقائه البريطانيين حيال الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن التاريخ يعلمنا أن اتباع هذا النهج يؤدي إلى طريق مسدود في النهاية، وبالإشارة إلى الماضي فإننا نتذكر أنه في ذهابنا كل مرة إلى الاتجاه الانعزالي، باتت النتيجة كارثية للعالم بأسره، مؤكدا أنه سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن أمن وازدهار البلدين لا يمكن فصلهما عن الظروف السياسية والاقتصادية في القارة، وببساطة ليس هناك تراجع عن هذا الواقع.

ونوه إلى أن البعض قد زعم أن مغادرة الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تقلل من خطر الإرهاب في المملكة المتحدة، وعلق قائلا أنه مخطئ، حيث إن التهديد الإرهابي، لسوء الحظ، سيصبح موجها لكل شخص منا قريبا، كما أظهرت الأحداث الأخيرة في بلجيكا، وفي الواقع، فإن أفضل طريقة للدفاع عن أنفسنا تأتي من خلال تعميق الجيش والاستخبارات، والتعاون الدبلوماسي في جميع أنحاء العالم الغربي، ومن خلال العمل جنبا إلى جنب مع شركائنا في القارة وخارجها لضرب الإرهابيين في مخابئهم ومعالجة الدوافع الكامنة وراء التطرف، ولذلك فإن الاتحاد الأوروبي، رغم كل عيوبه، هو لاعب أساسي في هذا الجهد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق